على أنقاض معركة الوعى فى مواجهة جائحة كوڤيد - 19، لم تكن مخالفات زفاف شقيقة الفنان محمد رمضان هى الوحيدة فى هذا السياق.. إذ دائمًا ما تعد فترة الأعياد والأيام التى تليها هى الموسم الرسمى لحفلات عقد القران.. إلا أن هذه الفترة تأتى هذا العام فى ظروف استثنائية مع انتشار فيروس كورونا الذى تتصدى له الدولة بإجراءات صارمة يأتى على رأسها منع التجمعات، بخلاف ما يكون فى الأفراح التى يسودها تجمع لأهل العروسين، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بإغلاق قاعات الأفراح.
كعادة المصريين فى التحايل على كل ما له علاقة بالنظام رغم المخاطر الكبيرة التى يمكن أن تسببها، لجأ منظمو الحفلات فى محاولة لتعويض خسائرهم من وراء الإغلاق إلى حفلات «الأوبن إيريا» من خلال تأجير الفيللات، لعدم تفويت الموسم عليهم ومحاولة الخروج بأى مكاسب.
«روزاليوسف» حاولت الكشف عن بيزنس منظمى الحفلات خلال هذه الفترة، وخرقهم القرارات الحكومية بشأن كبح كورونا.
فيللات بوسائل للوقاية
شركة «ف.د» لتنظيم الحفلات استغلت حالة الإغلاق لقاعات الأفراح وارتباك وتخبط المقبلين على الزواج الذين يتمسكون بالاحتفال بليلة العمر، بالاتجاه إلى استئجار فلل فى منطقة جمعية عرابى بمدينة العبور وتحويلها إلى مكان للاحتفال بتزيينه بالديكورات.
«...مرسى» موظفة الشركة التى تواصلت معها اهتمت فى بداية حديثها بموعد الحجز، فقلت لها إن الزفاف تم تحديد موعده فى الأسبوع الأول عقب عيد الفطر مباشرة، فوجدت منها ترحيبًا شديدًا، مشيرة إلى أن الحجوزات معظمها فى تلك الفترة.
وأوضحت أن المكان المخصص للزفاف فيلا مساحتها كبيرة، ما يتيح فرصة ألا يكون هناك تكدس، وحددت عدد المدعوين فى الزفاف بألا يتخطى 70 فردًا، مشيرة إلى أن الفيلا فى الأيام العادية قبل أزمة كورونا تكفى أكثر من 700 فرد.
وأضافت: «تقليل العدد لسبعين فردًا سيمنحنا فرصة لأن يكون هناك تباعد وتقليل عدد الأفراد على الترابيزة الواحدة»، مشيرة إلى أن تكلفة الفرد الواحد تتراوح بين 250 حتى 350 جنيهًا، ومؤكدة أن تلك الأسعار مخفضة بسبب كورونا لأن هناك امتيازات يتم الاستغناء عنها مثل الإضاءة.
عن إجراءات المكان تقول: «كله بيتعقم عقب انتهاء كل فرح من أدوات أو المكان كاملًا»، مؤكدة أنهم حريصون على هذا الإجراء حتى لا يقعوا تحت المسئولية».
وعن مخالفة قرار رئيس الوزراء بمنع إقامة الأفراح، تقول: «عندى فرح يوم السبت القادم.. واحنا عملنا الفترة اللى فاتت أفراح كتير.. احنا ملتزمين بمواعيد ساعات الحظر بحيث ينتهى الفرح قبلها.. ولو فى أى حاجة هتستردى فلوسك دى حاجة غصب عننا»، موضحة أن التجمعات بالفعل ممنوعة لكنها موجودة فى كل الأماكن سواء بالمنازل أو بالشوارع، وأن إقامة الحفل فى الفيلل أفضل لكونها مكانًا مفتوحًا، مشددة على ضرورة أن أسارع بالحجز قبل العيد لأن هناك اقبالًا شديدًا على الحجز.
تحدى «كورونا»
أما شركة «ك.و» لتنظيم الحفلات، فركزت فى الدعاية الخاصة بها، التى تكثفها هذه الأيام أن لديها الحلول الآمنة لإقامة حفل زفاف فى زمن الكورونا، يقول «أحمد» موظف بالشركة: إن الحجوزات اكتملت حتى النصف الثانى من شهر يونيو، كاشفًا أن هناك إقبالًا كبيرًا على الحجز، فالمواطنون لديهم حالة من الاطمئنان ورضا بالأمر الواقع.
