«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحدث فصول الحرب فى إثيوبيا: انسحاب تكتيكى وحصار جديد للعاصمة ولوم مبطن للاتحاد الإفريقى

متغيرات جديدة شهدتها ساحة الحرب الإثيوبية خلال الأيام القليلة الماضية، مما أدى إلى اتجاه الأوضاع فى البلاد إلى مزيد من التأزم والتعقيد.
بعدما شرعت قوات نظام آبى أحمد ويتقدمها ميليشيات الأمهرة والعفر فى تطبيق عملية عسكرية محكمة لمحاصرة قوات التيجراى من أربع جهات، معتمدة على أسلحة ضخمة حصلت عليها من دول إقليمية قوامها طائرات «الدرون» المسيّرة (بدون طيار )، بحيث تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على جزء من الأراضى التى أحكمت قوات جبهة تحرير تيجراى قبضتها عليها مؤخرا.

تطورات متلاحقة
فبعد نحو شهر من التقدم الكبير الذى أحرزته قوات جبهة تحرير التيجراى وإعلانهم الاستيلاء على مدينتى ديسى وكومبولتشا الاستراتيجيتين الواقعتين على طريق سريع رئيسى يؤدى إلى العاصمة أديس أبابا، أعلنت الحكومة الإثيوبية، مؤخرا، سيطرة قوات الجيش الفيدرالى على مدينة خميسى الاستراتيجية ومناطق أخرى بإقليم أمهرة فى عمليات عسكرية قالت إنها كانت حاسمة ضد جبهة تحرير تيجراي.
حيث شنت قوات النظام الإثيوبى ووحدات من فرق الجيش الإريترى، وميليشيات فانو، وقوات الإقاليم الخاصة والميليشيات الشعبية هجمات، اتجهت من إقليم العفر إلى ميكيلى عاصمة إقليم التيجراى، وذلك بالتزامن مع تقدم فرق من الجيش الإريترى وعبور الحدود من الإقليم الشمالى، مع انتشار لوحدات الجيش الإريترى فى غرب التيجراى على حدود السودان، بعد أن خططت قوات النظام والميليشيات الحليفة لها بضرب مؤخرة التيجراى فى أمهرا وهى القوة الرئيسية المتجهة إلى دبرى برهانو وكانت على وشك إسقاطها حيث كونها تمثل طريقا مفتوحا أمام تلك القوات إلى أديس أبابا.
حصار جديد للعاصمة
ولكن تمكنت قوات دفاع تيجراى من إفشال تلك العملية العسكرية بسحب القوة الرئيسية لها فى أمهرا باحترافية عالية وحافظوا عليها متماسكة وأعادوا انتشارهم فى مناطق وللو شمال أديس أبابا بعد أن عبرت قواتهم مترجلة التضاريس والجبال إلى وللو التى تبعد فقط 100 كيلومتر، دون أن تعلم عنهم القوات الحكومية أو ترصدهم.
وقد التحمت قواتهم مع قوات جيش تحرير أوروميا OLA المنتشرة فى تلك المنطقة وصارت القوتين على مسافات قريبة من أديس أبابا وتهددها بحصار جديد.
حيث أكدت مصادر عسكرية أن أديس أبابا أصبحت تحت التهديد المباشر للقوتين اللتين تعدان لهجوم نهائى على العاصمة الإثيوبية.
مذبحة مروعة
فى ظل هذه الأحداث، ارتكبت قوات الجيش الإثيوبى والميليشيات الإثيوبية، فى سبيل سعيها تجنيد الشباب بالقوة، مذبحة وحشية ومروعة فى كاريو قاما الأورومية، حيث قامت باغتيال وتصفية زعماء عشائر المنطقة، وقتل معهم 14 من أفراد المنطقة واختطف آخرون. وكعادتها نفت الحكومة الإقليمية تورطها فى المذبحة وادعت أن من نفذها جماعات جيش تحرير أوروميا التى تصفها بالإرهابية، فيما حمل مكتب الشئون القانونية فى أديس أبابا القوات الحكومية فى ارتكابها المجزرة والتى أحدثت شرخا هائلا فى الشارع الأورومى مثل ما أحدثه مقتل الفنان الراحل هوشالو هندوسا التى صفته أجهزة أمن آبى أحمد.
لذلك واصلت الحكومة الأمريكية تحذيراتها وحثت رعاياها على مغادرة أديس أبابا فورا، فيما غادرت معظم البعثات الدولية وأجلت رعاياها خاصة فرنسا وألمانيا كما انسحب موظفو منظمات الأمم المتحدة من البلاد، بعد تردد أنباء عن تخطيط قوات التيجراى والأورومو لهجوم ضخم وكبير ونهائى بهدف إسقاط أديس أبابا.
