نائب رئيس جامعة الزقازيق يتفقد سير الامتحانات بكلية التمريض    من الترويج للمثلية الجنسية إلى إشراف «التعليم».. القصة الكاملة لأزمة مدرسة «ران» الألمانية    الجنيه يواصل الارتفاع أمام الدولار في البنوك المصرية    محافظ الفيوم يبحث آليات إنشاء مدرسة صديقة للفتيات وعيادة للصحة الإنجابية للمرأة الريفية    محافظ الشرقية: إزالة 372 إعلانا مخالفا وغير مرخص خلال شهر    البورصة المصرية تخسر 6.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الاثنين    شروط صب السقف داخل وخارج الحيز العمراني (تعرف عليها)    نتنياهو: المقترح الأمريكي ليس دقيقا ولم نوافق على بند إنهاء الحرب في غزة    سلطنة عُمان ترحب بالمبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة    هل تعمد مدحت شلبي تجاهل إبراهيم فايق بسبب أفشة؟    التشكيل المثالي لدوري أبطال أوروبا موسم 2023/2024    الأرصاد: غداً طقس شديد الحرارة نهاراً مائل للحرارة ليلاً على أغلب الأنحاء    25 سبتمبر.. تأجيل محاكمة ميكانيكي وآخر بتهمة قتل شاب خلال مشاجرة بالقاهرة    ل الأبراج النارية والترابية.. الكثير من النقود والمكاسب خلال شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    محافظ المنيا يهنئ فريق بانوراما البرشا بالفوز بجائزة العين الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي    محافظ المنيا: تواصل استقبال القمح وتوريد 346 ألف طن منذ بدء الموسم    الرباط الصليبي يبعد مدافع أتالانتا من قائمة إيطاليا في يورو 2024    رئيس أتليتكو مدريد يكشف حقيقة مفاوضات صلاح.. ومونديال الأندية الجديد ومستقبل فيليكس    الدفاع الروسية: خسائر الجيش الأوكراني نحو 1.7 ألف جندي خلال يوم    صندوق الأغذية العالمي يعلن تقديم مساعدات إنسانية ل65 ألف متضرر من الفيضانات في أفغانستان    «نسك».. بطاقة ذكية تُسهل رحلة الحجاج وتُعزّز أمنهم خلال حج 2024    تأييد حكم حبس مدير حملة أحمد الطنطاوي    تخرج دفعة جديدة من ورشة «الدراسات السينمائية» بقصر السينما    مهرجان روتردام للفيلم العربي يسدل الستار عن دورته ال 24 بإعلان الجوائز    لإنتاج 6 مسكنات ومضادات حيوية.. وزير الصحة يشهد توقيع شراكة بين «الدواء» وشركة أمريكية    نقيب المعلمين: تقديم الدعم للأعضاء للاستفادة من بروتوكول المشروعات الصغيرة    عميد الكلية التكنولوحية بالقاهرة تتفقد سير أعمال الامتحانات    مقابلات للمتقدمين على 945 فرصة عمل من المدرسين والممرضات في 13 محافظة    المؤهلات والأوراق المطلوبة للتقديم على وظائف المدارس المصرية اليابانية    القاهرة الإخبارية: 12 شهيدا جراء قصف إسرائيلى استهدف المحافظة الوسطى بغزة    عاشور: الجامعة الفرنسية تقدم برامج علمية مُتميزة تتوافق مع أعلى المعايير العالمية    السكة الحديد: تعديل تركيب وامتداد مسير بعض القطارات على خط القاهرة / الإسماعيلية    وزير الصحة يستقبل مدير المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض لتعزيز التعاون في القطاع الصحي    "أسترازينيكا" تطلق حملة صحة القلب فى أفريقيا.. حاتم وردانى رئيس الشركة فى مصر: نستهدف الكشف المبكر لعلاج مليون مصرى من مرضى القلب والكلى.. ونساند جهود وزارة الصحة لتحسين نتائج العلاج والكشف المبكرة عن الحالات    الحكومة تتقدم باستقالتها.. والرئيس السيسي يكلف مدبولي بتشكيل جديد    رئيس «شباب النواب»: الموازنة تأتي في ظروف صعبة ولابد من إصلاح التشوهات وأوجه الخلل    منتخب إنجلترا يواجه البوسنة في البروفة