قرار جديد ضد المتهم بالتحرش بفنانة شهيرة في النزهة    خريطة برلمانية جديدة بانتظار حكم «الإدارية العليا» في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    فنزويلا تتهم الولايات المتحدة ب"السرقة الصارخة" بعد مصادرة ناقلة نفط في الكاريبي    ناسا تفقد الاتصال بالمركبة مافن التي تدور حول المريخ منذ عقد    التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية    سلوى عثمان: أخذت من والدتي التضحية ومن والدي فنيًا الالتزام    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    أول قرار ضد مضطرب نفسي تعدى على رجال الشرطة لفظيا دون سبب بمدينة نصر    مدبولي يفتتح اليوم الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات بالعاصمة الجديدة    التحقيق مع شخص يوزع بطاقات دعائية على الناخبين بالطالبية    رفض الأسلوب المهين من ضابط وإعطاء مفتاح سيارته له ..وفاة شاب تحت التعذيب بقسم شرطة ثالث المحلة    أحمد مراد يعتذر عن تصريحه الأخير المثير للجدل عن فيلم الست    مراكز الإصلاح والتأهيل فلسفة إصلاحية جديدة.. الإنسان أولًا    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف شمال شرق البريج وسط غزة    أرسنال يسحق كلوب بروج بثلاثية خارج الديار    يوفنتوس ينتصر على بافوس بثنائية نظيفة    "شغّلني" تُطلق مشروع تشغيل شباب الصعيد بسوهاج وقنا    خالد أبو بكر يشيد بجهاز مستقبل مصر في استصلاح الأراضي: سرعة العمل أهم عامل    لماذا تجدد أبواق السيسى شائعات عن وفاة مرشد الإخوان د. بديع بمحبسه؟    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    عاجل - قرار الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في ثالث خفض خلال 2025    اسعار الفاكهه اليوم الخميس 11ديسمبر 2025 فى المنيا    الكونغرس يمهّد لإنهاء حقبة قانون قيصر... خطوة أمريكية جديدة نحو إعادة تشكيل العلاقة مع سوريا    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11ديسمبر 2025........مواعيد الأذان في محافظة المنيا    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    سلمان خان وإدريس إلبا وريز أحمد فى حفل جولدن جلوب بمهرجان البحر الأحمر    "ميد تيرم" يتصدر تريند تيك توك مع أولى حلقاته على قناة ON    المتهم بتجميع بطاقات الناخبين: «كنت بستعلم عن اللجان»    الرفق بالحيوان: تخصيص أرض لإيواء الكلاب الضالة أحد حلول انتشار هذه الظاهرة    "امرأة هزت عرش التحدي".. الموسم الثاني من مسابقة المرأة الذهبية للمركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة    منتخب مصر يواصل تدريباته بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لأمم إفريقيا (صور)    رودريجو: ليس لدي مشكلة في اللعب على الجانب الأيمن.. المهم أن أشارك    كرة طائرة - خسارة سيدات الزمالك أمام كونيجيليانو الإيطالي في ثاني مواجهات مونديال الأندية    "جنوب الوادي للأسمنت" و"العالمية للاستثمار" يتصدران ارتفاعات البورصة المصرية    حقيقة منع شيرين عبد الوهاب من رؤية ابنتيها وإفلاسها.. ما القصة؟    