كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كارديف البريطانية أن الأطباء النفسيين أحد الأسباب الرئيسية فى إقدام المرضى على الانتحار، مؤكدة أن نسبة الأطباء النفسيين الذين تعرضوا لأزمات نفسية حادة بلغت %60 بمراحل مختلفة بحياتهم المهنية ما يجعلهم غير قادرين على مساعدة المرضى، وأن استمرار هم فى العلاج قد يدفع المرضى إلى الانتحار. التحليل الإحصائى الذى قامت به الباحثة سارة كليمنتس بكلية كينجز لندن تضمن 144 دراسة لأكثر من 90 ألف شخص توصل إلى أن واحدًا من كل 4 أشخاص داخل وخارج مهنة الطب النفسى يعانون من أزمات نفسية، مشيرة إلى خطورة التأثير السلبى لاختلال الطبيب وانخفاض الروح المعنوية لتقديم المساعدة والخدمات للغير مما يؤدى إلى اختلاط مشاعر التعاطف مع المريض والإحساس بالفشل والذى من شأنه أن يؤثر على أعداد المرضى النفسيين وأعداد المقبلين على الانتحار. الدراسة تطرقت إلى عدة محاولات من الأطباء لمساعدة مرضاهم على الانتحار إيمانًا منهم أن الانتحار وإنهاء الحياة حق من حقوق الإنسان، وهو ما فعله الطبيب الأسترالى فيليب نيتسشك البالغ من العمر 70 عامًا باختراع آلة انتحار وأطلق عليها «ساركو» تتكون من قاعدة ثلاثية الأبعاد قابلة لإعادة الاستخدام تحتوى على عبوات النيتروجين السائل وكبسولة قابلة للانفصال يشكلان معا تابوتًا قابلًا للتحلل وبمجرد وجود الشخص داخل الجهاز يصبح بإمكانه الضغط على زر التشغيل باستخدام تفعيل الصور أو عن طريق سلسلة من طرف العين للمرضى المصابين بالشلل وعقب ذلك تبدأ الكبسولة فى الامتلاء بالنيتروجين وبينما يزداد مستوى النيتروجين ينخفض الأوكسيجين وبذلك يخسر المريض وعيه تدريجيًا ثم يموت بسلام. ولم يكن دكتور نيتسشك أول من ساعد المرضى على الانتحار فقد سبقه دكتور جاك كيفوركيان الذى لقب بطبيب الموت والذى اشتهر فى أوائل التسعينيات بمساعدة 130 شخصًا على الانتحار بالولايات المتحدة . من جانبها، نظمت حركة معارضة الطب النفسى - تأسست منذ ستينيات القرن الماضى على أيدى من تعرضوا للأذى على يد الأطباء النفسيين - ومقرها لوس أنجلوس فى ولاية كاليفورنيا بالتزامن مع اليوم العالمى للصحة النفسية تظاهرة سلمية ضد الطب النفسى والأطباء النفسيين رفعت «شعارات الطب النفسى لا يساعد المرضى بل يؤذيهم». يأتى ذلك بالتزامن مع ما كشفته منظمة عالمية بارتفاع معدل حالات الانتحار حول العالم، موضحة أنه فى كل عام يضع أكثر من 800 ألف شخص نهاية لحياته ويموت شخص كل 40 ثانية جراء الانتحار، وسجلت معظم حالات الانتحار بين من تتراوح أعمارهم بين 15و29 عامًا.