الأولى قبل يورو 2024    تحرير 94 محضر إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات بالمنوفية    28 يونيو الجاري .. جورج وسوف يقدم حفله الغنائي في دبي    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    رئيس بعثة الحج الرسمية: الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين جيدة.. ولا أمراض وبائية    بالأسماء.. شوبير يكشف كل الصفقات على رادار الأهلي هذا الصيف    رئيس جامعة المنوفية يشارك في اجتماع مجلس الجامعات الأهلية    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    شكري: مصر تستضيف المؤتمر الاقتصادي المصري الأوروبي نهاية الشهر الجاري    هل يجوز للمُضحي حلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل العيد؟.. معلومات مهمة قبل عيد الأضحى    "ما حدث مصيبة".. تعليق ناري من ميدو على استدعائه للتحقيق لهذا السبب    الطيران الإسرائيلي يغير على أطراف بلدة حانين ومرتفع كسارة العروش في جبل الريحان    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    عمرو درويش: موازنة 2025 الأضخم في تاريخ الدولة المصرية    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. «الإفتاء» توضح المواقيت الصحيحة    رسومات الأحياء المقررة على الصف الثالث الثانوي.. «راجع قبل الامتحان»    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    محمد الباز ل«بين السطور»: فكرة أن المعارض معه الحق في كل شيء «أمر خاطئ»    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة زواج السياسة والرياضة من الملك فاروق للرئيس المخلوع
نشر في أكتوبر يوم 03 - 07 - 2011

السياسة والرياضة، وجهان لعملة واحدة.. كلاهما يستمد قوته من الآخر، فلا سياسة بدون رياضة، ولا رياضة بدون سياسة، حقيقة سجلها التاريخ، وأكدها الواقع وسطرتها صفحات الكتب، فسعد زغلول تولى رئاسة النادى الأهلى، وفؤاد سراج الدين كان وكيله، والملك فاروق بجلالة قدره رأس نادى فاروق -الزمالك فيما بعد- وزع صاحب الجلالة الدرجات والرتب لمن يحرز هدفاً أو يلعب مبارة جميلة.
وفى عهد الثورة منح عبدالناصر الأوسمة والنياشين للسلطة والشهرة، منحها ل عبداللطيف أبوهيف بعد مغامرة الأرجنتين ومنحها المشير عامر للضباط المتميزين وجاء السادات لينشغل بمعركة الحرب والسلام.
وفى عهد مبارك شجع جمال الزمالك، وعلاء الإسماعيلى، أما سوزان ومبارك فكانا مع المنتخب فى حالة الفوز وضده فى حالة الهزيمة.
أما وزراء د. نظيف فكان نصفهم أهلاوى والنصف الآخر زملكاوى ومن العجائب أن مجلس الوزراء أعلن حالة التعبئة العامة لإنقاذ الزمالك بعد تعليمات جمال مبارك ل حسن صقر.. التاريخ بأقلام أبطاله فى صفحات التحقيق التالى:
معلومة قد تغيب عن أذهان كثير وهى أن ممارسة الرياضة بشكل مؤسسى كانت مع نشأة اللجنة الدولية المصرية كنتيجة طبيعية للجنة الأوليمبية التى أسسها رجل الأعمال اليونانى بولوناكى صاحب مزارع جناكليس، ومصانع الخمور فى بداية القرن العشرين، وأول من فكر فى بناء استاد الإسكندرية كما أنشأ أستاذ أثينا ليكون صورة طبق الأصل من استاد عروس البحر.
وقد انضم لهذه اللجنة أعيان العائلة «المالكة» أمثال طاهر باشا، رئيس اتحاد السباحة، ورئيس النادى الأهلى آنذاك، كما انضم إليها أحمد الدمرداش تونى الذى فشل فى إنشاء دورة ألعاب افريقيا لوقوع دول القارة فى قبضة الاستعمار فأسس دورة ألعاب البحر المتوسط برعاية الملك فاروق لتنال مصر شرف تأسيس هذه الدورة، والتى مازالت قائمة حتى الآن.