مادورو: فنزويلا مستعدة لكسر أنياب الإمبراطورية الأمريكية الشمالية إذا لزم الأمر    البنك المركزي: معدل التضخم الأساسي السنوي يسجل 12.5% في نوفمبر 2025    القبض على شخص اقتحم مدرسة بالإسماعيلية واعتدى على معلم ب "مقص"    4 فوائد للملح تدفعنا لتناوله ولكن بحذر    أعراض اعوجاج العمود الفقري وأسبابه ومخاطر ذلك    معهد التغذية يكشف عن أطعمة ترفع المناعة في الشتاء بشكل طبيعي    انتبهي إلى طعامك خلال الأشهر الأولى من الحمل.. إليك قائمة بالمحاذير    البابا تواضروس يهنئ الكنيسة ببدء شهر كيهك    ارتفاع الأسهم الأمريكية بعد قرار مجلس الاحتياط خفض الفائدة    هجوم جوي مكثّف.. أوكرانيا تطلق نحو 300 مسيّرة باتجاه الأراضي الروسية    مستشار وزير الثقافة: إدارج "الكشري" في قائمة تراث اليونسكو يمثل اعترافًا دوليًا بهويتنا وثقافتنا    أستاذ علوم سياسية: المواطن استعاد ثقته في أن صوته سيصل لمن يختاره    استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    الزوامل والتماسيح: العبث البيئي وثمن الأمن المجتمعي المفقود    ضبط شاب ينتحل صفة أخصائى علاج طبيعى ويدير مركزا غير مرخص فى سوهاج    ساوندرز: ليفربول ألقى صلاح تحت الحافلة؟ تقاضى 60 مليون جنيه إسترليني    الأرقام تكشف.. كيف أنقذ صلاح ليفربول من سنوات الفشل إلى منصات التتويج.. فيديو    ترامب: الفساد في أوكرانيا متفشٍ وغياب الانتخابات يثير تساؤلات حول الديمقراطية    "الصحة" تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هجمات داغستان وموسكو تكشف السر: روسيا تتوصل إلى روابط بين الإخوان وداعش طاجيكستان كلمة السر
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 30 - 06 - 2024

فى 22 مارس 2024، نفذ تنظيم «داعش- ولاية خراسان» المعروف اختصارًا بتنظيم خراسان هجومًا إرهابيًا فى قلب العاصمة الروسية موسكو، استهدف حفلًا موسيقيًا فى «كروكوس سيتى مول» الشهير فى الضواحى الغربية لموسكو.
هاجم ملثمون المكان المستهدف وأطلقوا الرصاص على الحضور ثم ألقوا زجاجات حارقة على القاعة التى احترقت، راح ضحية الهجوم 144 شخصًا وأصيب 360 آخرون، لاحقًا قام الأمن الروسى بإلقاء القبض على 11 فردًا من بينهم أربعة أشخاص شاركوا فى الهجوم، بينما اعترف تنظيم خراسان عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى بيان رسمى بأنه المسئول والمنظم والمنفذ للحادث.
التحقيقات الروسية أثبتت ضلوع أشخاص وخلايا إسلامية فى طاجيكستان، فكانت المرة الأولى التى ينجح الإرهاب القادم والصاعد فى الدولة السوفيتية السابقة فى ضرب الدولة الروسية الأم.
وفى 23 يونيو 2024 اشتعل القوقاز الروسى على إثر قيام مجموعة من المسلحين بسلسلة من العمليات الإرهابية فى جمهورية داغستان الروسية الواقعة فى القوقاز، حيث تمت مهاجمة كنيستين أرثوذوكسيتين وكنيس (معبد يهودى) ونقطة تفتيش للشرطة، ما أسفر عن مصرع كاهن أرثوذكسى ذبحًا وثلاثة أشخاص آخرين، بالإضافة إلى 15 شرطيًا روسيًا و 19 قتيلاً روسيًا مقابل نجاح الأمن الروسى فى تصفية المجموعة الإرهابية التى هاجمت القوقاز الروسى للمرة الأولى بنجاح منذ سنوات.
الجماعات الإسلامية فى طاجيكستان
تقع طاجيكستان فى آسيا الوسطى، وهى معقل شعب الطاجيك القريب من الثقافة الفارسية، يتحدث الطاجيك اللغة الفارسية، وكانت بلاد الطاجيك جزءًا من الإمبراطوريات الفارسية والتتارية قبل أن تسيطر عليها الإمبراطورية الروسية، وفى تلك الحقب كان هنالك أنواع عدة من الحكم الذاتى أو الداخلى فى طاجيكستان.
