رغم أن التغيير من سنن الحياة وأداة مهمة من أجل مواكبة التطور إلا أن الجديد عندما يكون مجهولًا ليس دائمًا مقبولًا، أو على الأقل غير محبذ، كما يقال: «الناس أعداء ما يجهلون»، وهو ما ينطبق على نظام البكالوريا المزمع تطبيقه فى الثانوية العامة. وما يزيد حالة الجدل الدائرة حاليًا أن الناس سئمت كثرة التعديلات على هذا النظام حتى صارت دوامة لا تنتهى. تحديد الهدف تقول فريال عطا مدرسة وأم لطالب بالثانوية العامة وآخر بالمرحلة الإعدادية ل«روز اليوسف»: نظام البكالوريا الجديد به إيجابيات وسلبيات حيث تتمثل الإيجابيات فى تحديد مصير ابنى وتحديد هدفه والتركيز فى الهدف المطلوب فقط ويبعد عن التشتيت فعلى سبيل المثال إذا أراد الالتحاق بإحدى الكليات الطبية عليه التركيز فى المواد العلمية المؤهلة للطب، لكن السلبى فى حال لم يحصل على مجموع الطب فإلى أين يذهب خصوصًا إذا كان ولى الأمر ليس لديه إمكانيات لدفع مصروفات الجامعات الخاصة وهذا جزء غامض فمن المفترض أن يوضح النظام البدائل للطالب الذى لم يوفق فى المجموع بالنسبة للتخصص الذى درسه. وأضافت عطا: إن نظام التحسين جيد والتكلفة أعتقد أنها معقولة ف 500 جنيه للمادة تكلفة معقولة، أما موضوع السنتين الذى سبق إلغاؤه لا نعلم لماذا تمت إعادته خصوصا أنه يسبب توترا للطالب لأنه إذا حصل على مجموع كبير فى السنة الأولى وفى السنة الثانية مجموع أقل، سيضيع مجهود السنتين فالسنة الواحدة أفضل لأن الطالب يكون متحمسًا يبذل أقصى جهده لكن السنتين أعتقد أن السنة الثانية مجهود الطالب فيها يقل وحماسه يفتر وبالتالى يحصل على درجات قليلة. وأشارت عطا إلى أنه لم يؤخذ سوى رأى طلبة الصف الثالث الإعدادى وهذا خطأ فلماذا اقتصر الرأى عليهم فقط وهل باقى الطلبة ليس له الحق فى القرار، وهناك نقطة أخرى هى وضع مادة التربية الدينية فى المجموع فى البداية كانت الآراء حول هل تتم إضافتها للمجموع وهذا الرأى تم استبعاده الحمدالله وتم الاتفاق على أن النجاح فيها من 70 % وهذا جيد لأن التربية الدينية تعلم الطالب وتجعله ملتزمًا وذا أخلاق. إضافة التاريخ وأكدت عطا أنها لم تشعر أن لديها الفهم الكامل للنظام الجديد خصوصا أن كل الكلام نظرى ولم يطبق فعند التطبيق ستظهر مزاياه وعيوبه وأيضا أكثر معلوماتها عن النظام تتلقاها من وسائل التواصل سواء صفحة الوزارة أو بعض القنوات الموثوقة، ورغم أن الوزارة تجرى تدريبات كثيرة للمدرسين لمواكبة العملية التعليمية لكن لم نتلق أى تدريب على نظام البكالوريا كما نسمع أنه تتم عمل تدريبات لطلبة الإعدادى فى الإجازة. واعترضت على إضافة التاريخ ودراسته لطلبة العلمى وإضافته للمجموع فهو يشتت طالب العلمى فى تخصصه فالأفضل دراسة الطالب لتاريخ بلده فى السنوات قبل مرحلة التخصص، أما نظام التقييم الذى يعتمد على الفهم وليس على الحفظ فهو جيد لأنه يجعل الطالب لديه استيعاب أكثر وتعطيه القدرة على التفكير والإبداع. المنافسة العالمية فى السياق يوضح د.حسن شحاتة الخبير التربوى وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس ل«روزاليوسف» أن البكالوريا المصرية غايتها وضع التعليم المصرى فى إطار المنافسة العالمية فهى تقضى على سلبيات الثانوية العامة التقليدية حيث تتميز بتأسيس الطالب للدراسة الجامعية بتزويده بالمهارات والمفاهيم من بداية التعليم فى المرحلة الثانوية كما توفر أربع مسارات للتعليم الجامعى هى المسار الطبى والعلوم البيولوجية والمسار الهندسى وعلوم الحاسب ومسار قطاع الأعمال ومسار الآداب والفنون، وكذلك توفر البكالوريا المصرية أمام الطلاب أربع فرص لتحسين المجموع، بالإضافة إلى أنها توفر سنة دراسية دون امتحان فى التعليم الجامعى لمن تقل درجاتهم عن الالتحاق بمسار ما بنسبة خمسة فى المائة عن الحد الأدنى للقبول حيث تزودهم بالمفاهيم والمهارات اللازمة للمسار الذى اختاره الطالب، وكل هذه المزايا لا تتوافر لطالب الثانوية العامة التقليدية. جامعات الجيل الرابع وأضاف شحاتة: تأتى فلسفة ثقافة التحصيل وتخزين وإيداع المعلومات فى أدمغة الطالب فى امتحانات الثانوية العامة فى مقابل الاهتمام بثقافة المهارات العليا للتفكير لطالب البكالوريا المصرية، فإن النقلة النوعية فى الجامعات المصرية وربطها بمهارات سوق