ضرب فيروس كورونا المستجد غالبية دول العالم، مسببًا العديد من الأزمات فى عدد من الأنشطة والقطاعات الاقتصادية، مثل السياحة والنقل والطيران وغيرها من القطاعات الأخرى التى تأثرت بصورة سلبية من جراء الوباء، وتسببت فى تعطيل الكثير من الوظائف، ووصل الأمر إلى فقد البعض وظائفهم، وفى المقابل هناك بعض القطاعات زاد رواجها واستفادت من الأزمة، وانتعشت معها العديد من الوظائف.
أزمة «كوفيد 19» رغم ما حملته من كوارث وأزمات لقطاعات عدة إلا أنها أتاحت العديد من فرص العمل فى مجالات محددة، منها التسويق الإلكترونى والبيع الأونلاين وخدمة الدليفرى، والعمل بالصيدليات وشركات الأدوية بسبب زيادة الإقبال عليها، نتيجة لتطبيق الحظر والحجر المنزلى الذى أجبر كثيرين على البقاء فى منازلهم.
الصيدليات وشركات الأدوية
احتلت الصيدليات وشركات الأدوية المرتبة الأولى فى الإقبال من قبل المواطنين والمستشفيات، وأصبحت الملاذ الأول للجميع بعد تفشى فيروس كورونا المستجد فى جميع أنحاء العالم، وهذا انعكس عليهم بشكل إيجابى وزادت الحاجة إلى مزيد من الموظفين فى أقسام الإنتاج والمبيعات والتوزيع والدليفرى لتغطية حاجة العملاء فى المنازل أو المستشفيات فى ظل الأوضاع الراهنة.
«على يحيى»، مساعد صيدلى، يقول: «الإقبال الأكبر على أدوات التعقيم والكمامات والجوانتى، وبالنسبة للأدوية فالطلب زاد على الفيتامينات وخاصةً فيتامين سى والناس بقت تستخدم الباراسيتامول كمسكن دلوقتى وابتعدوا عن البروفين وغيره لأن الباراسيتامول آمن فى الوضع الحالى بأشكاله فوار وأقراص وفيتامينات الأطفال، ومقويات المناعة»، مؤكدًا أن الصيدلية التى يعمل بها قامت بتحديد مكان للعملاء منعًا للتجول بداخلها تجنبًا لانتقال العدوى من خلال لمس البضائع لاسيما مستحضرات التجميل، ويضيف: «خدمة الدليفرى الاعتماد عليها بقى أكبر بعد أزمة كورونا، لكن مستحضرات التجميل العميل بيفضل ياخدها من الصيدلية».
الملابس ومستحضرات التجميل
انتعشت حركة بيع الملابس ومستحضرات التجميل الأونلاين، حيث يتجنب العديد من الأشخاص الخروج من المنزل خوفًا من التكدس والازدحام، وباتوا يعتمدون على شراء احتياجاتهم أونلاين، «إيمان محمد» بائعة ملابس أونلاين، تقول: «الأونلاين انتعش عشان الناس خايفة تنزل، مش كل الناس لكن شريحة كبيرة، اللى خايفة وعندها وعى، وشايفين كمان إن بياعين الأونلاين معظمهم أسعارهم زى السوق وأقل ومتاح عندهم خدمات توصيل وشحن لجميع المحافظات»، موضحة أن الإقبال زاد كثيرًا عقب أزمة كورونا لاسيما على مستلزمات الأطفال وشراء ملابس العيد والأحذية: «كل حاجة بتتشحن من خلال شركات الشحن أو مكاتب البريد، مفيش حد بيوصل حاجة مواصلات بنفسه، والوضع آمن ومريح جدًا للكل».
أما «أم جنات» فقد تخصصت فى بيع مستحضرات التجميل أونلاين، تقول: «الحال اختلف بعد كورونا بس بنقدر نشتغل أوقات الحظر وبعد الحظر بعمل توصيل لحد المنزل، كله بيطلب أونلاين دلوقتي، مكياجات برفانات اكسسوارات موسم رمضان بنبيع الزينة والفوانيس»، مؤكدة أنها تقوم بتعقيم كافة الأشياء قبل تسليمها للعملاء: «بلبس جلافز وماسك وبقابلهم أقرب مكان ليهم تحت البيت ويستلموا مننا، البيع أونلاين متعب جدًا بس الحمد لله مرضية، لإن كل حاجة تصوير ولازم نبقى مع الزبون لحد ما يوصل للى عايزه بتراضى لإن التصوير بيبقى ظالم الشغل قوى ومبنقدرش نسلم كل الناس فى يوم واحد بنسلم على فترات»، مشيرة إلى أن الإقبال على الأونلاين زاد بشكل ملحوظ بالتزامن مع كورونا.