عقب انتصار البلاشفة فى الحرب الأهلية الروسية وتأسيس الاتحاد السوفيتى تم تشكيل طاجيكستان بشكلها المتعارف عليه اليوم جغرافيًا، وأصبحت جمهورية داخل الاتحاد السوفيتى.
حاول الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية فى سنوات الحرب الباردة إشعال الجنوب السوفيتى المسلم وعلى رأسه طاجيكستان، حيث كانت واشنطن تحرض مسلمى الاتحاد السوفيتى على الثورة من أجل تفكيك الاتحاد السوفيتى من الداخل. تقابلت طموحات إسلاميى طاجيكستان مع القوميين الطاجيك فى الاستقلال، ومع انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 أعلنت طاجيكستان استقلالها فى 9 سبتمبر 1991.
سرعان ما دخلت الجمهورية السوفيتية السابقة فى حرب أهلية ما بين عامى 1992 و1997، حيث تحالف الإسلاميون والليبراليون ضد النظام الحاكم الوليد، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ثم حركة طالبان فى أفغانستان حاضرتين فى دعم التمرد من أجل تحويل طاجيكستان إلى إمارة إسلامية تقوم بتصدير الإرهاب إلى روسيا الاتحادية.
حزب النهضة الإسلامية كان قد بدأ أعمال العنف بشكل ممنهج منذ الثمانينيات وعناصره هى التى اشعلت الحرب الأهلية عام 1992 بتوزيع السلاح وبدء إراقة الدماء، وقد ثاروا ضد نتائج انتخابات الرئاسة التى نصبت السياسى الشيوعى رحمن نبى أوف رئيسًا لجمهورية طاجيكستان، ونجحت الاضطرابات التى نظموها فى إسقاط حكمه فى أول مشاهد الحرب الأهلية.
فى نوفمبر 1992 تولى السياسى العتيد «إمام على رحمن» رئاسة طاجيكستان حتى اليوم، واستطاع إنهاء الحرب الأهلية دون تقسيم البلاد أو انتصار الإرهاب الإسلامى.
سنوات الحرب الأهلية الطاجيكية (1992 – 1997) ساهمت – بأموال وترتيبات أمريكية وبريطانية – فى توطين حزب التحرير الإسلامى فى طاجيكستان، وهو تنظيم إسلامى إرهابى دولى صنعته بريطانيا، تأسس فى القدس الشرقية عام 1953 ونفذ أعمالاً إرهابية فى 40 دولة إسلامية، وفى فبراير 2024 أعلنت حركة طالبان الحاكمة فى أفغانستان أنها سمحت لحزب التحرير بالعمل والإقامة بشكل رسمى فى أفغانستان!
الملاحظ أن الجماعات الإسلامية التى ظهرت فى طاجيكستان فى الحرب الأهلية خلال التسعينيات أغلبها قادم من الخارج، سواء حزب التحرير الإسلامى أو حركة أوزبكستان الإسلامية والحركة الإسلامية فى تركستان والحركة الإسلامية فى شرق تركستان، كما أن حركة طالبان فى أفغانستان استغلت الإمداد الديموجرافى للطاجيك فى أفغانستان والحدود بين البلدين فى التدخل بالحرب ومحاولة نصرة الإسلاميين الطاجيك المقربين من طالبان.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدورها كانت تسعى لموضع قدم فى القوقاز وآسيا الوسطى عقب انهيار الاتحاد السوفيتى، فلم ينس الإسلاميون الإيرانيون حلم الإمبراطورية الإيرانية فى حكم القوقاز وآسيا الوسطى، أو على الأقل السيطرة على طاجيكستان باعتبارها دولة متحدثة باللغة الفارسية وانتشر وقتذاك مصطلح الدول الفارسية ونسب عرق الطاجيك إلى القوميات الفارسية وهى كذبة مردود عليها تاريخيًا.