وفى نفس السياق يقول: الكابتن ماهر فهمى الناقد الرياضى المعروف وبطل مصر الأسبق فى السباحة والغوص، إن السياسة والرياضة جزءان لا ينفصلان وأن العلاقة تشكلت بينهما من أيام سعد زغلول قائد ثورة 19 وأول رئيس للنادى الأهلى وفؤاد باشا سراج الدين وكيل النادى الذى استعان برجل الأعمال أحمد عبود باشا صاحب شركات السكر والبوستة الخديوية، والنقل البحرى فى دعم النادى، ولم يكن عبود باشا هيناً فى ذلك الوقت بل كان دولة داخل دولة لدرجة أنه كان يقرض الحكومة.
أما الملك فاروق فكان رياضياً معروفاً بالكشاف الأول لكونه رئيس جمعيات الكشافة والجوالة، ويتذكر أنه بعد هزيمة الأهلى من المختلط عام 44 ب 6 مقابل لا شىء أصدر مرسوماً ملكياً بتغيير اسم المختلط إلى نادى فاروق، وأشاع وقتها أن تغيير الاسم جاء بناء على رغبة الشعب الذى يريد تخليد ذكر الملك فى (اسم النادى) كما أن تغيير الاسم سيحد من تدخل الأجانب فى شئونه ومما يذكر أن الملكة نازلى أم الملك فاروق والملكة ناريمان كانتا من عشاق حضور مباريات كرة «نادى فاروق» الذى كانت بدايته فى 12 شارع يوسف الجندى باب اللوق، وتم تغيير اسمه بعد الثورة إلى نادى الزمالك بعد انتقاله لميت عقبة.
وفى إحدى المباريات فاز النادى الأهلى على نادى فاروق- الزمالك فيما بعد - 2/صفر فسأل الملك فاروق فكرى باشا أباظة وكيل النادى الأهلى والذى كان يجلس على يمينه: «هتكتب إيه يا باشا فى الصحافة بكرة» فقال: «هأكتب الأهلى هزم فاروق».
ومن الطرائف أيضاً أن الملك فاروق عندما كان يحضر بطولات السباحة، كان يحتفى بالفائزين، وأثناء الاحتفاء بالصاغ إسماعيل رمزى - اللواء فيما بعد - قال الملك فاروق أحسنت يا حضرة البكباشى «مقدم» فقالوا: له إنه صاغ يا أفندم فتمت ترقيته من صاغ «رائد» إلى بكباشى.. وقال كلام الملوك لا يرد كما قال جلالة الملك.
وفى العهد الملكى أيضاً كما يقول الكابتن ماهر فهمى كان حيدر باشا القائد العام للقوات المسلحة رئيس اتحاد الكرة ورئيس نادى المختلط، كما تولى عبود باشا رئاسة النادى الأهلى.
ولأن عبدالناصر كان يميل للرياضة فقد كلف عادل طاهر أحد الضباط الأحرار بتأسيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وتنظيم البطولات والدورات الرياضية، وإنشاء مراكز الشباب لتخريج الأبطال والاحتفال بعيد الشباب والرياضة، والذى لم ينقطع إلاّ فى السنوات الأولى لحكم السادات.
كما كان الرئيس عبدالناصر مغرماً بافتتاح معسكر القوات المسلحة لجميع الألعاب، وتنظيم البطولات الدولية، ورعاية الدورة الأوليمبية والتى كانت تقام كل 4 سنوات.
وأكد الكابتن ماهر أن عبدالناصر تواصل مع الرياضيين ومنحهم أوسمة تقديراً لجهودهم فبعد مغامرة بطل العالم عبداللطيف أبوهيف فى السباحة والتى سبح فيها ثلاثة أيام متواصلة فى الأرجنتين وبعد أن أصبح حديث الناس فى أوروبا وأمريكا منحه ناصر وسام الرياضة من الطبقة الأولى فى الوقت الذى رفض فيها صالح سليم وسام عبدالناصر وسافر للخارج لاعتراضه على معاملة الثورة لحماه أو والد زوجته.
ومن المواقف النادرة ما حدث فى مهرجان الشباب الذى حضره عبدالناصر عندما قام د. حنفى أفندى استاذ التمرينات الحركية والمهرجانات بعمل تورتة كبيرة ارتفاعها 10 أمتار وتأدية بعض الحركات البهلوانية والتدريبات السويدية حولها وفى أثناء حركة فريق الجمباز، وقعت التورتة، وبدلاً من تدارك المواقف ترك الكابتن لطيف «المايك» وأخذ يبحث عن ابنه إبراهيم بين الطلبة.. ويقول يا حبيبى يا ابنى.. إنت فين يا أبوخليل وأبوك بيدور عليك.. بعدها انصرف عبدالناصر ولم يعقب.