العمل المتغيرة وتنوع الجامعات بين جامعات حكومية بها برامج تخصصية جديدة وجامعات تكنولوجية وجامعات أهلية تقدم برامج دولية ًوهى جامعات عالمية على أرض مصرية وجامعات أجنبية وروافد لجامعات عالمية وجامعات خاصة كل هذا التعدد والتنوع وما هو متوافر من بنية تكنولوجية حديثة لجامعات ذكية جامعات الجيل الرابع كل ذلك يجعلها مؤهلة لمتطلبات البكالوريا المصرية الجديدة بدلالة موافقة أكثر من سبعين فى المائة من الآباء على أبحاث الأبناء بنظام البكالوريا وظهر ذلك التوجه واضحا حين طرح على الآباء فى نهاية المرحلة الإعدادية هذا العام الاختيار بين نظام الثانوية العامة التقليدية ونظام البكالوريا المصرية الجديدة. وأكد شحاتة أن توجهات وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بوجوب بناء إنسان جديد يفكر ويفسر ويحلل ًويعلل ويحترم ثقافات الشعوب ويتقبل الآخر أدى إلى وضع التعليم المصرى فى إطار المنافسة العالمية وجعل قيادات التعليم الجامعى وما قبل الجامعى تفكر عالميا وتطبق محليا وتجعل كل ما هو عالمى لخدمة ما هو مصرى وتأهيل الشباب المصرى للجمهورية المصرية الجديدة. الكليات التكنولوجية ومن جانبه يؤكد د.وائل قدرى المشنب، رئيس مجلس الأمناء بمديرية التربية والتعليم بسوهاج ل«روزاليوسف» أن نظام البكالوريا الجديد ناجح وممتاز فالوزير يبحث عن جودة التعليم فى مصر فنظام التحسين يعطى فرصا للطلبة للحصول على درجات أعلى والوصول إلى ما يتمنونه، فأحيانا نجد طالبًا مجتهدًا جدا ويتعرض لوعكة صحية أو أى ظرف طارئ فى الامتحان الأول فيستطيع تعويض ذلك فى الامتحان الثانى ولا تضيع عليه السنة، كما أن تقسيمة المواد العلمية والأدبية والأساسية ممتازة فالتوسع فى محتوى المادة يعطيك فرصة للاطلاع أكثر، وأهم من ذلك فتح سوق عمل فسوق العمل فى الذكاء الاصطناعى عندنا لا يتعدى 4 أو 5 وظائف بينما خارج مصر فى أمريكا وأوروبا 40 أو 50 وظيفة لذا التخطيط مهم، الناس دائما تتخوف من الجديد لكن نظام البكالوريا أفضل والرسوم 500 جنيه للمادة بسيطة فالطالب يميز نفسه ولا توجد مشكلة أن يدفع حتى يتميز قليلًا. ويضيف، أما الغش فالموضوع محسوم مجرد تصوير ورقة الامتحان على الموبايل تتم معرفة الشخص والجهاز الذى تم التصوير به ومحاسبته، وكما يتم تطوير أسلوب الغش يتم تطوير أساليب لكشف وتقنين الغش، من الممكن أن نواجه تحديات تنظيمية فقط، وأعجبنى كم المعاهد والكليات التكنولوجية التى تم إنشاؤها فلدينا معاهد سنتين وإذا رغب الطالب يستطيع أن يكمل 4 سنوات والشركات الكبرى توظفهم. فرصة جوهرية من جانبه يقول الخبير التربوى الدكتور مجدى حمزة ل«روزاليوسف»: إن أهم نقطة فى نظام البكالوريا هى وجود أربع مسارات للتعليم ددد «علمى أو أدبى» أو مسار التكنولوجيا والمسار التكنولوجى لم يوجد من قبل وأيضا الميزة الأخرى وهى أن الطالب يستطيع دخول الامتحان 4 مرات فرصة جوهرية للطالب، كذلك فإن دراسة الذكاء الاصطناعى وعلوم البرمجة والحاسب الآلى شيء مهم فى هذا الوقت، أما الجدل الكبير فكان فى مادة التربية الدينية وأوضحت فى الحوار الوطنى رأى فى وأن يكون الدين مادة أساسية تدخل المجموع وذلك بسبب الانهيار الأخلاقى الذى نشهده فذلك بسبب البعد عن الدين، ومن ثم دخوله ضمن المجموع يؤثر فى الطالب وأتمنى يتم تدريسه من الصف الأول الابتدائى أن يكون مادة أساسية لأن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، فإذا درس الدين بطريقة صحيحة فى المرحلة الابتدائية سيؤثر فى سلوكياتهم طول عمرهم وبالتالى تقل الظواهر الشاذة التى نشهدها وهى غريبة على المجتمع المصرى، والدين الإسلامى يشرف عليه الأزهر والدين المسيحى تشرف عليه الكنيسة ويتم وضع بنك أسئلة للدين الإسلامى من الأزهر وبنك أسئلة للدين المسيحى من الكنيسة وتقاس مدى صعوبة الأسئلة بحيث تكون فى نفس المستوى والأزهر والكنيسة وافقا على هذا المقترح ولكن فوجئنا منذ أسبوع أن الوزير قال إن التربية الدينية خارج المجموع ولكن حتى تنجح لا بد أن تحصل على 70 % ورجعنا للنقطة الأولى خارج المجموع فلن يهتم به الطالب، واقترحت من قبل تدريس الدين من شيوخ بالأزهر درسوا الدين الوسطى والكنيسة ترشح أشخاصًا من الكنيسة تدرس الدين ولا يترك الدين ليدرسه أى مدرس غير مختص.