إذا كانت الوقاية خيرًا من العلاج فى الصحة والفساد لما تحمله من أمراض وأخطار كبيرة على الفرد والمجتمع والاقتصاد فإن الوقاية من الإدمان أفضل كثيرا من العلاج ورغم ما تتحمله الدولة فى السنوات الأخيرة من تكلفة وتقوم به من جهود فى مكافحة الإدمان وخفض الطلب على المخدرات وهى الأهداف التى من أجلها تم إنشاء صندوق علاج ومكافحة الإدمان. لكن للأسف فإن معدلات تعاطى المخدرات فى ازدياد وحسب آخر الإحصائيات حيث جاءت مصر فى المرتبة الرابعة عالميا فى استهلاك وتعاطى الحشيش فى عام 2018، وحسب آخر الإحصائيات فإن 8.7 ٪ من المصريين يدخنون الشيشة و11.2 ٪ يدخنون التبغ (السجائر) وينفق البالغون أكثر من 410 جنيهات شهريا على التبغ مقابل 109.8 جنيه شهريا من قبل الطلاب غير ما يسببه من الأمراض العديدة وغير السارية وتأتى هذه النفقات على حساب الاحتياجات الأساسية والأنشطة والرفاهية. وذكر تقرير منظمة الصحة العالمية أن مصر من أعلى بلدان الإقليم فى التدخين يليها الشيشة وذكرت دراسة «SFEP» لعوامل الخطورة أن من بين كل 6 أشخاص يدخنون يموت مدخن بسبب التدخين فى العالم وفى عام 2030 ستتركز كتلة المدخنين فى الدول النامية. ويعتبر التدخين السبب الأول للإدمان حيث يقوم المدخن بتعاطى الحشيش ثم تعاطى كل أنواع المخدرات وينتهى بالإدمان والحقيقة أن الجهود التى تبذلها الدكتورة غادة والى منذ توليها رئاسة صندوق علاج ومكافحة المخدرات كبيرة ولا يمكن إغفالها فقد قامت فى عام 2018 بتنفيذ وإطلاق الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ والخاصة بالاستراتيجية المصرية لمكافحة استهلاك التبغ بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائى وأمانة الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2020 وأصبحت سارية منذ 2005 بالإضافة إلى حملات التوعية فى المدارس والجامعات ونوادى الشباب وإنشاء مراكز علاج الإدمان فى المحافظات، 28 مركزًا وإطلاقها المبادرة الإعلامية الرابعة «انت أقوى من المخدرات» بمشاركة محمد صلاح النجم العالمى وعضو المنتخب القومى بعد أن نجحت الحملة فى 2018 بالتوعية بين الشباب بخطورة المخدرات وازدياد الطلب على العلاج ويبقى أن تقوم الدولة والوزيرة بمنع التدخين. وصور تعاطى المخدرات فى الأفلام والدراما بعد أن أثبتت الدراسات أن الدراما المسئول الأول عن انتشار التدخين والتعاطى خاصة بين تلاميذ المدارس وبين الشباب حيث يعتبرون البطل المثل الأعلى ويقومون بتقليده ولا يقتصر دور الصندوق على العلاج ويمتد دوره إلى دمج المتعافين فى المجتمع ومساعدتهم فى الحصول على وظيفة ثابتة حتى تعود له ثقته بنفسه والمجتمع.