تضليل إعلامى
بعد خسارة قوات دفاع التيجراى معركة العفر، وارتدادهم إلى أعالى المرتفعات مع تقدم قوات النظام التى تتقدمها ميليشيات الأمهرة والعفر نحو مدن الأمهرة الخاضعة لسيطرة التيجراى وجيش تحرير أوروميا، استخدم النظام الإثيوبى آلته الإعلامية على منصات وسائل التواصل الاجتماعى لتضخيم ما يحدث فى ميدان المعركة وتصدير صورة الانتصار النهائى، وأنهم بصدد إنهاء المعركة على غرار ما حدث فى نفس التوقيت العام المنصرم، حيث أعلن آبى أحمد انتصاره بدخول عاصمة إقليم التيجراى، ومنح فرصة 72 ساعة لقادة ومقاتلى جبهة تحرير شعب تيجراى للاستسلام.
ظهور نادر
فى مقابل ذلك، وفى أول ظهور له منذ بدء المعارك مع القوات الحكومية، قال قائد جبهة تحرير تيجراى الجنرال تادسى وردى فى رسالة وجهها إلى شعب التيجراى إن قواته انسحبت من بعض المناطق التى سيطرت عليها الفترة السابقة بإرادتهم ودون قتال وأن الدعاية التى يقوم بها نظام آبى أحمد مجرد أكاذيب اعتادوا عليها من هذا النظام.
انسحاب تكتيكى
وأكد أن التراجع والانسحاب كان تكتيكيا لتعظيم القدرات العسكرية وتعديل محاور الهجوم وأن ذلك تم بعد إجراء تقييم لأوضاع قواتهم على الأرض، وفى نفس الوقت لم ينفِ تادسى الضغط الذى تعرضت له قوات تيجراى بسبب ما أسماه التكنولوجيا الحديثة والموجات البشرية التى جلبها العدو على حد وصفه.
كما وعد تادسى شعب تيجراى بأنه خلال أيام قليلة ستبدأ المعركة الحاسمة لتقصير زمن الحرب وتحقيق النصر الكبير مطمئنا الشعب التيجرانى على القدرة العسكرية لجيش دفاع تيجراي.
واختتم تادسى رسالته (قريبا سوف ننتقل إلى قفزة هائلة، أود أن أؤكد لكم أن الوقت الذى سننهى فيه الحرب قد اقترب للغاية).
هذه التطورات الأخيرة من المواجهة العسكرية، نتج عنها ردود أفعال دولية لم تقتصر فقط على واشنطن التى حذرت وحثت مواطنيها على المغادرة مؤكدة على أن خطورة الوضع فى إثيوبيا قد يتصاعد بشكل أكبر وأخطر، مما سيؤدى إلى تدهور الوضع الإنسانى ونقص فى سلسلة التوريد، وانقطاع الاتصالات، واضطراب حركة السفر. ولكن أيضا الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى، اللذين دعيا إلى وقف عاجل لإطلاق النار - فى بيان مشترك- وإجراء حوار وطنى شامل لحفظ السلام والاستقرار والديمقراطية والمصالحة فى البلاد. مطالبين بضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين من دون عوائق، وكذلك حماية حقوق الإنسان.
لوم مبطن للاتحاد الإفريقى
جاء ذلك فى ظل تطمين وتنديد حكومى إثيوبى، حيث أكد الجيش الإثيوبى زوال الخطر عن العاصمة وتقدمه فى عمق إقليم أمهرا فى المعارك المستمرة ضد جبهة تحرير تيجراى وحلفائها، فيما قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبى ديميكى موكنن خلال القمة الإفريقية الثامنة للسلام والأمن المنعقدة بالجزائر. «إن التدخل فى الشئون الداخلية للدول ذات السيادة بسبب حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية أمر غير مقبول، وإنه لا ينبغى السماح لبعض القوى العظمى بالتأثير على إفريقيا»، وأضاف قائلًا «إنه يجب إدانة التدخل فى الشئون الداخلية للدول ذات السيادة بحجة حقوق الإنسان والدعم الإنسانى». وفى تصريح دبلوماسى ولوم مبطن للاتحاد الإفريقى قال موكنن: «إنه على الرغم من أن دور الدول الأعضاء فى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى فى مجلس الأمن هو دور بناء، فإنه يجب عليهم الوقوف معا فى صوت موحد والعمل معا لمقاومة ضغوط القوى العظمى وحماية المصالح العادلة للبلدان الإفريقية».