الملاحظ أيضًا أن الجماعات التركستانية التى تسعى لفصل غرب الصين عن جمهورية الصين الشعبية وقامت بالعديد من الأعمال الإرهابية قد سجلت وجودًا مهمًا فى الحرب الأهلية الطاجيكية، ويتضح أن حرب طاجيكستان كانت ميدان تدريب مهمًا للغاية لمحاولة الولايات المتحدة لاحقًا لصنع تمرد إرهابى فى إقليم شيانج يانج غرب الصين.
من شاهد أفعال داعش والقاعدة فى سوريا والعراق وليبيا فى سنوات ما يسمى بالربيع العربى، الذبح ومهاجمة المساجد ربما لا يتصور أن النسخة الأولى كانت على يد حزب النهضة الإسلامية فى طاجيكستان، وكذلك لعبة اقتحام السجون وتهريب المجرمين وإطلاقهم على الشعب، ولكن المفاجأة ليست فى ذلك، ولكن فى حقيقة يعترف بها تنظيم الإخوان فى كل مكان فى العالم وعبر جميع منابره الإعلامية، أن حزب النهضة ما هو إلا تنظيم الإخوان فى طاجيكستان!
سيد قطب فى طاجيكستان
حينما أسست الولايات المتحدة الأمريكية التنظيم الدولى للإخوان، كان الغرض هو صناعة شبكة عالمية من الإرهاب تعمل لصالح الأجندة الأمريكية، وأن العدو السوفيتى بحاجة إلى تنظيم عالمى وليس تنظيمات محلية متناثرة لا تنسق مع بعضها البعض.
وفى هذا الإطار سعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى حقن الجمهوريات السوفيتية المسلمة بتنظيم الإخوان والوهابية والسلفية الجهادية، وبحلول عام 1973 اجتمع قادة جماعة الإخوان المسلمين فى طاجيكستان وأسسوا حزب النهضة الإسلامية على أفكار حسن البنا وسيد قطب ومحمد الغزالى وأبوالأعلى المودودى.
ويعتبر سيد قطب على وجه التحديد هو الأب الروحى لتنظيم الإخوان فى طاجيكستان وعلى رأسه حزب النهضة الإسلامية، لذا لم يكن غريبًا أن أصبح الحزب هو الذراع الطاجيكية لتنظيم داعش فأصبح أغلب العمليات الإرهابية التى يعترف داعش ولاية خرسان بتنفيذها فى طاجيكستان أو بعض الدول المجاورة هى عمليات تورط بها حزب النهضة فى واقع الأمر، بل فى بعض الأحيان وبحسب التحقيقات نكتشف أن حزب النهضة الإسلامية هو المخطط والمنفذ من الألف للياء، بينما حصد تنظيم داعش ولاية خراسان على الشو الإعلامى وحق الاعتراف الرسمى بالعملية الإرهابية فحسب.
وعقب انتهاء الحرب الأهلية حظى الحزب بتواجد رسمى إلى أن قامت طاجيكستان بحظر الحزب عام 2015 وكذلك تنظيم الإخوان حتى تمنع قيام التنظيم بتأسيس حزب أو جماعة جديدة.
إخوان طاجيكستان والربيع العربى
مع بدء سلسلة من الحروب الأهلية والاضطرابات الشعبية فى الشرق الأوسط أو ما عرف إعلاميًا بالربيع العربى، سعت الولايات المتحدة لاستقدام عناصر الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان من آسيا الوسطى وغرب الصين إلى الحرب السورية على وجه التحديد، وذلك نظرًا لقوة الميليشيات الإيرانية التى تصدت للدفاع عن الجمهورية العربية السورية.
ورغم العلاقات القوية بين جميع تنظيمات الإخوان وإيران، فإن الفترة ما بين عامى 2011 و2017 قد شهدت صراعًا إقليميًا بين الإسلام السياسى السنى والإسلام السياسى الشيعى، حيث سعى الغرب لتنظيم الفوضى الخلاقة عبر هذا الصراع، وتسليم حكم المنطقة لجماعات إرهابية سنية من أجل تصدير الإرهاب إلى الصين وروسيا عبر تحويل الشرق الأوسط إلى أكبر قاعدة للإرهابيين فى التاريخ الحديث.
