تظل فرنسا على مر الأزمان منارة للأناقة والجمال والعطور الرائعة.. ولا يختلف المطبخ الفرنسى عما تفوح به العاصمة الفرنسية باريس من سحر وجمال وإبداع.. فقد تطور المطبخ الفرنسى تطورًا كبيرًا منذ العصور الوسطى وساعد فى هذا التطور التغييرات السياسية والاجتماعية وقتها، ربما اقتصر تطور المطبخ الفرنسى فى بداية الأمر على العاصمة فقط لكنه بدأ يشمل أنحاء البلاد بل ويتجاوزها ليتم تصدير الأطعمة الفرنسية لخارجها. الجغرافيا كذلك تؤثر على ذوق أهلها فى الطعام، فكل منطقة فى فرنسا لها المطبخ المميز لها فيشتهر إقليم «جيرس» الفرنسى بالدواجن، فى حين يشتهر إقليم «لمونتانى نوار» بالنقانق الجافة، وتزرع الذرة البيضاء بكثرة فى تلك المنطقة لاستخدامها فى تسمين البط والأوز، فضلًا عن إنتاج عصيدة الذرة، كما تنتج هناك أفضل أنواع الخبز فى فرنسا، والحليب غير المبستر المستخدم لإنتاج جبن الروكفورت فى «أفيرون»، ويتم إنتاج المياه المعدنية بكميات كبيرة فى هذه المنطقة أيضًا. أما المدن الساحلية فتنتشر بها المأكولات البحرية عالية الجودة، وأشجار التفاح التى تستخدم فى صنع العصير وبعض الحلوى مثل صوص التفاح الذى يسمى ب «كومبوت» لأغراض التخمير، تزرع كميات كبيرة من القمح والشمندر السكرى والهندبا البرية شمالى هذه المنطقة، وتعد هذه المنطقة هى الأفضل فى إنتاج الخرشوف والقنبيط، كما تنمو بها الحنطة السوداء على نطاق واسع. وتعد منطقة «الإلزاس» منطقة شديدة التأثر بالثقافة الألمانية خصوصا فى المطبخ وذلك بسبب تقاربها مع الحدود الألمانية، لهذا فإن الخمر والنبيذ ولحم الخنزير هي أشهر الأطعمة والمشروبات فى تلك المنطقة الحدودية. لذلك اغتنم المعهد الفرنسى، الأسبوع الماضى، فرصة احتفالات العيد الوطنى لفرنسا ليشيد بالخبرة الفرنسية فى مجال الطهى وإعادة اكتشاف ثراء الطهى والثقافة المصرية وتقديمها بالطرق الفرنسية. استضاف ماجالى فيرونج وآجالى بوفاشون، مصممى الطهى فى Studio Hopla، ولودوفيك كاربوات، شيف السفارة الفرنسية فى مصر. كما تم تنظيم عدد من الفعاليات منها ورش عمل للأطفال والكبار ومأدبة عرض لتصميم الطعام كما تم عرض فيلم «نكهات القصر» من إخراج كريستيان فنسان. ويحكى الفيلم عن موهبة الطباخة «أورتونس لابورى» المعروفة فى كل ركن من أركان بيريجور، لكنها لم تتخيل أبدًا أن شهرتها قد وصلت إلى العاصمة. فى أحد الأيام، يتم تعيينها مسئولة الوجبات الشخصية لرئيس الجمهورية فى قصر الإليزيه. وعلى الرغم من غيرة الطهاة فى المطبخ المركزى، تتمكن أورتونس من فرض نفسها بطابعها القوى. ماجالى فيرونج، تعمل فى مجال تصميم الطعام منذ 7 سنوات مما ساعدها على الاطلاع على الكثير من ثقافات المطبخ فى كثير من البلدان، لكن المطبخ المصرى أثار فضولها بشدة بسبب كثرة مكوناته وتنوعها، كما ترى أن المصريين يقومون بعمل تصميم لأطباقهم دون