عبدالعزيز أحمد عبدالعزيز أو «زيزو»، كما اعتاد أهالى «بين السرايات» أن ينادوه، هو أول ضحايا مذبحة الإخوان يوم 2 يوليو 2013، الشاب الثلاثينى لم يسمع ما يحدث ولم يستطع أن يتفوه بكلمة يعبر بها عن خوفه، فقد ولد ضعيف السمع والنطق، لم يدرك حينها ما يحدث من إرهاب الإخوان، إلا بعد أن رأى والده يسقط مصابًا فى ساقه، فافتداه بجسده وتلقى الرصاص بدلًا منه، ليرحل صاحب «القلب الأبيض»، على يد إرهابى آثم لا قلب له. «أم البطل»: ابنى كان فى المشرحة.. وزوجى فى العمليات «يااااه هتكلم عن زيزو تاني»، بصوت يملؤه الحزن خرجت السيدة الخمسينية من منزلها المتواضع بإحدى حارات «بين السرايات»، بملابس سوداء لم تعرف غيرها منذ استشهاد نجلها قبل 8 سنوات، ومن بعده بعامين زوجها، متأثرًا بإصابته التى تلقاها فى اليوم المشئوم. وقالت ل«روز اليوسف»: «ابنى غلبان وقلبه أبيض، كان يعانى من صعوبة فى النطق والسمع، لا يعلم شيئًا فى الحياة سوى عمله مع والده فى رعاية الأغنام، والصلاة، لا يعرف سياسة ولا إخوان». وتابعت: « يوم 2 يوليو كان مع والده يطعمان الأغنام على الشارع الرئيسى، وحينها هجم مجموعة من الملثمين وأطلقوا النار على زوجى فأصيب فى ساقه، وحاول ابنى حمايته فتلقى باقى الرصاص بدلًا منه، وتم نقلهما حينها إلى مستشفى بولاق الدكرور لمحاولة إنقاذهما، لكن زيزو مات.. ابنى كان فى المشرحة وزوجى فى العمليات». وأضافت: «زيزو كان وقتها عنده 30 سنة، وكنت بجهزه علشان جوازه، لكن بعد قضاء ربنا طلعت جهازه وملابس فرحه لله، وإللى بيصبرنى كل فترة إن جيرانى بيشفوه فى المنام، شافوه ملفوف فى علم مصر وبيقرا قرآن، وبنت عمه شافته فى أوضة مكتوب عليها الشهيد عبدالعزيز أحمد عبدالعزيز.. كل إلى بيشوف ابنى بيشوفه كشهيد.. ناس كتير حاولت تساعدنى بالمال لكنى رفضت، وتبرعت به لمستشفى سرطان الأطفال، لأنى رافضة عوض ابنى وواثقة إن حقه هاخذه من الإرهابيين فى الآخرة». ثم تحدثت «أم زيزو» عما شهدته منطقة «بين السرايات» خلال فترة اعتصام النهضة الإرهابى، قائلة: «الإخوان مجرمين، قتلوا ناس كتير من 2 يوليو حتى فض الاعتصام، كنا عايشين فى حرب، وكان بيتم شحن الإخوان والسلاح لداخل الاعتصام يوميًا، بعد خروج الملايين من الشعب فى ثورة 30 يونيو، وأنا شاركت فى ميدان التحرير، لأن فترة الإخوان كانت فترة «جاهلية»، ويوم وصول مرسى للحكم قلبى انقبض، حسيت إن حاجة هتحصل وفعلًا فقدت أعز ما أملك ابنى وزوجي». وتابعت: «فى شهر رمضان كنا بنفطر فى الشارع، علشان خايفين إنهم يهجموا علينا تانى، وكان فى ضباط بملابس مدنية عايشين وسطنا علشان يحمونا، وستات المنطقة خرجت بالعصى بجانب الرجال، قلنا نموت ومنسبش بيوتنا.. والحمد لله ربنا نجانا منهم». 2