وسعت إيران للحفاظ على نفوذها فى الشرق الأوسط، ومحاولة الحصول على نصيب من الكعكة وسط تلك الفوضى، ولكن ما إن صعد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير 2017 حتى عادت ضفتا الإسلام السياسى إلى الوفاق والمصالحة من أجل التصدى لرؤية ترامب فى فك الارتباط بين الأجندة الأمريكية والإسلاميين، وهو ما نجح الرئيس الأمريكى فى القيام به ما بين عامى 2017 و2021 قبل أن تعيد إدارة جو بايدن هذا الارتباط مرة أخرى.
ومن أبرز عناصر الإخوان الطاجيك فى حروب الربيع العربى يحتل سيف الدين تاجيباييف المرتبة الأولى، هو قيادى فى جبهة النصرة التى بايعت تنظيم القاعدة، جبهة النصرة بقيادة أبومحمد الجولانى التى حملت أكثر من اسم، مثل القاعدة فى بلاد الشام قبل أن يتحول اسمها إلى هيئة تحرير الشام، التى تأسست عام 2012 وتحكم منذ عام 2016 محافظة إدلب شمال سوريا.
سيف الدين تاجيباييف هو أمير مجموعة «المقاتلين الأوزبك» داخل التنظيم الإرهابية ومسئول عن تجنيد شباب من طاجيكستان وأوزبكستان.
أما الإخوانى الطاجيكى ميرزا جمعة تاباروف عضو حزب النهضة الإسلامية، فقد انضم إلى الجيش السورى الحر، بالإضافة إلى عشرات من عناصر الحزب الذين شاركوا فى أعمال إرهابية فى أفغانستان واوزبكستان وقيرقيزستان.
طاجيكستان حلقة الوصل بين الإخوان وداعش
تعتبر طاجيكستان هى حلقة الوصل بين تنظيم الإخوان وتنظيم داعش، حيث أصبح جميع عناصر الإخوان الطاجيك يعملون لصالح داعش فى آسيا الوسطى وفى محاولة لاختراق روسيا، ومن جهة أخرى تدفقت تلك العناصر إلى سوريا فى سنوات الحرب، وانضموا إلى الجيش السورى الحر وجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، بالإضافة إلى العديد من الميليشيات الإسلامية التى شاركت فى تلك الحرب.
وفى عام 2015 خسر حزب النهضة الإسلامية الانتخابات البرلمانية فى طاجيكستان، وسعى قائده محيى الدين كبيرى لتعويض الخسارة سريعًا عبر تدبير انقلاب عسكرى عن طريق الخلايا الإخوانية النائمة فى الجيش والشرطة.
وبالفعل تفاجأت السلطات فى طاجيكستان بتمرد نائب وزير الدفاع عبدالحليم نزار زوده على رأس قوة عسكرية وجرت اشتباكات عنيفة اسفرت عن مصرع الجنرال المتمرد وحظر الحزب والإخوان من طاجيكستان.
المفارقة أن زعيم الإخوان فى طاجيكستان ورئيس الحزب محيى الدين كبيرى استطاع الهرب إلى أوروبا التى تقوم بإيوائه حتى لحظة كتابة تلك السطور ولم تعلن قط عن اسم الدولة التى تؤويه فى القارة الأوروبية!
أدى حظر الإخوان فى طاجيكستان إلى الكشف عن عشرات الخلايا النائمة داخل الجيش والشرطة، ممن وجدوا أن الوقت قد حان للتحرك بعد حظر التنظيم، العقيد جولمورود خليموف قائد القوات الخاصة الطاجيكية أعلن انضمامه إلى ولاية خراسان عام 2015 ودعا مواطنيه إلى متابعته فى شريط فيديو بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعى!