أما المشير عامر فكان حدوتة على حد تعبير الكابتن ماهر فهمى، لأنه كان يختار «اللعيبة» من الضباط والمساعدين كل حسب مؤهله وأشهرهم بالطبع النقيب صالح سليم، وميمى الشربينى، وعادل هيكل ويكن حسين ورفعت الفناجيلى، وقد دخل هؤلاء العظام أو رفقاء السلاح والكفاح على حد تعبير الكابتن ماهر الكلية الحربية لتثبيت الرتبة، والطريف أن لاعبى الجيل الذهبى لم يعرفوا طريق الفنادق أو شواطئ الغرام، وكانوا يعاملون معاملة عسكرية على يد المقدم خليل الديب رئيس اتحاد القوات المسلحة - اللواء فيما بعد - والذى لم يتورع يوماً فى تحويل المخطئ منهم إلى القشلاق وطوابير الذنب، وحلق الرأس والمبيت فى عنبر العساكر ومع هذا كانوا يلعبون بنفس راضية لأنهم اعتبروا انفسهم فى مهمة وطنية.
ومن المعلوم أن المشير عامر كان حريصاً على سمعة الرياضة المصرية، فأثناء سفر بعثة مصر للسودان تعامل رئيس البعثة وكان برتبة لواء بطريقة غير حضارية، مع موظفى الفندق فاعترض صالح سليم - وكان برتبة رائد - وبعد العودة استدعى المشير عامر صالح سليم بعد شكوى رئيس البعثة له فقال له صالح: إن رئيس البعثة لا يمثل نفسه، ولكنه يمثل الجيش المصرى، ولابد أن يتصرف بما يليق بمكانة الجيش والمشير، وفى العام التالى تولى صالح رئاسة البعثة لأن كلاهما كان يتصرف بشياكة.
ومن طرائف عامر أنه قام بترقية الضظوى من نقيب شرف إلى رائد بعد هدفه التاريخى فى مباراة مصر وإيطاليا، واشترى له طقم بدل، ومنحه 500 جنيه فى الرخص بما يوازى ثمن شقة تمليك آنذاك.
وحينما طالب حسن عامر شقيق المشير باعتقال عبدالمجيد نعمان شيخ النقاد وعضو مجلس إدارة النادى الأهلى، لشنه حملة على الحكم الزملكاوى صبحى نصير قبل مباراة الأهلى والزمالك، بدعوى أن الحكم زملكاوى وسينحاز للزمالك، رفض المشير اعتقال نعمان وقال له: هاجم براحتك وإذا تكلم حسن أخويا هأعتقله.. وفى موقف آخر يتذكر الكابتن ماهر قائلاً: بعد حكم المحكمة بسجن طارق سليم 6 أشهر لإصابته أحد الطلاب أثناء لعبه مع خطيبته بالسيارة فى حرم جامعة القاهرة.. حاول حنفى بسطان الحصول على قرار عفو من المشير حتى لا يسجن طارق، إلاّ أنه رفض، وأمر بتنفيذ حكم المحكمة وسجن طارق 6 أشهر بالتمام والكمال.
ومن طرائف ضباط الثورة إن الفريق سليمان عزت قائد القوات البحرية ورئيس النادى الأوليمبى أمر ضباط وعساكر البحرية، بارتداء الزى الميرى الأبيض، والجلوس فى المدرجات لتشجيع النادى أثناء مباراته مع الأهلى وأن يقولوا فى صوت واحد .. أوليمبى .. أوليمبى، وكانت المفاجأة أنهم هتفوا فى صوت واحد، وقالوا: «أهلى أهلى» عندها أصدر الفريق عزت قراراً بحبس كل من فى المدرجات.
وفى نفس السياق أكد الكابتن أبورجيلة لاعب ومدرب نادى الزمالك الشهير أن السياسة لا يمكن أن تنفصل عن الرياضة، لأن السياسة رياضة والرياضة سياسة، ولهذا فقد احتفل الرئيس عبدالناصر بالرياضيين، فعندما فاز الزمالك على ريال مدريد فى برشلونة تلقينا برقيات تهانى من الرئيس عبدالناصر شخصيا، كما منحنا الفريق سعد الدين متولى بتكليفات من المشير عامر نياشين وأوسمة مازالت تاجاً على صدورنا حتى الآن.
