فكرت كثيرًا فى كتابة مقال لطيف خاصة أن شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك لم يغادرانا إلا منذ أسبوع واحد فقط ومازالت الكثير من الروحانيات تعمر قلوبنا.. إلا أن العودة إلى أرض الواقع وما به من مرارة ومعاناة تفرض علينا الانتباه والتحذير مما يدور حولنا من محاولات إسرائيل الدائمة والتى لم تعد تتوارى أو تتدارى وهى تفعلها من تهويد مدينة القدسالشرقية، حيث المسجد الأقصى.. حتى إن وزير «شئون القدس» فى الحكومة الإسرائيلية انتقد برنامج زيارة الأمير ويليام لإسرئيل وفلسطين فى 25 يونيو الجارى الذى جاء فيه وفقاً لخطة الزيارة التى أعلنها قصر كينسينجتون «سيبدأ برنامج زيارة الأراضى الفلسطينية المحتلة بالاطلاع على تاريخ وجغرافيا البلدة القديمة فى القدس».. وقال الوزير الإسرائيلى: «إنه من المؤسف أن تسعى بريطانيا لتسييس الزيارة الرسمية للأمير ويليام.. فالقدس هى العاصمة الموحدة ل«إسرائيل» منذ أكثر من3000 سنة».. أى أنها ليست أرضا محتلة! إن إسرئيل تكذب وتصدق نفسها أو تدعى أنها تصدق نفسها فى ظل التأييد غير المسبوق من الرئيس الأمريكى ترامب والذى لم تشهده أى حكومة أمريكية من قبل.. ونقله للسفارة الأمريكية إلى مدينة القدسالشرقية التى هى عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة.. هذا التأييد الأعمى من الحكومة الأمريكية لإسرائيل جعلها تضرب عرض الحائط بكل الخطوط الحمراء للأماكن الإسلامية المقدسة حتى فى شهر رمضان، حيث مكنت المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى فى ظل حراسة مشددة عشرات المرات فى رمضان وفى العشر الأواخر والمقدسيون معتكفون به وألقت القبض على كل من يقرأ القرآن بصوت مرتفع داخل المسجد.. إلا أن كل هذه الممارسات المتعنتة لم تمنع المصلين الفلسطينيين من أهل القدس والضفة الغربية من أن يتجمعوا للصلاة فى ليلة القدر بالأقصى بما لا يقل عن نصف مليون مصلٍّ. وتعاود إسرائيل الآن مناقشة منع الأذان عبر مكبرات الصوت فى المسجد الأقصى لأنه يزعج المستوطنين الإسرائيليين القاطنين فى الجوار.. كما أنها تسارع بالتوسع الاستيطانى داخل القدسالشرقية وماحولها للإسراع فى عملية التهويد.. ومحاولاتها الدائمة لسحب البساط من الأوقاف الإسلامية وفرض هيمنتها على المسجد الأقصى.. فهل انتبهنا؟!