الإسلام السياسى وطريق الحرير الصينى
بعد بضع سنوات من اندلاع حروب الربيع العربى، ونقل حلفاء أمريكا فى الشرق الأوسط لجحافل الإرهابيين إلى سوريا والعراق وليبيا، وجدت إدارة باراك حسين أوباما الأمريكية أن الوقت قد حان لنقل هؤلاء الإرهابيين وخبراتهم مرة أخرى إلى وسط آسيا وغرب الصين وحتى القوقاز الروسى مرة أخرى.
تنص استراتيجية ربط الأجندة الأمريكية بالإسلاميين أن صناعة الفوضى عبر هؤلاء الإرهابيين تؤدى إلى ضعف الدول المستهدفة أمنيًا وعسكريًا واقتصاديًا وحتى اجتماعيًا وبالتالى تصبح غير قادرة على مواجهة الغرب وإملاءاته ولاحقًا غير قادرة على الدفاع عن ثرواتها الطبيعية والبشرية ما يسهل الاستيلاء عليها برخص الثمن.
وبالتالى فإن الفوضى هى حليف الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقى عبر العصور وليس الاستقرار، ويكفى النظر إلى خارطة انتشار الجماعات الإرهابية حتى نكتشف أن الولايات المتحدة قد نشرت الإرهاب الإسلامى عبر جميع محطات مشروع طريق الحرير الصينى.
ففى غرب الصين حيث يبدأ طريق الحرير الصينى الجديد، نشطت أمريكا ما يسمى ب«تمرد شرق تركستان»، وفى إقليم بلوشستان المنقسم بين باكستان وإيران سوف تجد حركات إسلامية فى كلا القسمين ترفع السلاح ضد الدولة، بل إن الجماعات البلوشية الإسلامية فى باكستان أصبحت تستهدف الصينيين بوجه عام فى الإقليم.
لو نظرت اليوم لخارطة انتشار جماعات الإسلام السياسى من الصين إلى البحر المتوسط مرورًا بسواحل المحيط الهندى والبحر الأحمر سوف تكتشف أننا أمام نفس محطات طريق الحرير الصينى الجديد، وهكذا أصبح الإسلام السياسى يتصدى لطريق الحرير الصينى بالنيابة عن الغرب الذى تدعى تلك الجماعات الإرهابية التى تحاربه، بينما جميع خطوات الإسلام السياسى منذ نشأته على يد بريطانيا ثم محاولة ألمانيا استثماره وصولًا إلى تسلم الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا الملف كانت دائمًا محاولات وعمليات لاستهداف المعسكر الشرقى لصالح المعسكر الغربى.
هكذا أعلن عن قيام ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش، والتى تنشط فى آسيا الوسطى، وتعمل على نشر الإرهاب فى تلك الجمهوريات السوفيتية السابقة وتصديره إلى روسيا والصين.
أعلن عن قيام التنظيم عام 2015، ولكن جرى أمر فريد فى تاريخ الإرهاب وربما فى تاريخ السياسة عمومًا، إذ حينما رفض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استخدام الإسلاميين أو الفوضى الخلاقة، فإن ولاية خراسان اختفت تمامًا ما بين عامى 2017 و2021، وحينما قامت إدارة جو بايدن بتفعيل تعاون واشنطن مع الإسلاميين عام 2021 عادت خراسان إلى الوجود مرة أخرى. أربع سنوات اختفى تنظيم ولاية خراسان بجرة قلم، مما يؤكد أن الإسلام السياسى ما هو إلا زر متاح للرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض فحسب.
عودة ولاية خراسان
فى 15 أغسطس 2021 نفذت أمريكا انسحابها من أفغانستان، سلمت الحكم إلى حركة طالبان، وسلمت المعارضة إلى تنظيم داعش ولاية خراسان، أو بالأحرى بعض الجيوب الأفغانية لولاية خراسان من أجل أن تتحول إلى قاعدة لعمل التنظيم ضد روسيا والصين فى آسيا الوسطى.