قصد وكأن هذه العملية تحدث بشكل تلقائى. أضافت أن صعوبة تصميم الأطباق تكون فى الموازنة بين الشكل والمذاق على عكس تصميم أطباق الإعلانات التى يكون كل هدفها أن يكون الشكل أكثر إغراء لذلك يكون متاحًا له استخدام كل الأدوات حتى لو كانت سامة أما فى عملها فيكون فى انتظارها من يأكل ما قامت بإعداده وذلك يتطلب الكثير من الحرص، رغم ذلك فهى تستمتع أثناء تصميمها لأحد الأطباق ليخرج فى النهاية طبق ذو شكل وطعم رائعين. لودوفيك كاربوات، يحب الأرز المصرى كثيرًا ويرى أنه من أجود أنواع الأرز حول العالم ويستخدمه فى كثير من وصفاته ويرى أن المطبخ المصرى ثرى بكثير من الوصفات خصوصًا ريف مصر والجزء الجنوبى فى الصعيد، ولكن يرى أن مشكلة الشعب المصرى أنه يأكل دون بذل مجهود لحرق الدهون لذلك يصاب معظمهم بالسمنة، منوها إلى أنه رغم تنوع الأطعمة إلا أن أغلب الناس لا تعلم شيئا عما تحتاجه أجسامها من عناصر غذائية ويصبح المذاق هو دافعها الوحيد دون الالتفات لسعرات أو مكونات الطعام. آجالى بوفاشون، ترى أن تصميم الطعام لا يقل أهمية عن طهوه وإعداد الوصفات فكثيرًا ما يكون المصمم طاهيًا والعكس لكن تبقى أهمية التصميم أن العين تسبق الفم فى التهام الطعام، لذلك تكسر كل الحواجز فى تصميماتها وتتعامل مع الطعام على أنه خامة فنية تستخدمها فى تنفيذ كل ما يخطر ببالها من أفكار. تضيف أن تصميم الطعام بشكل جيد وأحجام صغيرة يساعد على تذوق كل شىء ولكن بمقدار معين لا يؤذى جسم الإنسان أو يصيبه بالتخمة وهذا من مميزات التصميم أيضًا، كما أن ندرة التوابل فى الطعام الفرنسى تجعل التذوق أفضل لكل عنصر من العناصر الموجودة فى الطبق. وعن الوجبات الفرنسية تقول آجالى: الإفطار، غالبًا ما تتكون هذه الوجبة السريعة من شرائح الدهن بالزبد، الخبز الفرنسى مع الشاى والقهوة، ويكون الإفطار دائما فى المقاهى. أما الغداء فيكون لمدة ساعتين، ويكون غداء الأحد هو الأكبر وقتًا ويتم تناوله دائما مع العائلة، تفتح المطاعم عادًة للغداء فى الساعة الثانية عشرة ظهرًا وتغلق فى الثانية والنصف، بعض المطاعم تغلق أبوابها وقت الغداء يوم الأحد والاثنين. وفى المدن الكبيرة يتناول العمال والطلاب الطعام فى كافيتيريا العمل أو المدرسة، والتى عادة ما تقدم وجبات كاملة، ومن الشائع بالنسبة للعمال منح حق الغداء كجزء من استحقاقاتهم. أما المدن الصغيرة فإن العاملين غالبًا ما يعودون إلى منازلهم لتناول الغداء فى وقت الراحة، تكون الوجبة الأساسية شطيرة تتبعها بعض الحلوى فى الغالب. العشاء، عادة يتكون من ثلاثة أجزاء، مقبلات، الوجبة الأساسية والجبن، الحلوى، الوجبة كثيرًا ما تكون مصحوبة بالخبز والنبيذ والمياه المعدنية، استهلاك النبيذ قد انخفض مؤخرًا فى الشباب وارتفع استهلاك عصير الفواكه بدلا منه، وغالبًا ما تفتح المطاعم للعشاء فى السابعة وتنتهى عند العاشرة.