كثير من العروض تقدمها الشركة ظاهرها دعوة للفرحة وباطنها دعوة للتجمعات وضرب قواعد التباعد عرض الحائط، فمن بينها توفير إمكانات إقامة فرح كامل بالمنازل، وعروض أخرى تتعلق بإقامة حفلات الزفاف فى إحدى فيللات مدينة العبور ومنطقة المعادى.
الشركة تعلن أن الحجوزات لديها اكتملت وترفض أى حجوزات جديدة: «الفترة التى تلى عيد الفطر مباشرة يوميًا سيقام فيها حفل، والشركة تقوم بترحيل مواعيد الحجوزات بسبب الزحام».
تسمح الشركة المنظمة للزفاف بأعداد تصل إلى 150 فردًا، ولطمأنة المواطنين تقول الشركة فى إعلاناتها إنها تراعى شروط وزارة الصحة للحماية والوقاية، وهو ما يوضحه «أحمد» قائلا: «هناك مراعاة للتباعد وأن تكون هناك مسافة بين كل ترابيزة وأخرى عشرة أمتار على أن يجلس على كل واحدة ستة من المدعوين فقط بدلًا من عشرة، إضافة إلى أن العاملين يرتدون كمامات وجوانتى».
وأضاف إنهم يوفرون ركنًا للتعقيم به مواد مطهرة، مشددًا على ضرورة لفت انتباه المدعوين بضرورة ارتداء الكمامة، لافتًا إلى أنهم يخاطرون بقبول الحجوزات لأن فى أى وقت من الممكن أن تأتى الشرطة وتلغى كل ذلك.
الأفراح «كومبليت»
يوميًا عقب انتهاء عيد الفطر حتى السابع عشر من شهر يونيو تنظم باخرة «أ.ب» حفلات بحسب ما أوضحه أحد موظفيها الذى سألته عن إمكانية الحجز فى بداية شهر يونيو ليرد ب«المكان كومبليت فى تلك الفترة».
وادعى الموظف أن الباخرة حاصلة على موافقة من وزارة السياحة لإقامة حفلات الزفاف، على ألا يزيد العدد على 50%، مؤكدا أن الباخرة تسمح بعدد 150 فردًا فقط، وأنها تلتزم باشتراطات الوقاية، حيث يتوفر ممر لتعقيم أى شخص يدخلها، إضافة إلى التزام العاملين بارتداء الكمامات والجوانتى، كما أنها تلتزم بمواعيد الحظر حيث تنتهى الحفلة قبل موعد الحظر بساعة واحدة. .
تأجير الفيلل
«س. م» «wedding planner» كان يقتصر عملها على تنظيم الحفلات بالفنادق، لكن بعد إغلاق قاعات الأفراح ومنع التجمعات، غيرت نشاطها بتنظيم الأفراح فى الفيلل، حيث توفر فيلل فى منطقة المريوطية: «بنوفر مكان بعيد عن الدوشة والقلق.. واسع وناس بتهتم بالقواعد الصحية نحافظ بيه على التباعد».
أبدت استعدادها استقبال أى عدد من المدعوين، فلم تضع أى شروط خاصة بالعدد، مشيرة إلى أن المكان يستعد لاستقبال ألف فرد: «احنا مش مرتبطين بعدد معين.. انتى حرة تاخدى العدد اللى عايزاه.. لكنك حاولى تقللى العدد»، مشيرة إلى أن زيادة العدد سيرتفع معها سعر الحجز الذى يبدأ من 100 ألف جنيه.
كشفت عن أن أول حفلة ستنظمها ستكون ليلة وقفة عيد الفطر، فكان موعدها ثالث أيام العيد وبسبب القرارات الأخيرة بفرض الحظر خلال أيام العيد تم تقديم موعدها، مشيرة إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا على الحجز فى هذه الفترة.
ولفتت إلى أنه عقب انتهاء فترة حظر العيد ستبدأ الحفلات يوميًا، ففى يوم السبت الموافق 30 يونيو سيتم تنظيم حفلة الساعة واحدة ظهرًا، على أن تنتهى قبل موعد بدء الحظر بساعة، ومن بعدها يعكف العاملين على إخلاء المكان وتنظيفه.
وأشارت إلى أنها تراعى اتخاذ إجراءات للوقاية منها التباعد بين الترابيزات وتوسيع المكان المخصص للرقص، كما تنوه إلى أن طاقم العمل يلتزم استخدام الكحول والكمامات والجوانتى: «المدعوين عليهم يلبسوا الكمامات دى بتاعتهم مش هنفرضها عليهم وبلاش بوس وأحضان».