للمفارقة فإن حزب النهضة الإسلامية فى طاجيكستان يمتلك تواجد مهم فى أوكرانيا، حيث كانت الأخيرة ملجأ الكثير من أنصاره فى المنفى، وهكذا حينما اندلعت الحرب الأوكرانية عام 2022، فأن أوكرانيا أصبحت مكانًا مناسبًا لقيام عناصر خراسان المنتسبين سابقا لحزب النهضة فى ترتيب العمليات الإرهابية ضد روسيا، وهو ما حدث خلال عملية «كروكوس سيتى مول» فى مارس 2024، حيث تبنيت ولاية خراسان العمل الإرهابى، ولكن فى واقع الامر فإن عناصر خراسان دخلت روسيا من أوكرانيا وليست آسيا الوسطى، أما فى طاجيكستان فقد تم توقيف العشرات فى تحقيق مشترك مع روسيا اتضح من خلاله أن حزب النهضة المحظور متورط وقدم مساعدات لوجيستية لهذه العملية الإرهابية.
عقب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021 عقب عقدين من غزوها عام 2001، أدركت روسيا منذ اللحظة الأولى أن الخطوة تستهدف أمنها القومى فى المقام الأول، وأن طاجيكستان التى تقع بين روسيا وأفغانستان سوف تصبح ممر الإرهاب القادم من أفغانستان، لذا ارتفاع مستوى التنسيق السياسى والأمنى بين روسيا وطاجيكستان، بل تمت مناقشة إرسال روسيا لقوات عسكرية إلى طاجيكستان لمساعدة الجمهورية السوفيتية السابقة فى الحفاظ على الأمن العام.
مشروع ولاية خراسان
يمكن القول إن مصطلح تنظيم داعش الذى يسبق ولاية خراسان هو مصطلح دعائى، إذ إن ولاية خراسان تعمل بشكل منفصل تمامًا عن تنظيم داعش فى سوريا والعراق، التنظيم الدولى للإخوان هو الذى يتحكم فى تلك التنظيمات وتنظيم الدولة الإسلامية فى أى مكان بالشرق الأوسط وخارجه ما هو إلا ذراع من أذرع التنظيم الدولى للإخوان وليس العكس.
يسعى تنظيم ولاية خراسان إلى السيطرة على مناطق حركة طالبان باكستان فى منطقة القبائل الحدودية، وتعزيز التواجد فى وادى فرجانا فى آسيا الوسطى الذى يمتد على أراضى قرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى احتضان «حركة شرق تركستان الإسلامية» التى تشن عمليات إرهابية فى غرب الصين، واخيرًا استهداف الهند عبر بوابة كشمير.
كما يستخدم تنظيم ولاية خراسان أساليب دعائية لشيطنة «مبادرة الحزام والطريق» الصينية ومشاريع «الممر الاقتصادى الصينى– الباكستانى»، وتقول دعاية التنظيم إن السلطات الصينية ستستخدم «مبادرة الحزام والطريق» ومشاريع «الممر الاقتصادى الصينى– الباكستانى» أدوات لتحويل المسلمين إلى شيوعيين علمانيين، ومعاملتهم كأقليات فى باكستان وأفغانستان.
كل هذا الإرهاب بدأ من تنظيم الإخوان فى آسيا الوسطى ونفوذهم فى طاجيكستان، واليوم ينتشر مستغلًا الفراغ فى أوكرانيا ويتمدد فى آسيا الوسطى وروسيا والصين والهند وبنجلاديش وباكستان وسيريلانكا والمالديف وإيران.