وعندما تراجع مستوى المنتخب فى إحدى الدورات اجتمع مع اللواء خليل الديب رئيس معسكرات الجيش، وحسن مدكور رئيس المنتخب، ويوسف بك الشريف، وأمر بحجزنا مع العساكر وحلق رءوسنا، وبعد تدريبات شاقة تم الإفراج عنا، أو أطلق سراحنا - إذا جاز التعبير- وكانت أياماً جميلة لأنها عودت اللاعب على تحمل المسئولية.
وكان المشير عامر - كما يقول الكابتن أبورجيلة - يستغل الرياضة فى تحسين العلاقات مع الدول العربية ففى عيد استقلال الجزائر أمر المشير بتنظيم وفد رسمى لمشاركة ابناء الجزائر فرحتهم، وإقامة مباراة معهم، وسافرنا على طائرة المشير الخاصة بصحبة الزملاء رفعت الفناجيلى وطه إسماعيل والشاذلى والكابتن أحمد مصطفى، وبدوى عبدالفتاح، ومحمد بدوى ومحمد شاهين المصرى والكابتن خورشيد.. وكما يقول الكابتن أبوتريكة فقد كانت فرحة المشير عامر بعد فوزنا على الجزائر 2 - صفر لا توصف.
أما أنور السادات فكان أهلاوى الهوى، ولكن ظروف النكسة لم تمنحه الفرصة كاملة للاهتمام بالرياضة وسافر أكثر اللاعبين إلى الخارج أما أنا - والكلام على لسان الكابتن أبورجيلة - فقد سافرت إلى السعودية، ودرّبت نادى الشباب، ونادى المصرى السعودى، ونادى الوحدة، ونادى أُحد، ونادى الرائد، وحصلنا على بطولات كثيرة.
فيما قال الكابتن يكن حسين نحن أبناء الثورة، وندين بالولاء لجمال عبدالناصر والمشير عامر والعصر الذهبى للرياضة، وتلك القيادات الجميلة لم تعرف إلاّ (اللعبة الحلوة) لأن «الكوسة» لم تكن قد ظهرت بعد.. فمع أن المشير عامر كان زملكاوى الهوى والهوية إلاّ أنه أول من أصلح حال الأهلى. والدليل أنه عندما أحس بتراجع مستواه أشرف على تدريبه فى الكلية الفنية بجوار ضريح جمال عبدالناصر.
وألمح يكن إلى وجود «خيار وفقوس» فى عالم الكرة كما هو موجود فى كل المجالات. والمناسبة أنه فى دورة روما تم استبعادى أو «قلشى» من السفر بحجة أن رجلى مكسورة وأقنع عواجيز الفرح وقتها مدرب المنتخب بعدم سفرى، وحاولوا إقناع المشير بذلك، ولكنه رفض وأمر بسفرى وقال: يكن لا يخاف. ولو رجله انكسرت 3 مرات مش مرة واحدة هيمدها على الكرة.. وفى روما وضعونى على دكة الاحتياط فاتهزمنا من يوغسلافيا 6-صفر، وفى المباراة الثانية، اتهزمنا من الأرجنتين 2-صفر، وأهو «قضا أخف من قضا».
ويتابع الكابتن أبورجيلة قائلاً: تعرضت لنفس الموقف فى الدورة الأوليمبية فى طوكيو عندما طلب المشير عامر من مدرب المنتخب فاندلر الفوز بمركز متقدم قال: لا أضمن ذلك، وعندما سأله المشير عن السبب قال: لأنى لم أختر لاعبى الفريق.. عندها ثار المشير عامر، قائلاً له: أنت المسئول أمامى عن الفوز أو الهزيمة، عندها ارتعد المدرب وأصبح فى «حيص بيص» إلا أن الرائد على شفيق مدير مكتب المشير أنقذ الموقف واقترح على المشير ضرورة سفر يكن مع الفريق.
يقول الكابتن يكن حسين عندها كنت أتسوق فى شارع قصر النيل، وفوجئت بالشرطة العسكرية تمسك بى، وتحملنى فى سيارة مصفحة إلى منزل المشير عامر، وسافرت مكان الشاذلى لكونه كان لاعباً جديداً ونجمه لم يظهر بعد.