بناء على ذلك رجحت مصادر بأن ظهور الاتحاد الإفريقى فى بيان مشترك مع الأمم المتحدة والتى بدورها تتماهى مع الموقف الأمريكى والأوروبى الداعى إلى «الوقف الفورى للحرب والشروع فى مفاوضات» يشير إلى أن أمريكا تضغط دوليا وإقليميا فى اتجاه خيارين إما «تطويع آبى أحمد» أو «التجهيز والإعداد السياسى للتيجراى كبديل» وذلك سيكون من خلال المفاوضات والتسوية السياسية المدعو لها.
مربع جديد من التوتر
كما توقعت المصادر بأن ظهور الاتحاد الإفريقى فى بيان مشترك مع الأمم المتحدة - المغضوب عليها من قبل الحكومة الإثيوبية والتى تعتقل موظفيها - من شأنه نقل العلاقة بين الاتحاد والحكومة الإثيوبية إلى مربع جديد من التوتر، باعتبار أن الحكومة الإثيوبية دومًا تراهن على كسب انحياز الاتحاد ووقفه معها فى كل القضايا الإقليمية والدولية.
حرب السود ضد البيض
بالإضافة إلى ذلك استنكرت المصادر زعم آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى وادعاءات أنصاره بأنه يقود حرب السود ضد البيض، ودعوتهم الشعوب الإفريقية إلى الاصطفاف وراءه لتحرير إفريقيا، كما يدعون.
وأكدت المصادر أن هذه الدعوة فى حد ذاتها هى حرب السود ضد البيض قائلين: لا تبيضوا الحرب الأهلية الإثيوبية غصبا عنها وهى سوداء.
دعم عسكرى خارجى
فى تحليله للتطورات الأخيرة والتحول المفاجئ فى الحرب الإثيوبية،أوضح المهندس الدكتور محمد عليوة، الباحث فى العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن الدعم العسكرى الخارجى الذى حصل عليه آبى أحمد فى ظل حصار تيجراى وعزله عن العالم الخارجى إلى جانب نجاح عمليات الحشد الشعبى، خاصة فى إقليم أمهرة والخطأ الاستراتيجى الذى ارتكبه التيجراى بدخول إقليم عفار ساعد على تغير ميزان القوة على الأرض.
لكنه أشار إلى أن تراجع التيجراى من بعض المناطق جاء فى توقيت شديد الأهمية، وذلك لتجنب خسائر لا يمكن تعويضها، قائلا: إن القرار وإن كان يبدو صادما إلا أنه خيار استراتيجى للحفاظ على القدرات العسكرية المحدودة فى ظل غياب عنصر الإمداد الخارجى.
وأضاف د. عليوة: كانت التوقعات منذ بداية الهجمات المضادة التى شنها جيش دفاع تيجراى واستعاد من خلالها معظم أراضى الإقليم بما فيها عاصمة الإقليم تشير إلى أن تسير القوة الرئيسية فى اتجاه غرب الإقليم لإيجاد منفذ لها على العالم الخارجى وهذا لم يحدث.
واتجه جيش تيجراى شرقا إلى إقليم عفار لقطع الإمداد عن أديس أبابا بقطع شريان (جيبوتي- أديس) والتوغل جنوبا فى اتجاه إقليم الأمهرة لحصار العاصمة وإسقاط النظام مع إعطاء محور الشرق لقطع طريق (جيبوتى - أديس) الاهتمام الأكبر لفك الحصار بالحصار وهو ما لم يتحقق أيضا، حيث اصطدم الجيش التيجرانى بمقاومة شرسة من عفار بسبب طبيعة الأرض المفتوحة وكذلك إسناد القوات العفرية بميليشيات الأمهرة وما تبقى من الجيش الفيدرالى فى ظل سيادة جوية كاملة، وأيضا لإستخدام الطائرات المسيرة لدعم القوات على الأرض.
وأصبح هناك خيار آخر أمام قوات التيجراى يتمثل فى العودة إلى محور الغرب حيث تحرير غرب التيجراى والتقدم جنوبا صوب الأمهرة لفك الحصار عن الإقليم وإيجاد منفذ على العالم الخارجى لجلب الدعم الذى يساعد على استكمال الحرب ودعم جيش تحرير أورومو الذى يتقدم نحو العاصمة أديس أبابا من اتجاه الجنوب والجنوب الغربي.