ويلاحظ هنا أن الغرب لا يزال يعتمد على لعبة فرق تسد، إذ بدلًا من صناعة جبهة إرهابية موحدة من طالبان وداعش، فإن الغرب يعمد إلى وجود صراع بينهم، فالصراع بين طالبان وخراسان على سبيل المثال هو الذى يجعل أفغانستان نموذجًا أمثل لما يعرف فى علوم السياسة ب«دولة فاشلة»، ولعل القتال بين الميليشيات الإسلامية فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وغرب إفريقيا وحتى أفغانستان والصومال هو الذى وفر بيئة خصبة من أجل تنفيذ بنك أهداف الغرب فى استنزاف تلك البلاد وإصابتها بالشلل مقابل الحصول على خيراتها الطبيعية والبشرية ببخس الثمن.
الخلافات بين طالبان وطاجيكستان
منذ انسحاب أمريكا من أفغانستان وتسليمها الحكم لطالبان، ارتفعت درجة التوتر بين طالبان الأفغانية الحاكمة فى كابول وجمهورية طاجيكستان، وذلك على ضوء معرفة طاجيكستان بالمشاريع الإرهابية الإقليمية لطالبان الأفغانية، وقامت طاجيكستان بتوفير المأوى للمعارضة الأفغانية التى تنتمى لعرق الطاجيك وعلى رأسهم أحمد مسعود زعيم جبهة المقاومة الوطنية.
وتعتبر عرقية الطاجيك فى أفغانستان هى الثانية من حيث عدد السكان بعد عرقية الباشتون، ومناطق الطاجيك فى أفغانستان متاخمة للحدود مع طاجيكستان.
وبالفعل قامت حركة طالبان الأفغانية بتكليف عناصرها بتأسيس حركة طالبان طاجيكستان لتصبح ثالث حركة طالبان بعد الحركة الأولى الأفغانية والثانية الباكستانية، ولم تكن حركة طالبان طاجيكستان سوى بقايا حركة أنصار الله الطاجكية التى تأسست عام 2010 فى طاجيكستان على يد عناصر من تنظيم الإخوان شاركت فى الحرب الأهلية، وقد قاتلت حركة أنصار الله الطاجكية فى سوريا والعراق فى حروب الربيع العربى كما شاركت عناصرها فى القتال بباكستان وأفغانستان قبل أن تتحول إلى طالبان طاجيكستان فى يوليو 2022.
ولا عجب فى تفاصيل تحول حركة أنصار الله الطاجكية الإخوانية إلى طالبان طاجيكستان، إذ إن تنظيم الإخوان هو التنظيم الأم لحركة طالبان فى أفغانستان وباكستان وطاجيكستان.
ولم يتسبب الإخوان فى خلافات بين طاجيكستان وأفغانستان فحسب، ولكن أيضًا بين طاجيكستان من جهة وإيران وقطر من جهة أخرى، وذلك على ضوء إيواء طهران لبعض قادة حزب النهضة الإسلامية إضافة إلى ظهورهم على شاشة شبكة الجزيرة القطرية.  المشهد فى آسيا الوسطى
يتضح أن حركة طالبان فى أفغانستان وباكستان وطاجيكستان فى حالة حرب مع حكومة طاجيكستان إضافة إلى تنظيم ولاية خراسان، وكذلك مجموعة من حكومات القارة الآسيوية من الصين وروسيا وحتى إيران مرورًا بآسيا الوسطى وشبه جزيرة الهند، وأن تنظيم الإخوان فى آسيا الوسطى عمومًا وطاجيكستان على وجه التحديد هو المرجعية التى خرج منها كل هذا الإرهاب، وأن أوكرانيا من قبل الزحف الروسى عام 2022 كانت تشكل مأوى مهمًا للغاية لإخوان وإسلاميى آسيا الوسطى، وأن خراسان هى الإخوان هى ذاتها داعش والقاعدة فلا فارق بين تلك التنظيمات سوى أنها تلعب لعبة توزيع أدوار وفرق تسد بينما التنظيم الدولى للإخوان يجمع بين جميع تلك الحركات حتى مع اختلافاتها السنية والشيعية والصوفية.
1
3
4
5


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.