لفتت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أنه على طول الحدود الطاجيكية الأفغانية، بدأ يتشكل خط جبهة جديد من المتشددين الإسلاميين، ومنهم داعش، حيث ضمت عدد من الجماعات المتشددة في وسط آسيا، ومنها طالبان في باكستانوأفغانستان، قواتها إلى داعش لتحدي أنظمة علمانية تحكم جمهوريات سوفيتية سابقة. ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في الاستخبارات والجيش الطاجيكي، معلومات عن استيلاء الآلاف من أولئك المقاتلين على مساحات واسعة من شمال أفغانستان، مما يمكنهم من السيطرة على مدن استراتيجية في أفغانستان، ومن التسلل إلى منطقة وسط آسيا، ويحتمل أن يعزز هذا التطور احتمال أن يصل المتشددون إلى ثلاث دول ضعيفة نجت سابقاً من خطره، وفقاً للصحيفة. وكانت القوات الروسية تموضعت في طاجيكستان كقوة حامية، ولذا فإن احتمال توسع الحرب هناك ليس مستبعداً برأي الصحيفة، وفي هذا السياق، تشير الصحيفة إلى أنه قبل شهرين، أجرى قرابة 2500 جندياً من روسيا وست جمهوريات سوفييتية سابقة تدريبات عسكرية بالقرب من الحدود الأفغانية. ورغم ذلك، رأت الصحيفة أن العواصمالغربية لا تلقي بالاً لتنامي هذه الأزمة، ومما يدهش في الأمر، أن المتشددين مؤهلين ليس لتهديد وسط آسيا فقط، بل للقضاء على المكاسب لتعزيز الاستقرار الذي حاربت أمريكا والناتو من أجله في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر. وتشير نيويورك تايمز إلى قيام الناتو والقوات الأمريكية، منذ عام 2002 وحتى العام الماضي، بالاستفادة من قاعدة جوية في طاجيكستان من أجل الوصول إلى أفغانستان، ورغم ذلك، يبقى الاستقرار في أفغانستان من أولى المصالح الأمريكية، ولذا يفترض بالغرب أن يعمل ثانية لمحاربة التشدد والأصولية، ولزيادة مساعدته للمنطقة، ولأجل تحقيق هذا الغرض، سوف يضطر الغرب للعمل مع روسيا، والعكس بالعكس. وقد يتساءل البعض، بحسب الصحيفة، عن السبب الذي يمنع ترك معالجة الأزمة في آسيا الوسطى لموسكو، إن أرادت ذلك؟ ولكن المانع يعود لوجود نهر كبير (جيحون) سريع التدفق يفصل دول آسيا الوسطى عن أفغانستان، ولأن المتشددين الآسيويين أمضوا العقد الأخير مختبئين في باكستان، وهم يتلقون حالياً الدعم من حلفائهم طالبان في شمال أفغانستان من أجل الوصول إلى وسط آسيا، وقد كان الهجوم الذي شنه تنظيم طالبان في الربيع الماضي من أقوى الهجمات منذ عام 2001، بحيث ينصب هدف المتشددين الرئيسي في الاستيلاء على مدن استراتيجية وأراض على طول الحدود لمسافة 2000 كم مع وسط آسيا. وقال مسئولون من الجيش والاستخبارات الطاجيكية بأن أكثر من 5000 متشدد من منطقة وسط آسيا يتبعون ستة تنظيمات متطرفة، كانوا يحاربون في شمال أفغانستان إلى جانب عدة آلاف من عناصر طالبان في أفغانستانوباكستان، وفي أبريل الماضي، أصبحت تلك القوات على مسافة 3 كم من قندوز، مدينة أفغانية كبرى, ولكن الجيش الأفغاني صدهم، ولكن لمسافة لا تزيد عن 15 كم خارج المدينة. وتشير نيويورك تايمز إلى تمركز متشددين آخرين من آسيا الوسطى في إقليم باداخشان في شمال شرق أفغانستان، وهو منطقة جبلية محاذية لطاجيكستان من الشمال، ولباكستان إلى الجنوب، وإلى الصين من الشرق، مما يجعله منطقة التفاف عبر الحدود، ويمكن أن يشن من خلاله عدد من العمليات الإرهابية. ومن أبرز تلك المجموعات الحركة الإسلامية في أوزباكستان، والمكونة من متشددين ينتمي بعضهم لجماعات تتحدث بالتركية، وهم مصممون على إنشاء خلافة تمتد من تركيا وصولاً على اقليم أكزينجيانج في الصين، والذي يسكنه الإيغور، مسلمين من أصل تركي. ويقول مسئولون طاجيك بأن مجموعات أخرى تضم جند الله الأوزبكيين، وجماعة نصر الله، وغالبيتهم من الطاجيك، والحركة الإسلامية في شرق تركمانستان، والمؤلفة في معظمها من الإيغور الصينيين. وينتشر مقاتلون من كازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان وسط تلك المجموعات. ويقول مسئول أمني طاجيكي: "لا نعرف بما فيه الكفاية عن نواياهم، أو استراتيجيتهم أو قدراتهم، ونحتاج لدعم جميع الدول، وخاصة الدول الإقليمية، من أجل مواجهة هذا الخطر". ومن المفاجآت بالنسبة لحكومات وسط آسيا أن عدداً من مواطنيهم المتشددين، قرابة 1500 مقاتلاً 300 منهم طاجيك، يحاربون حالياً مع داعش في سوريا، بحسب تقديرات مسئولين محليين.