التطرف والتكفير فى الرسائل العلمية التى يتقدم بها الباحثون أصبح عادة، فبعض الأبحاث التى تُقدم لنيل الدرجات العلمية إما أنها تنقل عن متطرفين أو تكفيريين، أو تؤصل للتكفير والقتل بأفكارٍ مغلوطة، منها ما يتم ضبطه ومنها ما يمر وآخر ما تم ضبطه هو رسالة دكتوراه فى جامعة الأزهر تستشهد بكلام للمتطرف منظر جماعة الإخوان سيد قطب. مؤخرًا اعترض الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف على الباحث وجدى عبدالقادر الذى تقدم لنيل درجة الدكتوراه ووصف الوطن بأنه: ليس إلا مجرد حفنة من التراب، وخلال مناقشة وزير الأوقاف لرسالته بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق، عقب ذكر الباحث عبارة: «أخطر الأصنام الجديدة هى الوطن، وأن إلباسه للدين بمثابة الكفن»، فوصف الوزير صاحب الرسالة بالغباء والجهل، كونه بهذه العبارة يخدم أكاذيب الإخوان. كما وجه اللوم على المعاهد التى تمرر مثل هذه الأبحاث، وأكد أنه لا بد من إغلاقها إذا كانت غير قادرة على العمل البحثى والمرجعى الجيد، فضلًا عن أن الرسالة تضمنت أيضًا أخطاء، وبلغت نحو 162 خطأ لغويًا. وشارك فى مناقشة هذه الرسالة الدكتور جودة حسين جهاد أستاذ القانون العام بكلية الشريعة والقانون بدمنهور وأشرف عليها الدكتور أحمد محمد إسماعيل أستاذ الفقه ووكيل كلية الشريعة والقانون والدكتور رأفت عبد الفتاح حلاوة أستاذ القانون الجنائى عميد كلية الشريعة والقانون بدمنهور سابق. وبجملة فوضى الأبحاث شهدت كلية أصول الدين بالمنوفية منذ 10 سنوات رسالة دكتوراه كفرت روزاليوسف السيدة والمجلة، وكان عنوانها «مجلة روزاليوسف واتجاهاتها فى ميزان الفكر الإسلامي»، وهنا أهال الباحث التراب على مجلة وسيدة كانت لهما معارك حامية ضد التطرف وأفكاره، على مدار 9 عقود متتالية. الخميس الماضى، حضر الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية رسالة دكتوراه من أحد الأزهريين ويدعى رضا على الفلاح، وعنوانها «أحكام العمليات التفجيرية فى غير ميادين القتال»، لنيل درجة العالمية فى الفقه من كلية الشريعة والقانون بدمنهور. المفتى بمجرد النظر فى الرسالة اعترض عليها لما تضمنته من أفكارٍ اقتبسها الباحث من كتب سيد قطب أحد منظرى جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن سيد قطب هو المؤسس الحقيقى لفقه الإرهاب المعتمد على تكفير المجتمع وهو الذى أدخل سياسة الاغتيالات وتدمير مؤسسات الدولة فى المجتمع، معتمدًا فى ذلك على أفكارٍ مغلوطة. الباحث رضا الفلاح، دافع عن نفسه وقال إن الرسالة تهدف إلى توضيح أحكام الشرع والقانون للعمليات التفجيرية فى غير ميادين القتال مثل العمليات الإرهابية وذلك ببيان الوصف الفقهى والقانونى لتلك العمليات الدموية وبيان السبل الوقائية والعلاجية للعمليات غير المشروعة، فضلًا عن اشتمال الرسالة البحثية على نماذج تطبيقية لاستخدام المتفجرات بشكل مشروع مثل العمليات الحربية وتفجير المحاجر وبشكل غير مشروع مثل التفجيرات التى تقوم بها الجماعات الإرهابية ومنها تفجيرات منطقة كرداسة الشهيرة، مشيرًا إلى أن هدف رسالته الأساسى تبصير المجتمع بنهى الشرع الحنيف عن الاعتداء والقتل واستباحة أموال الغير واستخدام المتفجرات بشكل غير مشروع فى العمليات الإرهابية لأن ذلك إفساد فى الأرض، ووجوب إقامة الحدود الشرعية على مرتكبيها. د.عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية قال: «يجب ألا يُمنح هذا الباحث ومن على شاكلته أى درجة علمية، لأن مثل هذه الأفكار تغذى العقول المتطرفة التى تتبناها جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية الداعمة للأفكار المتطرفة». وأضاف «النجار»: «أؤيد ما فعله فضيلة المفتى معه، لأنه لا أمل فى مناقشة هذه العقول، والأفضل معهم هو فصلهم نهائيًا من الجامعة، موضحًا أنه وقع تحت يده الكثير من الرسائل العلمية التى تحض على التطرف والإرهاب، وعندما نواجه الطالب بحقيقة أفكاره يهرب وينكرها، وأحذر من منح هؤلاء درجات علمية لأنهم يسممون المجتمع. الكاتبة رباب كمال، قالت إن المنع المُطلق للكتابات والأفكار قد يكون بابًا للترويج لها، لكن الحل الحقيقي فى مراجعة التراث وأفكار المتطرفين وفضحها واستبدالها بأفكار لتنويريين مثل فرج فودة ونصر حامد أبو زيد وأبكار السقاف. وأضافت: «سيد قطب استمد تطرفه وأفكاره الإرهابية من كتب التراث نقلًا وتأويلاً، والحل فى المواجهة الشاملة لهذه الأفكار وليس بانتقاء كتب وأبحاث نقلت وتنقل أفكارًا إرهابية والهجوم عليها إذ لا بد من معرفة أصل هذه الأشياء وعلاجها.