طالب أهالى شهداء العمليات التى خطط لها وأشرف على تنفيذها الإرهابى هشام عشماوى، الذى تسلمته مصر مؤخرًا من الجيش الوطنى الليبى بعد إلقاء القبض عليه قبل شهور فى مدينة «درنة» الليبية، بإعدامه فى ميدان عام بحضورهم، مع بث العملية على الهواء مباشرة حتى يكون عبرة للإرهابيين فى كل مكان. وأعرب الأهالى عن سعادتهم بوصول «عشماوى» إلى مصر تمهيدًا لمحاكمته، معتبرين ذلك «يهدئ أرواح» أبنائهم الشهداء الذين جادوا بأغلى ما لديهم للدفاع عن أرض مصر. وبعد زيارة الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة إلى ليبيا، مساء الثلاثاء الماضى، أُعلن تسليم الإرهابى هشام عشماوى من الجيش الوطنى الليبى إلى مصر، تمهيدًا لمحاكمته فى الجرائم التى ارتكبها، ووصل الإرهابى عبر طائرة حربية مصرية إلى مطار القاهرة الدولى فجر الأربعاء 29 مايو، رفقة رجال العمليات الخاصة المصرية. «دلوقتى أعرف أنام» البداية بالشهيد أحمد منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، الذى جمعته صورة بالإرهابى هشام عشماوى أثناء خدمتهما معًا فى الجيش المصرى قبل فصل الأخير، وقارن الرئيس عبدالفتاح السيسى بينهما فى إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة، كمثال على البطل والخائن. والعقيد أحمد صابر منسى استشهد فى هجوم إرهابى على الكتيبة 103 صاعقة فى مدينة «رفح» ومعه 10 جنود آخرين، وأثارت بطولته وشجاعته فى الدفاع عن أفراد كتيبته إعجاب وتقدير الجميع. وأعربت منار سليم أرملة الشهيد منسى عن سعادتها الكبيرة بتسلُم السلطات المصرية الإرهابى هشام عشماوى، وقالت: «هذا الخبر كان سببًا فى نومى سعيدة لأول مرة منذ استشهاد زوجى». وأضافت إن سعادتها ستكتمل بمثول الإرهابى أمام القضاء المصرى، وإعدامه إيذانًا بعودة حق كل شهيد قُتل على يد هذا الإرهابى وجماعته، واصفة القبض عليه وتسليمه إلى مصر بأنها ضربة قوية لكل الجماعات الإرهابية، وتأكيدً لعدم نسيان ثأرنا أبدًا وأن الدولة المصرية صامدة قادرة على استعادة حقوق الشهداء. واختتمت أرملة الشهيد منسي: «مثلما كان الشهداء رمزًا لمصر سيكون هذا الإرهابى رمزًا لكل خائن يريد أن يخرب وطننا». «يوم عيدنا» من منا لا يعرف النقيب خالد المغربى، ابن محافظة القليوبية والضابط فى الكتيبة 103 صاعقة، الذى لقبه الإرهابيون ب«خالد دبابة» لقوته الجسمانية وقدرته على التصويب واستخدام مختلف الأسلحة، وهو ما جعل هذه الجماعات ترصد مبلغًا كبيرًا من المال لمن يقتله، حتى استشهد فى 7يوليو 2017 فى انفجار عبوة ناسفة على طريق مدرعته. أرملة الشهيد البطل خالد مغربى، رضوى مجدى، تعلق على تسليم «هشام عشماوى» قائلة: «استعادة هذا الإرهابى من ليبيا ونقله إلى الأراضى المصرية انتصار عظيم يؤكد أن مصر لا تنسى دماء أبنائها»، واصفة الحدث بأنه «يوم عيد لأسر الشهداء». وأضافت: «الخبر أثلج صدورنا، ونتوسم أن يجعل روح الشهداء تهدأ فى مثواهم الأخير.. القبض عليه وتسليمه لمصر أراح قلوب العديد من الأمهات والسيدات والأطفال»، مشددة على ضرورة إعدام «عشماوى» فى ميدان عام أمام الجميع بحضور أهالى الشهداء، ليكون عبرة للجميع. «حق جوزى رجع» «معدن رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية يظهر دائمًا فى الشدائد، لذا أحتسب زوجى شهيدًا فى سبيل الوطن ويكفينى فخرًا أنه استشهد ليفتدى أرواح كثير من الضحايا».. بهذه العبارة بدأت زوجة الشهيد المقدم رامى هلال، شهيد «حادث الدرب الأحمر» حديثها ل«روز اليوسف». وأضافت عن تسليم الإرهابى هشام عشماوى إلى مصر «شعرت برجوع حق الشهيد أخيرًا»، مطالبة بمحاكمة عسكرية عاجلة ل«عشماوى» وشركائه، وإصدار الحكم بإعدامه أمام الشعب والعالم ليكون عبرة لكل الإرهابيين. وعلقت المستشارة مروة هشام بركات نجلة النائب العام الشهيد