تواصل لليوم الثاني على التوالي، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية برشلونة لحماية بيئة البحر المتوسط من التلوث، بمشاركة وزراء وممثلين عن 21 دولة من دول الحوض، إلى جانب منظمات إقليمية ودولية ومؤسسات مجتمع مدني. وشهد اليوم سلسلة من الجلسات الحوارية التي تناولت أبرز التحديات البيئية المشتركة وسبل تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهتها. وأكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أهمية الفعاليات الجانبية في فتح حوار بين دول الحوض حول التحديات البيئية الراهنة، مشيرة إلى أن المؤتمر يمثل فرصة لتعميق العمل المشترك بين الأطراف، وأن تعزيز التنسيق يعد خطوة أساسية للوفاء بالتزامات اتفاقية برشلونة. وشهدت جلسة نظمتها مؤسسة "إيناليا" بعنوان "من البحر للحلول" مشاركة واسعة من مسؤولين وخبراء من مصر وفرنسا واليونان، حيث تناولت الجلسة سبل دعم الاقتصاد الدائري من أجل بحر متوسط خالٍ من البلاستيك، مع عرض نماذج ناجحة في جمع وتدوير المخلفات البلاستيكية، ومن بينها تجربة مؤسسة "إيناليا"، والتعاون مع الشركة المصرية "تايل غرين" التي تعمل على تحويل البلاستيك المعاد تدويره إلى طوب وبلاط ومواد بناء صديقة للبيئة. كما استعرضت الجلسة جهود الحكومة المصرية والوكالة الفرنسية للتحول البيئي في مكافحة التلوث البحري وتعزيز الابتكار في هذا المجال. وفي جلسة أخرى نظمها مركز "بلان بلو" والمركز الأوروبي للتحليل والتوليف المكاني، تمت مناقشة أحدث الأدوات العلمية ونماذج الحوكمة المتعلقة باستعادة الأراضي الرطبة والغابات في دول المتوسط، ودورها في التكيف مع تغير المناخ. وتطرقت الجلسة إلى الضغوط التي تتعرض لها هذه النظم البيئية، مثل التوسع العمراني والاستخدام المفرط للمياه والزراعة المكثفة، مؤكدة أهمية استعادة الوظائف الهيدرولوجية للأراضي الرطبة، وإعادة تأهيل الغابات المتدهورة. كما استعرض الخبراء نماذج عملية تعتمد على استخدام أدوات الاستشعار عن بُعد ومؤشرات علمية موحدة لجمع بيانات قابلة للمقارنة بين دول المتوسط، بهدف تطوير استراتيجية طويلة الأمد لإدارة الغابات تراعي الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة. وقدم الدكتور تامر كمال، رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي، عرضاً لجهود مصر في حماية مواردها الطبيعية، مشيراً إلى إعلان أربع مناطق جديدة كأراضٍ رطبة، وإلى دمج أهداف استعادة وحماية هذه النظم ضمن الاستراتيجيات الوطنية للمناخ والتنوع البيولوجي وإدارة المياه، بما يسهم في الحفاظ على جودة المناخ وصون التنوع البيولوجي في منطقة المتوسط.