المفتى يعترض على أزهري ضم آراء سيد قطب لرسالة دكتوراه: "مصيبة كبرى"

اعترض الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، على اعتماد باحث أزهري في رسالة الدكتوراه الخاصة به، على مراجع خاصة بالكاتب سيد قطب أحد منظري جماعة "الإخوان" الإرهابية، خلال دراسته، مشيرًا إلى أن سيد قطب هو المؤسس الحقيقي لفقه الإرهاب المعتمد على تكفير المجتمع، وهو الذي نظر لسياسة الاغتيالات وتدمير مؤسسات الدولة للخروج بالمجتمع من جاهليته على حد زعمه المتطرف.
وقال علام: "إن ذلك يهدم الرؤية الصحيحة للدين الإسلامي، ويكرس للتطرف الفكري الذي يعانى منه المجتمع بأسره"، معتبرًا أن الاعتماد على هذه المراجع "مصيبة كبرى" لا تليق بعلماء الأزهر الشريف.
جاء ذلك خلال مناقشة مفتى الجمهورية، اليوم، رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الشيخ رضا على الفلاح، تحت عنوان "أحكام العمليات التفجيرية في غير ميادين القتال"، وذلك لنيل درجة العالمية في الفقه من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع دمنهور بمحافظة البحيرة.
ومن جانبه، أكد الباحث رضا الفلاح، أن رسالة الدكتوراه تهدف إلى توضيح أحكام الشرع والقانون للعمليات التفجيرية في غير ميادين القتال مثل العمليات الإرهابية، وذلك ببيان الوصف الفقهي والقانوني لتلك العمليات الدموية وبيان السبل الوقائية والعلاجية للعمليات غير المشروعة، مشيرًا إلى اشتمال الرسالة البحثية على عدة نماذج تطبيقية لاستخدام المتفجرات بشكل مشروع مثل العمليات الحربية وتفجير المحاجر وبشكل غير مشروع مثل التفجيرات التي تشنها الجماعات الإرهابية ومنها تفجيرات منطقة كرداسة الشهيرة.
وأوضح "الفلاح" أهمية تبصير المجتمع بنهى الشرع الحنيف عن الاعتداء والقتل واستباحة أموال الغير واستخدام المتفجرات بشكل غير مشروع في العمليات الإرهابية، لأن ذلك إفساد في الأرض، مشددًا على وجوب إقامة الحدود الشرعية على مرتكبي تلك الأفعال الشنيعة التي تريد تدمير المجتمع.
شارك في مناقشة رسالة الدكتوراه الدكتور جودة حسين جهاد، أستاذ القانون العام بكلية الشريعة والقانون بدمنهور، تحت إشراف الدكتور أحمد محمد إسماعيل، أستاذ الفقه ووكيل كلية الشريعة والقانون، والدكتور رأفت عبد الفتاح حلاوة، أستاذ القانون الجنائي عميد كلية الشريعة والقانون بدمنهور سابقا، وحضر المناقشة الدكتور سيد مرجان، عميد كلية الشريعة والقانون التابعة بدمنهور، وعدد من الباحثين وأساتذة جامعة الأزهر الشريف.