مطاعم الوجبات السريعة
أعلنت العديد من مطاعم الوجبات السريعة والطعام الجاهز عن حاجتها إلى عدد كبير من العمالة، بعد إصدار الحكومة لقرار إيقاف المطاعم عن تقديم خدماتها فى المحلات، مع السماح لها بتقديم خدماتها عن طريق التوصيل للمنازل، مما دفع الجميع إلى الطلب عن طريق الهاتف، حيث انتشرت على العديد من المواقع ووسائل التواصل الاجتماعى إعلانات عن وظائف شاغرة فى المطاعم لطباخين وعمال دليفرى، من جانبها أعلنت بيتزا هت، عن توافر 30 ألف فرصة عمل لديها، موزعة بين الطهاة وموظفي خدمة العملاء عن طريق الهاتف، وعمال توصيل الطلبات الدليفرى.
الخضار والفاكهة أونلاين
الخضار والفاكهة من الاحتياجات اليومية الأساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها، ومع فرض الحظر والعزل المنزلى زاد الإقبال على شرائها، من هنا نبعت فكرة «بيت الخير» لبيع الخضروات والفاكهة أونلاين لتجنب التكدس والتلامس، «طه فارس» صاحب مكتب دعاية وتسويق إلكترونى، يقول: «الفكرة بدأت من 2019 وكنا بندرسها، إحنا 4 شباب فكرنا نعمل مشروع، ودرسنا الموضوع كويس وبدأنا نشوف متطلبات السوق عندنا هنا فى القلج بالقليوبية، لقينا إن معظم الحاجات الى بيستخدمها المواطن العادى فى يومه جودتها مش حلوة وكمان غالية سألنا على الأسعار فى كذا مكان، لقينا جودتها أعلى وأرخص، لحد ما جت أزمة كورونا فكان توقيت كويس نبدأ نشتغل فيه وفعلًا بدأنا».
انطلقت فكرة بيع الخضروات أونلاين بعد أسبوع من دخول كورونا مصر فى منطقة «القلج» التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية، مؤكدًا أنهم يخططون لتوسيعها لتنتقل إلى التجمع والعبور وإطلاق أبلكيشن خاص بتلك الخدمة: «بننزل السوق ونروح لمزارعين نجيب أنضف خضار وفاكهة وبنحاول نظبط الأسعار، وفى ناس بتستغل الأزمة ويغلوا الأسعار علينا، بعدها مرحلة التجهيز، أول حاجة الفرز عشان نطلع أفضل جودة فى الخضار، بعدها بنمسحه بحاجات مخصصة للخضار عشان نحافظ على المادة الشمعة الطبيعية للخضار وده بيحافظ عليه فى التلاجة أو خارجها مدة أطول وبعدين مرحلة التعبئة والتغليف، وده بيتم فى بيئة معقمة وعمالة مجهزة بالكمامات والسناتيرز».
تأتى مرحلة تجهيز الأوردر وفقًا لطلب العميل ثم توصيله للمنزل له: «القائمين على المبادرة حسين كارم مهندس تكييف وتبريد، وجواد فارس تسويق عقارى، وأحمد كارم مهندس جودة»، مشيرًا إلى أنهم قاموا بالتسويق للفكرة عن طريق إنشاء صفحة خاصة بها على الفيسبوك: «عندنا مقر للتجهيز فقط، لكن البيع كله أونلاين، حاليًا خضار وفاكهة وبقوليات وهنعمل قسم للحوم الفريش، التوصيل بيكون داخل النطاق 5 جنيهات وفيه حد معين بيكون فرى.. التوصيل بيكون داخل النطاق خلال ساعات الخدمة من 12 ظهرًا ل 12 مساءً».
أما «إسلام شحتة» فقد تخصص فى بيع القهوة أونلاين منذ عام ونصف، مؤكدًا أنه استطاع تكوين قاعدة عريضة من العملاء منذ بدء أزمة فيروس كورونا المستجد، يقول: «الناس بتفضل الأونلاين عشان مش هيعملوا مجهود والحاجة هتوصلهم لحد البيت، وحاولت أكسب ثقتهم إنى أوريهم طريقة الشغل وإنى كنت متعقم، ولابس الكمامة والجوانتى عشان أحافظ على نفسى وشغلى، بوصل لمحافظات مصر كلها وكمان الجزائر والكويت».
التسويق الإلكتروني
تسبب بقاء الجميع فى منازلهم لفترة طويلة وعدم قدرتهم على الخروج نتيجة للحجر الصحى المفروض، إلى إقبال أعداد كبيرة من الأشخاص إلى مواقع وصفحات الشراء الأونلاين، مما أدى إلى حاجة شركات التسويق الإلكترونى إلى مزيد من الموظفين، وانتشرت العديد من الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى لتعلن عن حاجتها إلى مسوقين إلكترونيين.