ويتذكر يكن أنه حصل على وسام الدولة من الدرجة الثانية من الرئيس عبدالناصر بعد فوز المنتخب على توتنهام الإنجليزى، وحصل على وسام رئيس الدولة فى ملعب الكرة.
وعلى الجانب الآخر أكد الكاتب الصحفى والناقد الرياضى عبدالنبى عبدالستار رئيس تحرير زملكاوى ورئيس تحرير جريدة الغد أن مجلس قيادة الثورة استخدم كرة القدم كرتاً سياسياً لشغل الرأى العام فى الداخل وتوطيد علاقات مصر فى الخارج كما أن مجلس القيادة كان منقسماً على نفسه فى الهوية الكروية ففى الوقت الذى كان يميل فيه عبدالناصر وكمال الدين حسين وأنور السادات وجمال حماد للنادى الأهلى كان المشير عامر ينتمى لفريق المختلط أو الزمالك فيما بعد ومعه خالد محيى الدين وشقيقه زكريا والأخوان جمال وصلاح سالم ولأن المشير عامر كان يتفاخر بزملكاويته، ويلمح بتهديد الحكام فى حالة الخسارة فقد سيطر الزمالك على بطولات الملاعب فى فترة الستينيات، على النقيض من الأهلى الذى تراجع بشدة فى نفس الفترة، حتى أنه -أى الأهلى- كان مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية، بسبب سوء نتائجه وعندها تظاهر المشير عامر بالحيادية، وقرر إقامة معسكر دائم للأهلى فى اتحاد الجيش، وحلق رءوس لاعبيه، إلى أن نجح فى النهاية فى انتشال الفريق من قاع الدورى، وحصل الأهلى فى هذا العام على أحد المراكز الأربعة الأولى.
كما كان المشير عامر يتدخل بقوة فى توجيه انتقال اللاعبين من أندية الإسكندرية والمنصورة إلى الزمالك، باستثناء فشله فى ضم اللاعب لمعى نجم المنصورة إلى الزمالك والذى فضل ارتداء الفانلة الحمراء، وللأسف لم يمكث لمعى فى الأهلى إلاّ بضعة شهور وتم الاستغناء عنه فى نهاية الموسم.
وقد أثرت النكسة - كما يقول عبدالستار- على بطولات كان أصحابها قاب قوسين أو أدنى من الفوز كما حدث مع فريق الأوليمبى السكندرى الذى أوشك على إحراز بطولة إفريقيا لولا قرار الانسحاب من البطولة بعد النكسة، وتوقف النشاط الكروى 5 سنوات كاملة مما أدى إلى سفر نجوم كبيرة للعب أو التدريب فى الخليج أمثال أبورجيلة ويكن وأحمد مصطفى وإبراهيم عبدالصمد، ومحمود عبدالحى، والشاذلى، وعيد عبدالملك، وحسن شحاتة وطه بصرى وسمير محمد على.
ومن الطرائف كما يقول عبدالنبى عبدالستار إن حسن شحاتة لاعب الزمالك الشهير ومدرب المنتخب السابق هو اللاعب الوحد الذى حصل على لقب أحسن لاعب مرتين الأولى عندما فاز باللقب فى دورة الألعاب الآسيوية أثناء عمله مع الكاظمة الكويتى، والثانية عندما استأنف النشاط الكروى بعد عودته إلى مصر ليفوز بلقب أحسن لاعب فى الدورة الإفريقية عام 74.
وجاء عهد السادات ليزداد الاشتباك - كما يشير عبدالستار - بين السياسة والرياضة، عندما قالت السيدة جيهان السادات فى برنامج النادى الدولى الشهير الذى كان يقدمه الفنان سمير صبرى على شاشة التليفزيون المصرى إن هزيمة الأهلى تعنى حزناً فى منزل الرئيس السادات ومن الملاحظ أن فريق النادى الأهلى شهد استقراراً بعد هذا التصريح رغم أنه قد فقد البطولة أمام فريق غزل المحلة، وهىالبطولة الأولى له بعد استئناف النشاط الكروى.
