ماذا يفعل من لديه سفر للخارج وهو يمتلك كلبًا أو قطة فى منزله؟ هل يتركه إلى الجوع؟.. كثيرون كانت تقابلهم هذه المشكلة خاصة فى أوقات المصايف، فالبعض لا يفضل اصطحاب الكلب معه فى المصيف، فكان يلجأ إلى الملاجئ الخاصة بالحيوانات، لكن الملاجئ لم تكن تعتنى بالكلاب على النحو الذى يرضى أصحابها، وكذلك كانت العيادات البيطرية والفنادق الخاصة للحيوانات. ندى وشقيقها معتز كانا يعانيان من البحث عن مكان يتركان فيه قطهما الصغير على أن يلقى فيه نفس الرعاية التى كان يلقاها منهما، وكان ذلك هو الوحى الذى ألهم ندى فكرة مشروعها وهو تطبيق وموقع إلكترونى يكون هو نقطة التواصل بين حاضن الحيوان ومن يمكن أن يحتضنه أو يستضيفه خلال فترة السفر. ندى البرقوقى 22 عامًا، قابلتها مشكلة مع قطها الصغير بعد تركها له فى إحدى العيادات البيطرية وقت سفرها لتجد أن قطها يُعانى نتيجة الإهمال الذى تعرض له فى العيادة، كما أنه عانى لفترات من الاكتئاب بسبب المكان وهو ما دفعها لتركه عند أصدقائها أو مع أفراد من عائلتها. بعد عدة أعوام، قررت تنفيذ مشروعها –التطبيق- وبدأت باستضافة حيوانات أصدقائها المسافرين، ثم توسع نشاط مشروعها وجعلت أصدقاء مقربين لها يستضيفون ويرعون كلابا وقططا لمن يضطر إلى السفر أو أمور طارئة، وذلك عبر التطبيق الذى يعد نقطة تواصل بين حاضن الكلاب أو القطط فى فترة غياب صاحبها، وأكدت «ندى» أن فكرتها الأساسية كانت تدور حول نشر ثقافة حاضنى الحيوانات فى مصر. فى يناير 2019 انتهت هى وأخوها من تفعيل التطبيق والموقع الإلكترونى «Fluffy Sitters»، وانتشرت فكرة مشروعها سريعًا بين محبى ومالكى الحيوانات الأليفة. كان الفيسبوك وإنستجرام واحدة من أدوات التسويق التى لجآ إليها لنشر فكرتهما، ليس هذا فقط بل لجأت ندى إلى عرض الفكرة على ورق بين طلبة الجامعات وعمل حملات إعلانية لنشر مشروعها. لم تضع ندى شروطًا محددة على حاضنى أو جالسى فريق «Fluffy Sitters»، لكن الاهتمام الجيد والعناية بالحيوان كان أهم ما تطلبه. أما عن التطبيق، فبعد تحميله لا بد أن تختار كونك حاضنا أو مالكا للحيوان، فإذا كنت تريد أن تكون حاضنا للحيوانات، فلا بد من ملء استمارة بها كل البيانات الخاصة بك وصورة لمنزلك وهل تملك كلبًا أم قطة. ندى قالت إنها تطلب بطاقة الرقم القومى، وتأخذ أرقام الجيران حولهم لتتأكد من سلامة الحيوان عند الحاضن ولاتخاذ أى إجراءات أمنية إذا حدث طارئ، وأيضًا من ضمن الشروط إرسال صور وفيديوهات الحيوان للمالك للتأكد من صحته وسلامته لبث روح الطمأنينة له، أيضًا فى حالة تأخر أو امتناع أحد الحاضنين عن إرسال الصور يذهب الفريق مباشرة لبيت الحاضن للتأكد من سلامة الكلب أو القطة. كان التطبيق مقتصرًا على الكلاب والقطط فقط، إلا أنهما يفكران فى تطوير المشروع ليشمل جميع أنواع الحيوانات، ولكن الإقبال الأكبر كان على الكلاب والقطط، ولذلك لم يتعجلا استقبال أنواع أخرى. «ندى» قالت إن دورها تفعيل التطبيق والموقع الإلكترونى وتقوم هى وأخوها بدور الوسيط وحلقة الوصل بين حاضنى الحيوانات والمالكين، بالإضافة إلى التأكد أن كل شىء يسير بشكل جيد، واتخاذ الإجراءات الأمنية عند اللزوم، أيضا تقدم Fluffy Sitters ثلاث خدمات رئيسية: الاستضافة والرعاية وتمشية الحيوانات الأليفة، اعتمادًا على الحاضنة. وترى ندى أن الخدمة لا تزال لديها الكثير لتقدمها، قائلة: «نحن نخطط لإدخال أجهزة التتبع للسماح للمالكين بمعرفة مكان وجود كلابهم إذا كانوا يمشون أو انتهوا من المشى». أشارت ندى إلى أنه خلال 3 أشهر وصلوا إلى أكثر من 400 مستخدم للأبليكيشن، 100 منهم هم حاضنون للحيوانات الأكثر استخداما وخبرة، وأكثر الحاضنين سيدات فوق الأربعين بالنسبة للقطط، أما محبو الكلاب فحاضنوهم تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما. واحدة من المشاكل التى كانت تقابل ندى وفريقها، عدم فهم الأفراد لفكرة التطبيق، أيضا الكثير ظنوا أنه مكان للتبنى طويل المدى لم يفهموا أن أقصى فترة لحضانة الحيوان 3 أشهر، أيضًا البعض ظنوا أنه مكان لتزويج الكلاب والقطط وآخرون كانت الفكرة عنهم أنه ملجأ للحيوانات وليس حاضنا للحيوان بمنزل فرد. وكانت واحدة من المشاكل أيضًا الأسعار، بأن الناس دائما ما فضلوا الأسعار الرخيصة للحاضن بصرف النظر عن الخدمات التى يقدمها، مما دفع ندى وأخاها بعمل أسعار محددة، فكان سعر اليوم للكلب 150 جنيهًا، أما القطة 100 جنيه، أما لو أكثر من 6 ساعات فكان سعر الكلب 120 جنيها، والقطة 80 جنيها، مشيرة إلى أنها قدمت تخفيضات لو مكث الحيوان لفترة طويلة تقدم تخفيضا 20 % ولو كان أكثر من كلب أيضًا 20 %. كانت أيضًا المشاكل التى تواجهها عدم صدق المالكين فى وقت رجوعهم ومدهم للوقت من دون سابق إنذار، وأحيانًا كان الحاضنون غير متاحين لاستقبال الكلب أو القطة فترة أطول، وأحيانا لا يفصح المالكون بمرض معين لحيوانهم مما يساعد على نشر العدوى لمنزل الحاضن أو حيوانات الحاضن. وأكثر المواقف التى سعدت بها ندى، أنهم استطاعوا احتضان «كلاب بلدى»، مشيرة إلى أن هذه الكلاب أكثر ذكاءً، وأنها سعدت بأن مالكيها لم يفرطوا فيها. كانت واحدة من خطط ندى المستقبلية ل«Fluffy Sitters» التوسع ومعرفة حاضنين فى الغردقة والإسكندرية وانتشارهم حول مصر بالكامل وليس فقط بالقاهرة، أيضا كان هدفها عمل مجتمع يربط بين محبى الحيوانات الأليفة ومالكيها وحاضنيها.