الذى شهد بدايته وتابع كم الشر فى نفس «شاهر» فى (ومازال النيل يجري)، أو حجم الأنين فى قلب «عمرو» فى (إسكندرية كمان وكمان) من الصعب أن يصدق أن هذا الممثل من الممكن أن يقدم فى يوم ما أداءً كوميديًا، أو تعيش الإفيهات التى يطلقها فى الأعمال التى يُشارك بها لشهور وسنين.. «عمرو عبدالجليل»، يصر طوال الوقت على إبهار ومفاجأة الجمهور، ويسير طوال الوقت على درب السهل الممتنع، يقدم شخصيات مضحكة دون مبالغة وشخصيات جادة دون مغالاة. تمكن من القبض على قلب المفهوم البشرى وخلاصة الروح الإنسانية.. كل شخص بداخله الحلو والمر، الضحك والدموع، النكتة والألم..من هنا تأتى فلسفة واحد من أهم الممثلين فى مصر الآن والذى تشهد السطور التالية حوارنا معه. هل أنت شخص كوميدى بطبعك؟ - لا يمكن أن أجيبك عن هذا السؤال، ولست أنا من يقرر؛ لأن الآخرين هم من يرونى ويحددون ما إذا كنت خفيف الظل أم لا. تمتلك بصمة خاصة تضيفها على الأدوار، بحيث لا يوجد لك شبيه على الساحة الفنية.. كيف فعلت ذلك؟ - هذه طبيعتى وخلقة ربنا، فلا يوجد أحد يشبه غيره، وكل شخص له طعم وله بصمة وشكل وله ميزة تميزه، عندما يجتهد ويعمل على تطويرها والتركيز عليها يكرمه الله وهذا يظهر فى عمله، وهناك أشخاص «يستسهلون» ولا يجتهدون ويتعبون من أجل أنفسهم فيقلدون غيرهم ويرددون الإفيهات الموجودة بالفعل وهذا موضوع آخر، وأنا هنا «لا أقصد أحدًا بعينه». دائمًا ما تضع إفيهات كوميدية على شخصياتك.. من أين تستوحى تلك الإفيهات؟ - من الورق، الموضوع، المواقف، والشخصية نفسها، بحيث أفكر ماذا ستقول هذه الشخصية فى مثل هذا الموقف، والذى ستقوله لن يقوله شخص آخر فى نفس الموقف، ولن تقوله هى نفسها فى موقف مخالف، وهكذا. لك مشوار فنى طويل.. ما هى الأعمال التى تعتبرها نقلات فى حياتك؟ - هناك الكثير من الأعمال، ولكن فى الفترة الأخيرة يمكن اعتبار أن فيلم (حين ميسرة) كان نقلة بالنسبة لى لأنه بدايتى مع الكوميدى وأظهرت للناس «عمرو عبدالجليل» بشكل مختلف، ثم (كلمنى شكرًا) كان فيلمًا ناجحًا وبه الكثير من الإفيهات، ومسلسل (طايع) وشخصية «حربى» التى قدمتها فى العام الماضى أحبها جدًا وأعتبرها محطة مهمة فى حياتى. كيف استقبلت ردود الأفعال على نجاح فيلم (كازابلانكا) وحجم الإيرادات الكبير الذى حققه؟ - أولا أنا فى العادة لا أتابع أعمالى ولا أعمال غيرى، ولا أتابع حتى «السوشيال ميديا»، ثانيا لم أر الفيلم ولم أدخله حتى فى صالات السينما، ولكن الناس من حولى تقابلنى وتهنئنى وتباركلى ويعبرون عن إعجابهم أو يتصلون بى وهكذا، وهذا شيء يسعدنى بكل تأكيد. هل تهتم بترتيب اسمك على تترات الأعمال؟ وهل تهتم بباقى فريق العمل؟ - لا أهتم أبدًا، كل ما يشغل تفكيرى هو الدور وكيف أشتغل عليه وأبذل فيه مجهودًا وأعطيه الطعم والروح بحيث أقدمه بشكل يفرق عن تقديم شخص آخر له، أما التتر وخلافه فليس مهمًا عندى، كما أننى «بشتغل مع الناس كلها». هل لديك معايير معينة فى الشخصيات التى تقدمها.. وما هى الأعمال التى ترفضها؟ - أجلس وأقرأ العمل، إذا وجدت أننى أحببته وأحببت الشخصية وتحمست لها أشارك فيه، وإذا لم أحبه أعتذر عن عدم المشاركة بعد أن أقرأ العمل كاملا، فأحيانا تكون الشخصية جيدة جدا والعمل ليس كذلك فأرفض، بينما لو كان العمل جيدًا والشخصية ليست بنفس القدر أقبل الدور وأعمل على الشخصية حتى تكون بالمستوى الذى يرضينى. قدمت عدة بطولات مطلقة آخرها كان (سوق الجمعة).. ماذا أضافت لك؟ - جميع هذه الأعمال أحببتها على الورق وأحببت مشاركتى فيها، ولكن هناك كواليس أخرى تتحكم فى نجاح الأفلام وهى توقيت صدورها ودور العرض التى تقدمها والدعاية وخلافه وكلها أمور إنتاجية - باستثناء (صرخة نملة)- فعندما يكون المنتج جديدًا وليس لديه خبرة وعلاقات فى السوق لن يتمكن من إيصال العمل بالشكل المناسب، وبعض المنتجين الجدد يتم طمس أعمالهم، وهذه «لعبة» أنا لا أفهمها، وعندما يتم عرض هذه الأعمال على القنوات التليفزيونية تحقق نجاحًا جماهيريًا مناسبًا، وجميع هذه الأعمال بالنسبة لى «خطوات» فى مشوارى. تنوعت أعمالك ما بين الكوميديا والدراما.. أيهما أصعب؟ وأيهما تفضل؟ - الكوميديا أصعب، وأنا أفضل الدور الجيد؛ لأننى شخصيا لا أصنف الشخصية، فأنا مؤمن بأن كل إنسان فى الحياة بداخله كل المعانى الإنسانية الفرح والحزن والضحك والحب والشر، فلا توجد شخصية طوال الوقت كوميدية أو جادة، بل الشخصية بداخلها كل ذلك، والورق لا يأتينى «كوميدى» أو مكتوبا به إفيهات، فالممثل هو من يعمل على الدور ويضيف للشخصية من هنا وهناك حسب المواقف التى توجد فيها، وذلك حتى تخرج بشكل طبيعى فى النهاية. هل تحب أن يتم تصنيفك فى قالب معين؟ - كل شخص يعبر عن رأيه بالطريقة التى تعجبه، ولا يزعجنى أن يرانى الناس بأى شكل، حتى إذا وجدنى البعض «ثقيل الظل» فكل شخص له حكمه وله وجهة نظره التى لن أتدخل بها. قدمت مسرحًا وسينما ودراما.. أيها أقرب لقلبك؟ - «المسرح»، لأننى خريج فنون مسرحية أولا، ولأن علاقتى بالفن كلها بدأت بالمسرح، ثانيًا لم يكن لدى أحلام فى السينما أو التليفزيون بل كانت كل طموحاتى فى المسرح، ومنذ زمن طويل وأنا لم أقدم أى مسرحيات. ولماذا ابتعدت عن المسرح، رغم أنه يشهد حالة ازدهار حاليًا؟ - لأننى أبحث عن شىء يحمسنى ولا أجد، وقد عرضت علىّ بعض الأعمال ووجدت أننى سأقوم بالبروفة أسبوعًا أو اثنين ثم أسافر وأقدم عرضًا لمدة خمسة أيام وينتهى الأمر، وهذا ليس المسرح الذى أعرفه أو أحب أن أكون فيه، فقلت لهم «دى نحتاية» وليست مسرحية.