أما الرئيس السابق حسنى مبارك فكانت علاقته بالرياضة «حسب التساهيل» لأنه كان مغرماً بلعب الاسكواش، إلاّ أنه عندما كان نائباً للرئيس السادات حضر مباراة الزمالك والكروم التى انسحب فيها الزمالك بسبب انحياز الحكم أحمد بلال لفريق الكروم، ومما يذكر أيضاً أن الرئيس السابق كان يحضر مباريات المنتخب الحاسمة ونهائيات مباراة الأهلى والزمالك، مما كان يمثل صدمة للجماهير لاعتقادهم، أن حضور مبارك يعنى نهاية مؤلمة لأحد الفريقين، ولن تنسى الجماهير واقعة قيام سوزان مبارك بطبع قبلة على وجه الرئيس المخلوع بعد فوز مصر ببطولة أفريقيا عام 2006 وهى القبلة التى ارتبك معها مبارك، وقابلها بفتور، وكما يعلم عشاق الكرة من النقاد والقراء أن علاء مبارك كان «إسماعيلاوى» حتى الثمالة، وقيل إنه ضغط بقوة لعودة نجم الدراويش حسنى عبدربه إلى الإسماعيلى، وهذا يفسر سر صمت حسن حمدى رئيس النادى الأهلى آنذاك، ومن المثير أن علاء وجمال مبارك كانا يصران على قيادة فريق الصقور خلال الدورة الرمضانية، ويفوزان بالبطولة كل عام، على أن يفوز أحدهما بلقب أحسن لاعب، فى حين يفوز الآخر بلقب هداف البطولة.
وبعد الأزمة المالية الطاحنة التى سرت بنادى الزمالك فى نهاية 2010، أى قبل السقوط بأشهر طلب جمال مبارك من حسن صقر رئيس المجلس الأعلى للرياضة حل مشاكل نادى الزمالك بأى ثمن، بعد أن وصل ترتيب الفريق فى موسم 2009-2010 إلى المركز ال 13، كما اتصل د.مفيد شهاب وزير المجالس النيابية آنذاك بإدرة الزمالك، وطلب منهما تحديد مشاكل النادى، فيما أعلن مجلس وزراء حكومة د.نظيف التعبئة العامة لإنقاذ نادى الزمالك بعد تعليمات جمال مبارك خشية الهبوط إلى الدرجة الثانية، وقد استغل زملكاوية المجلس وعلى رأسهم مفيد شهاب وسيد مشعل وأنس الفقى وقاموا بدعم فريق الزمالك من الألف إلى الياء.
وعلى النقيض حاولت إدارة النادى الأهلى استغلال أهلاوية سامح فهمى وزير البترول الأسبق لتسهيل انتقال لاعبى انبى وبتروجيت إلى صفوفه، إلاّ أن الإدارة لم تنجح سوى مع حسين على لاعب بتروجيت الذى انتقل للأهلى مقابل 5 ملايين جنيه، ولم يلعب بعدها سوى دقائق معدودة انتقل بعدها إلى نادى «الجونة» برئاسة سميح ساويرس.
والطريف كما يقول الناقد الرياضى عبدالنبى عبدالستار أن رئيس الوزراء الأسبق د.أحمد نظيف لم يعلن عن أهلاويته إلاّ قبل سقوط النظام بأيام قليلة وكأنه كان يلعب فى الوقت الضائع.
ومن الوقائع المثيرة للجدل ان ممدوح عباس رئيس نادى الزمالك السابق استغل علاقة النسب بينه وبين المرحوم بدر القاضى أحد المقربين لحبيب العادلى فى تأديب مرتضى منصور أمام نادى الزمالك فى واقعة الاعتداء الشهيرة على مرتضى ونجله وانصاره داخل نفق المشاة الذى يربط بين ناديى الترسانة والزمالك.
وآخر الدلائل على وجود علاقة وثيقة بين السياسة والرياضة بعد 25 يناير هو إعلان الإخوان بعد حصولهم على حزب الحرية والعدالة مؤخراً تشكيل فريق لكرة القدم بقيادة نجم الأهلى الكابتن محمد أبوتريكة فور اعتزاله للاستفادة من شعبيته فى دعم مواقف الإخوان على الساحة السياسية والشعبية، خاصة أن محمد أبوتريكة يتمتع بقبول شعبى بعد واقعة ال تى شيرت الشهيرة عام 2008 فى بطولة افريقيا بغانا، عندما خلع «الفانلة» على رءوس الأشهاد وأمام كاميرات الفضائيات ووكالات الأنباء بعد أن كتب عليها «تعاطفاً مع غزة» مما أثار حفيظة إسرائيل واللوبى الصهيونى فى أمريكا والغرب، واتهموه وقتها بالعنصرية، ومعاداة السامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.