مع تصاعد أزمة وباء كورونا، وتداعياته على المطاعم والكافيهات فى مصر، تضاعفت الإجراءات الاحترازية، على عمال توصيل الطلبات « الدليفرى» وداخل الجهات التى تقدم الوجبات الجاهزة لعملائها، ورغم ذلك أثرت الأزمة ولا زالت بشكل كبير على حجم الطلبات وبالتالى اضطرت المطاعم لتسريح عدد من العاملين وخفض رواتب الباقين.
«صباح الخير» ترصد فى السطور التالية، كيف أثرت الأزمة على عمال «الدليفرى» وكيف يتعايشون فى يومياتهم وما يواجهونه خلالها:
محمود أحمد شاب فى العشرينيات من عمره، يعمل دليفرى فى إحدى سلاسل المطاعم الشهيرة بالأطعمة اللبنانية بالمهندسين، يروى قصته مع أزمة كورونا وتأثيرها السلبى على مجال عمله قائلا: « قبل ظهور وباء كورونا، كان المطعم يعتمد على 4 عمال دليفرى، وكل عامل فينا يطلع ب8 أوردرات فى اليوم الواحد، وكانت الأوردرات كبيرة جدًا، والشيك الخاص بطلب الأوردر الواحد قد يصل إلى الألف جنيه وأكثر، ولكن مع انتشار فيروس كورونا، وخضوع بعض المحال التجارية والمطاعم للحظر المفروض، والمطالبة بضرورة الالتزام بقواعد الأمان والسلامة الصحية، حرص المطعم اللبنانى على الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية الوقائية ضد فيروس كورونا، ووفر الكمامات والقفازات للعاملين به، حفاظًا على صحتهم، وتوفير الأغذية السليمة للزبائن». يضيف محمود قائلا: «فى بداية كورونا ماكنش فيه اهتمام أوى بارتداء الكمامات والقفازات، ولكن مع سرعة انتشار الفيروس، وفر المطعم جميع الكمامات المطلوبة، وطالب العاملين به بالحرص على ارتدائها، وحذر من لا يحرص على ارتدائها بالطرد من العمل! بحجة أن عدم الالتزام بالكمامة والجوانتى سيفقد ثقة الزبون بالمطعم ونظافته!».
«يوم آه ويوم لا»
وحول حركة العمل داخل المطعم فى ظل أزمة كورونا يوضح محمود أنها ضعفت بشكل كبير، مما اضطر إدارته إلى تحويل مسار عمله من استقبال الزبائن، إلى الاعتماد كلية على خدمات توصيل طلبات الأطعمة والمأكولات، وبالطبع فيروس كورونا له تأثيرات سلبية على كل اقتصاديات العالم وعلى رأسها المطاعم والكافيهات، ويتنهد قائلاً: «نحن كعمال دليفري، أصبحنا نعمل يوم أه ويوم لأ، وبيطلع العامل أوردر واحد بس فى اليوم كله، ولو اتنين زمايل فى الشيفت الواحد، ممكن واحد يطلع لتوصيل الطلب للزبون، والتانى قاعد مش بيعمل حاجة على مدار الشيفت كله عدد ساعات عمله المحددة»، مما اضطر مالك المطعم إلى خفض العمالة، وتقليل رواتبهم.
«الزبائن يخافون منا»
وحول مخاوف أصحاب أوردرات الدليفرى يقول محمود يحرص الزبائن فى تعاملهم مع عمال الدليفري، على الالتزام بقواعد السلامة لتفادى العدوى ويضيف: «العميل بقى يخاف يطلب أكل دليفري، خوفًا من انتقال الفيروس إليه من خلال أسطح المعلبات، واختلفت معاملته لينا تمامًا، وأصبح خائفًا من عمال الدليفرى كأنهم هم الفيروس، وبقى يستلم العميل الطلب وهو حامل المنديل، وبيكون رد فعلى على هذا الموقف «عادى حقك طبعًا» رغم أنى ملتزم بارتداء الكمامة والقفازات».
«خفض العمالة وقلة الرواتب»
وعلى غرار زملائه العاملين فى نفس المجال «الدليفرى»، يشعر محمد شعبان عبده «30 عاما» بالقلق نتيجة انتشار الوباء، لافتا إلى أنه يعول أسرة عددها خمسة أفراد، وقد لاحظ التغير الهائل فى مجال العمل منذ أن حلت أزمة فيروس كورونا، ويعبر عن حجم العمل قبل كورونا وبعده قائلا: «أعمل فى مطعم سياحى بمدينة نصر، ومن قبل كورونا، كان الشغل جميلًا، وكنا بنعمل 6 أو 7 أوردرات وممكن يوصل عدد الأوردرات إلى 15 أوردر، لكن بعد كورونا الشغل نقص إلى أقل من النصف، وممكن كل واحد فينا يطلع أوردر أو اتنين بالكتير أوى يوميًا».
يشير محمد إلى أنه مع بداية الأزمة، حرص الناس على عدم الخروج والبقاء فى المنازل تجنبا للازدحام والاختلاط، وبالتالى اختلف ضغط العمل بالنسبة للعمال داخل المطاعم، وعمال الدليفرى، وظهرأثرذلك فى تقليص عدد ساعات العمل لدى العمال، فقلت حجم الأوردرات، وخفضت الكثير من المطاعم العمالة لديها وخفضت الرواتب أيضا، وبنبرة أسى يقول: «كنت باخد 2000 بقيت باخد ألف و200، وحجم العمل قل جدا، وأجازاتنا زادت، حاولت أبحث عن فرصة عمل أخرى، لأنى مسئول عن أسرة كاملة، ولدى أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، وملتزم بإيجار شقة وكهرباء ومياه، ولكن لا حياة لمن تنادي، الدنيا واقفة جدًا، ربنا يستر، ويعدى الأيام دى على خير».
وحول مدى حرص عمال الدليفرى فى مطعم مدينة نصر على الالتزام بالإجراءات الوقائية يقول: «كلنا كعمال دليفرى حريصون على ارتداء جوانتى وكمامة، عند تسليم الطلب للعميل، وملتزمون بالتباعد الاجتماعي، وعن نفسى عمرى ما صادفت عميل عنده كورونا، وحتى لو عنده أنا ها عرف إزاي؟».