أعربت روسيا و5 دول أخرى عن قلقها من تعزيز البنى التحتية لحلف الناتو بالقرب من حدود روسيا وبيلاروسيا، كما ناقشت هذه الدول كيفية مواجهة تنظيم "داعش" الذي يقترب من حدودها عبر أفغانستان. جاء ذلك في بيان صدر عن اجتماع أجراه في مقر أمانة المنظمة في موسكو نواب أمناء مجالس الأمن للدول الست الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتألف من روسيا وبلاروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأرمينيا وقيرغيزيا. وأعربت المنظمة عن قلقها إزاء نشر مراكز القيادة وقوات الدول الأعضاء في الناتو في أراضي دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، وبولندا ورومانيا وبلغاريا، بما في ذلك المدرعات، بالإضافة إلى القفزة النوعية في عدد التدريبات والمناورات العسكرية الواسعة النطاق بمشاركة قوات الرد السريع. وناقش المشاركون في الاجتماع إمكانيات بذك الدول الأعضاء جهودا مشتركة لمواجهة تنظيم "داعش" وغيره من المنظمات الإرهابية، وقطع قنواتها لتجنيد مسلحين جدد. وأعلنت المنظمة أن أفغانستان أصبحت تمثل مصدرا لتهديدات واقعية تضر بأمن الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ويظهر ذلك في ازدياد تدفق المخدرات من الأراضي الأفغانية، وتصاعد أنشطة الجماعات المتطرفة العاملة في أفغانستان، وتنامي خطر تسللها إلى دول آسيا الوسطى. إضافة إلى أن مسلحي حركة طالبان التي تسيطر على 60٪ من الأراضي الأفغانية، اقتربوا من حدود طاجيكستان التي يتجاوز طولها 1344 كيلومترا مع أفغانستان. وأشار نواب أمناء مجالس الأمن القومي لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى أن عدد مسلحي داعش في أراضي أفغانستان اقترب من 3 آلاف شخص، معربين عن قلقهم من خطر توتر الوضع الأمني على حدود أفغانستان مع تركمانستان. وأفادت مصادر بأن ممثلي الصين وإيران شاركا في الاجتماع الذي بحث "الوضع في مناطق مسؤولية المنظمة في ضوء التهديدات والتحديات الآتية من مناطق الاضطراب الجيوسياسي". وجرت مناقشة "المواقف المشتركة بين المنظمة وإيران والصين إزاء قضايا مواجهة المنظمات الإرهابية الدولية، بما في ذلك داعش، وسد قنوات التجنيد وطرق تنقل الإرهابيين الأجانب". يذكر أنه في يونيو الماضي أفاد مسؤول في قوات حرس الحدود الطاجيكية، نقلا عن معلومات ميدانية، بأن حوالي 1500 مسلح، بينهم أعضاء في تنظيم داعش الإرهابي، وحركتي أوزبكستان الإسلامية وطالبان وتنظيم القاعدة تركزوا في منطقتي "داشتي أرشي" و"إمام صاحب" في ولاية قندوز شمال أفغانستان. وقال المسؤول العسكري في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، خلال اجتماع لمجلس قادة قوات حرس الحدود لرابطة الدول المستقلة، إن هؤلاء المسلحين يقاتلون القوات الأفغانية الحكومية بالقرب من الحدود مع طاجيكستان. والمعروف أن طاجيكستان التي تقع على الحدود بين فضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي وأفغانستان بها 6 آلاف عسكري يرابطون في القاعدة العسكرية الروسية رقم 201 ضمن القوات المشتركة للرد السريع التابعة للمنظمة التي أنشئت في 15 مايو عام 1992.