إننا نسير على حد السيف، وفى حقول من الألغام، والصورة تبدو مرتبكة، والضباب يحد من وضوح الرؤية، ويحجب الكثير من البصيرة ! فى يوم 11 فبراير حدث فراغ فيزيائى فى مؤسسة الحكم، وبطبيعة الأمر الواقع، لم يكن أحد يستطيع مهما كان ملء هذا الفراغ سوى تمدد القوات المسلحة تحت حرارة الأحداث - كما هى قواعد الفيزياء - وقد حصل الجيش المصرى على شرعية من الثورة الشعبية ذاتها، فقد قابلت الجماهير الثائرة دبابات الجيش حين نزلت الشارع بترحاب بالغ، تمثل ذلك فى الهتاف الأشهر داخل ميدان التحرير وكل ميادين المحافظات (الجيش والشعب إيد واحدة)، ثم عزز ذلك البيانات الأولى للمجلس العسكرى والتى تحدثت أن المجلس سيقوم بدور (الضامن) لتحقيق أهداف الثورة، وأنه - أى المجلس - ليس بديلا عن شرعية الشعب. لكن مع الوقت بدأ شىء من الفتور يطرأ على تلك العلاقة الحميمة بين الشعب الثائر والمجلس العسكرى، بسبب التباطؤ الذى كان يبدو غير مفهوم فى محاكمة رموز النظام، وعلى رأسهم بالطبع الرئيس المخلوع، والاعتداء على الطلاب المعتصمين فى كلية الإعلام، ثم الاعتداء الأخير - فجر السبت 9 أبريل - على المعتصمين فى ميدان التحرير. * وهنا لدينا نقطتان : نحن نعى جيدا أن هناك محاولات مستميتة من قبل فلول النظام السابق للوقيعة بين الثورة والجيش، وإفساد معنى هتاف الشعب والجيش إيد واحدة، لأن إفساد تلك العلاقة يصب فى المقام الأول فى مصلحة (إسرائيل) وبقايا النظام البائد. لكن يجب أن نعترف أن التباطؤ فى محاكمة مبارك وأسرته كان هو جوهر المشكلة، فمنذ تنحى مبارك فى 11 فبراير لم يكن مكانه الطبيعى شرم الشيخ، بل فى سجن مزرعة طرة، ولولا هذا التأخير لما كان هناك اعتصام فى الميدان من أصله، ولا حتى ربما كنا سنحتاج إلى مليونيات الجمع الماضية! إننا - كشباب ثورة 25 يناير - نتوجه إلى المجلس العسكرى لأنه من بيده الحل والربط، سارعوا بالانتهاء من محاكمة مبارك وأسرته، نحن أشد الناس حرصا على شعار (الشعب والجيش إيد واحدة)، فانقذوا هذا الشعار، وانقذوا مصر الغاضبة!؟ المنسق المساعد ومنسق لجنة الشباب لحركة كفاية