هشام بركات، على تسلُم القوات المسلحة المصرية للإرهابى هشام عشماوى وإرهابيين آخرين، من القوات المسلحة الليبية. وكتبت «مروة» عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «ولسه الدور جاى على يحيى موسى»، فى إشارة إلى مسئول التنسيق بين كوادر جماعة الإخوان الإرهابية لتنفيذ عملية اغتيال والدها، حسبما أكدت التحقيقات، والصادر ضده حكم غيابي بالإعدام. بث مباشر قال اللواء محمد حلمى مشهور، والد النقيب إسلام مشهور، بطل «مأمورية الواحات» الذى استشهد رفقة 15 من رجال العمليات الخاصة والأمن الوطنى بجهاز الشرطة بقيادة العميد الشهيد امتياز كامل، إن الشهداء واجهوا ببسالة إرهاب الجماعات المسلحة، وكان هدفهم هو حماية البلد، حتى ضحوا بأرواحهم، واليوم بعد القبض على الإرهابى هشام عشماوى بالتأكيد أرواحهم راضية». والنقيب إسلام مشهور أول شهيد فى «مأمورية الواحات»، وهو من دفعة 2012، ورفض التراجع بالمدرعة واستمر فى القتال مع زملائه. وقالت والدة الشهيد كريم فرحات، وهو الآخر أحد شهداء «مأمورية الواحات»، إن ابنها الشهيد هو الوحيد لديها، مطالبة بحضور لحظة إعدام الإرهابى هشام العشماوى ورغم أن ذلك لن يريح قلبها لكنه سيجعله عبرة لمن لا يعتبر، ودعت إلى البث المباشر لجميع المحاكمات الخاصة للإرهابيين. «الحزن زال» من أهالى شهداء حادث دير الأنبا صموئيل، الذى شهد استهداف حافلات نقل أقباط على الطريق الصحراوى الغربى أمام مركز «العدوة» بمحافظة المنيا، كانت فى طريقها إلى الدير، وأسفر عن استشهاد 28 من أبناء محافظتى المنيا وبنى سويف، التقينا شقيق الشهيد وهيب إدوارد فانوس. ويقول شقيق الشهيد وهيب: «يوم القبض على الإرهابى ووصوله إلى مصر هو يوم زال فيه الحزن عن أهالى القرية كلها وليس فقط أهالى الشهداء، فعلى الرغم من حالة الحزن التى تسبب فيها الحادث الإرهابى قبل عامين، بدل خبر القبض على الإرهابى هشام عشماوى وتسليمه للقوات المصرية حزن الأهالى بفرحة كبيرة، بعد أن تأكدوا وأيقنوا بعودة حق أبنائهم، وأن حياتهم لم تهدر بلا ثمن». ويطالب ابن عم الشهيد عايد إدوار فانوس بإعدام «عشماوى» فى ميدان عام، وقال: «أهالى الشهداء يرغبون فى إكمال فرحتهم بالقبض على الإرهابى، وأن يكون إعدامه فى ميدان عام، ليكون عبرة لكافة أفراد الجماعات الإرهابية، خاصة أنه من المشاركين فى الهجوم على الحافلات الثلاث التى أسفرت عن مقتل أبنائنا». وأعلنت القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى تسليم الإرهابى هشام عشماوى إلى مصر، فى إطار عمليات مكافحة الإرهاب فى شمال أفريقيا وضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية. وذكرت فى بيان بعد لقاء الوزير عباس كامل مع اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبى «تم خلال اللقاء مناقشة عمليات مكافحة الإرهاب فى المنطقة، وتسليم الإرهابى هشام عشماوى الذى ترأس أحد التنظيمات الإرهابية فى مدينة درنة، ونفذ عددًا من العمليات الإرهابية بدولتى ليبيا ومصر، والذى ألقى أبناء القوات المسلحة القبض عليه خلال حرب تحرير درنة، وذلك بعد استيفاء كل الإجراءات واستكمال التحقيقات معه من قبل القوات المُسلحة». والإرهابى هشام عشماوى محكوم عليه بالإعدام فى عدة قضايا من بينها «أحداث الفرافرة» و«أنصار بيت المقدس 3»، وهو المتهم التاسع فى أمر إحالة المتهمين فى قضية «أنصار بيت المقدس» المنظورة حاليًٍا أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا. ويواجه «عشماوى» مع 212 آخرين اتهامات بارتكاب 54 عملية إرهابية بعد عزل الإخوانى محمد مرسى منها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، وقتل النقيب محمد أبو شقرة، والمقدم محمد مبروك، وتفجير مديريتى أمن القاهرة والدقهلية، واستهداف مقرات أمنية وعسكرية.