هل تنتهى الحرب؟
وأنهى د. عليوة كلامه قائلا: فى جميع الأحوال سيبقى السؤال الرئيسى المطروح الآن، هل ستنتهى الحرب فى إثيوبيا فى حال سقوط العاصمة أديس أبابا.
وإجابة هذا السؤال جاءت من أحد الأطراف فى الداخل الإثيوبى أودا تاربى الذى قال: نريد تجنب سيناريو ينتهى بنا فى نهاية المطاف إلى حرب طويلة الأمد. فعند تحرير العاصمة، نعتزم دعوة جميع أصحاب المصلحة للمشاركة فى حوار سلمى فيما يتعلق بالمستقبل. ونأمل أن يتم قبول هذه الدعوة لتلافى أى إراقة دماء مستمرة وغير ضرورية.
كان أكبر عقبة أمام الحوار السياسى الشامل بين جميع أصحاب المصلحة هو نظام آبى أحمد نفسه، فقد خرب كل الجهود التى بذلت فى السنوات الثلاث الماضية.
ومع زوال النظام، لن يكون هناك ما يمنع شعوب البلاد المختلفة من الالتقاء والمناقشة.
من جانبه، تحدث أيضا أودا تاربى عن تغيير كبير سيحدث فى المشهد السياسى الإثيوبى فى حال سقوط أديس أبابا على يد قوات الأورومو والتيجراى، قائلا: ستكون هناك حكومة مؤقتة يتم تشكيلها بهدف وحيد هو تحقيق الاستقرار فى البلاد وتسهيل الحوار السياسى الشامل. وما سيأتى بعد ذلك سيكون نتيجة الإجماع والحلول الوسط بين جميع أصحاب المصلحة، لذلك لا يمكننى تقديم توقعات محددة الآن. ومع ذلك، فمن المحتمل أن نرى انخفاضًا فى سلطات الحكومة الفيدرالية والمزيد من الصلاحيات الممنوحة للولايات المتمتعة بالحكم الذاتى.
كما نعتقد بقوة أن الدول المستقلة والأشخاص الذين يمثلونهم يجب أن يكونوا قادرين على اختيار الترتيب السياسى الذى يرغبون فى الوجود فيه.
مسرحية خبيثة
من جانبه، وصف الكاتب والناشط الإثيوبى، مصطفى حبشى، التطورات الأخيرة التى تشهدها الساحة فى إثيوبيا بأنها مسرحية خبيثة يقوم بها نظام آبى أحمد مدعيا انتصارات وهمية وصورية يبثها عبر إعلامه حيث قام بأسر عرقية التيجراى المقيمين بالعاصمة أديس أبابا، وعرضهم على وسائل إعلامه بأنهم أسرى!
وقال حبشى: لا أدرى ادعاءه تحقيق النصر على قوات تيجراى فى حين أنه لم تكن هنالك أى مواجهات بين مليشياته وقوات دفاع تيجراى فى بعض المناطق التى انسحبت منها تكتيكيًا بعد تحقيق أهدافها ومن ثم شن عمليات أخيرة لإسقاط نظام آبى أحمد، مشيرا إلى وجود المئات من الأسرى للجيش الإثيوبى تم تدميرهم بجبال أمهرا قبل يومين.
كما وصف الوضع الإنسانى بإقليم تيجراى بالسيئ جدًا، مضيفًا: لا ماء ولا دواء ولا كهرباء وجميع الخدمات الحيوية معدومة لا اتصال ولا إنترنت وهذا الوضع ليس بجديد لكنه قائم منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
مصير البلاد
وعن السيناريو المتوقع لما يحدث قال: هنالك تحالف بين تسع جبهات مع التيجراى، والأورومو من ضمنها وأعتقد أنه حسب الخطط الموضوعة بعد إخلاء بعض المناطق أن يتقدم الأورومو ويسيطروا على بعض المدن.
فضعف النظام الإثيوبى واضح بدليل تحذيرات بعض السفارات الغربية والعربية رعاياها مغادرة أديس ومن ثم اتهام نظام ابى للعديد من القنوات العالمية بأنها تدعم جبهة تحرير تيجراى وكذلك اتهامه لمصر والسودان بدعم التيجراى، وهذا بحد ذاته دليل على ضعفه ومحاولة إقحام دول ومؤسسات ليبرر فشله الداخلي.
لكن من المرجح أنه سيتم تشتيت بقايا جيش آبى أحمد وميليشياته على أجزاء كبيرة من البلاد ليسهل القضاء عليهم وبعدها يكون الدخول إلى العاصمة سهلا وإسقاطه ثم تكوين حكومة انتقالية وإجراء انتخابات.
1
2
4
5


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.