تراه دائمًا مؤمنًا بوطنه مهما اشتدت المحن. عانت سيناء من الإرهاب، ومع انطلاق العملية الشاملة «سيناء 2018» للخلاص منه، آمن الجميع أن أرض الفيروز ستتطهر من دنسه، ورُغْمَ أنها تعيش أجواء الحرب فإنها لم تتأثر فى أساليب الحياة اليومية. يظهر معدن المواطن المصرى فى الأزمات، المرأة السيناوية معروف عنها التحدى فى مواجهة الصعوبات، فكانت بجوار زوجها وأسرتها فى أوقات الحرب، والآن تكرر البطولات نفسها؛ لوطن فى الحرب ضد الإرهاب. «أم حسن» من قرية الشهداء، وهى أول نقطة تابعة للعريش بشمال سيناء، لديها 7 أولاد، تقول: «الجيش يوفر لنا جميع الاحتياجات ويوزع ما ينقص من تلك الاحتياجات من أطعمة وحبوب ومُعلبات من خلال كرتونة «تحيا مصر»، لكل أُسرة بها أرز ومكرونة وزيت، وكفتة ولحم، ودقيق، الكرتونة تكفى الأسرة لمدة شهر، حتى فى الأعياد أيضًا توزع عربات الجيش، اللحوم وكل احتياجات الأعياد من ملابس عيد ومدارس للأطفال، وكذلك الأدوات المكتبية للطلاب». وأضافت: «نحن أهل سيناء نعتمد فى أطعمتنا على زيت الزيتون وفى حالة الحرب تكون أكلتنا المفضلة العجوة بزيت الزيتون والباذنجان». وتابعت: المرأة السيناوية تعمل بالأراضى الزراعية، خصوصًا فى زراعة الزيتون فتذهب إلى الأرض مبكرًا، إن كانت لديها أرض لتدوير الموتور ورى الأرض أو حصادها، وإن لم يكن لديها أو لدى زوجها أرض تستيقظ مبكرًا لوضع الطعام للغنم والماشية والطيور، وإعداد الطعام الخاص بالأسرة، والموظفة تذهب لعملها. وأكدت أن الأسواق بسيناء تُفتح فى مواعيدها كالمعتاد، ولا تتأثر بما يحدث، وكل قرية لها سوق خاصة بها، ولها يوم محدد، ففى قرية الشهداء السوق يوم الجمعة، أمَّا قرية القاضية المجاورة لنا فالسوق يوم الاثنين. وأضافت: «شهادة حق، الجيش يعمل على الحفاظ على حياتنا، لكن طبيعى أن نكون قلقين لأنها حرب بمعنى الكلمة». وعن يومها قالت «أم حسن»: الاستيقاظ مبكرًا وإعداد الشاى مع أولادى وزوجى ثم يذهبون إلى أعمالهم ومدارسهم، فأخرج وأجلس مع الجيران ونتحدث سويًّا، ثم نرجع للمنزل لإعداد وجبة الغداء، والعصر نخرج مرَّة أخرى لنجلس سويًّا حتى وقت صلاة المغرب، والأولاد ما بين الدروس والذهاب لمركز شباب القرية، ونُعد وجبة العشاء بعد عودة الرجال من الصلاة، فى المقابل الرجال يجلسون فى مجلس القرية ثم نذهب للنوم مبكرًا. وأوضحت أن بيوت أهالى القرية مفتوحة للبعض بالمودة والمحبة، خصوصًا أن الظروف الحالية جعلت الناس قريبين من بعضهم البعض. صباح سليم، من قرية القاضية التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء، وهى أم ل5 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، تقول: «المدارس مغلقة نتيجة العمليات العسكرية الحالية، لكن الحياة شغالة، فالأسواق تعمل كما هى، وكل أنواع الخضراوات موجودة بكميات كبيرة، لكننا نُعد الطعام على الحطب والفحم بسبب عدم وجود غاز فى الوقت الحالى نتيجة الأوضاع الحالية». وأكدت أن المناطق القريبة من العريش وليس بها أسواق للخضراوات يوزع الجيش فيها كراتين الوجبات بشكل يومى، مشيرة إلى أن قرية الروضة تسير بها عربات الغذاء كل يوم. وعن كيف يسير يومها؟، قالت «صباح»: «أنا ربة منزل، أسوى الخبز على الصاج وأجهز الطاعم لأبنائى الذين يقيمون معى بالمنزل بعد توقف الدراسة، وزوجى يعمل فى الوحدة الصحية بالقرية، والخدمات الصحية والبريد ونقطة الشرطة، والكهرباء والمياه مجانًا، لأهالى شمال سيناء بقرار القائد العسكرى بشمال سيناء، اليوم بالنسبة لنا عادى لا يوجد به مشاكل وحركة السير داخل القرية والقرى المجاورة طبيعية جدّا. دعاء حسين، من قرية القاضية بشمال سيناء، تعمل مُدرسة بالمدرسة الإعدادية، لديها ثلاثة أطفال فى مراحل تعليمية مختلفة، تقول: المساعدات التى يقدمها الجيش لا تتوقف، وكذلك المعاش لم ينقطع عن الأهالى منذ بداية الحرب على الإرهاب. وتابعت: لا يختلف يوم المرأة السيناوية أثناء العمليات العسكرية التى تحدث بسيناء، لكن نسبة القلق تزيد خوفًا من تطور الأمور بشكل غير متوقع وبالتأكيد يوجد توتر، وأهم ما يقلق المرأة السيناوية هو خوفها بسبب عدم إحساسها بالأمان، والجميع يتمنى أن تصبح سيناء آمنة ومستقرة. د.هناء سالم، من بئر العبد، تقول: «المرأة فى شمال سيناء تحصل على حقوقها بالتعليم، وتخرج للعمل، وتذهب لكل مكان، والمرأة فى بئر العبد وباقى مناطق شمال سيناء لم تتأثر كثيرًا بالظروف، بخلاف الحال فى العريش والشيخ زويد». موضحة أن بيئة الشيخ زويد ورفح لا تعتمد على التعليم، لكن على الزراعة والتجارة فقط. واختتمت بأنه لا يوجد سيناوى ينتمى لتلك المنظمات الإرهابية، وجميع الإرهابيين دخلاء على مصر، ولا أحد يعرف فصيلتهم أو دياناتهم، وجميعهم ليسوا مسلمين، والإسلام منهم بريء فمن يقتل رجلًا عجوزًا تعدى المائة عام، لا يمكن أن يكون مسلمًا. فى السياق نفسه أكدت مريم أبومطير، وهى فى الخمسينيات من عمرها، من قرية الشهداء؛ أن المرأة السيناوية لها دور كبير فى مواجهة الإرهاب، من خلال توجيه الحكومة المصرية لأماكن تواجد هؤلاء الإرهابيين، ونتمنى أن يتم القضاء على الحالة الراهنة، فأولادنا، يذهبون لمدارسهم، ونتمنى أن يعيشوا فى حياة هادئة، فالإرهاب فى سيناء يجعل أهالى سيناء فى خناق شديد أثناء تحركاتهم ويستغرقون أوقاتًا كبيرة فى الأكمنة أثناء خروجهم من سيناء أو عودتهم لها، والخناق الأمنى يجعل المريض ينتظر وقتًا كبيرًا فى الأكمنة، ويجب أن ينتظر دوره ليمر من الكمين.