أثار قرار رئيس وزراء بريطانيا الجديد «بوريس جونسون» بتعليق عمل البرلمان البريطانى جدلاً واسعاً بين الأحزاب السياسية المختلفة، وأطياف الشعب البريطانى، وذلك لضيق الوقت قبل الموعد المقرر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى 31 أكتوبر القادم. دعم مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (Brexit) قرار رئيس الوزراء البريطانى، وعلى رأسهم زعيم مجلس العموم البريطانى «جاكوب ريس موج»، الذى قال: إن تعليق البرلمان دستورى ومناسب تمامًا. لأن البرلمان سينعقد مع خطاب الملكة، الذى يحدد البرنامج التشريعى للحكومة للدورة الجديدة فى 14 أكتوبر. بينما أعلنت نسبة كبيرة من المعارضين عن رفضهم لهذا القرار، حيث قدمت الطعون ضد قرار «جونسون» إلى محاكم بريطانية منفصلة من قبل مجموعة تضم 70 من أعضاء البرلمان، ومناهضى (Brexit) أيضاً، وعلى رأسهم الكاتبة «جينا ميلر» التى نظمت الحملة.. وتجاوزت العريضة التى تطالب رئيس الوزراء البريطانى بإلغاء القرار مليونًا و400 ألف توقيع بعد ساعات قليلة من إعلانه، وقد شملت سياسيين، وفنانين، وكُتابًا، وأدباء، وغيرهم. ومن جانبه، أرسل رئيس حزب العمل البريطانى «جيريمى كوربين» خطابًا إلى الملكة «إليزابيث» طلب فيه عقد اجتماع عاجل، من أجل محاولة إيقاف قرار «جونسون» فيما يخص تعليق البرلمان. وجادل «كوربين» فى خطابه الموجه إلى الملكة، أن هذا القرار سوف يحرم الناخبين من إمكانية محاسبة ممثليهم بالحكومة البريطانية فى الأسابيع الحاسمة، التى تسبق الموعد المقرر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. بعد هذا القرار فقد «جونسون» شخصية مهمة بالنسبة إليه، إذ أعلنت «روث ديفيدسون»، زعيمة المحافظين الأسكتلنديين، الخميس الماضى، استقالتها، مشيرة إلى استيائها من الصراع حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. كما استقال «جورج يونج، أحد كبار حزب المحافظين، من المقعد الأمامى فى مجلس اللوردات احتجاجًا على تعليق جونسون للبرلمان، وقال إن: «قرار جونسون يخاطر بتقويض دور البرلمان فى وقت حرج فى تاريخ البلاد». وذكر تحليل لجريدة «إندبينديت» البريطانية، أن «جونسون» قد يفقد حزبه ما يصل إلى 50 مقعدًا فى الانتخابات العامة القادمة، خاصة إذا انضم «حزب العمل» مع أحزاب أخرى معارضة، بينما أثارت تغريدة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» على حسابه الرسمى بموقع «تويتر»، حيث أيد فيها «جونسون»، وسخر من «كوربين»، فكتب: «سيصبح من العسير جدًا على الزعيم «كوربين» أن يحصل على تأييد لتصويت بسحب الثقة من «جونسون»، خصوصًا أن «بوريس جونسون» هو الشخص الذى كانت بريطانيا تنتظره وتبحث عنه».