أناملها سر سحرها.. ألوانها مصدر الجذب، إنها المرأة السيناوية، التى غزت منتجاتها معارض وأسواق العديد من الدول الغربية والعربية، من خلال أعمال يدوية بسيطة، حولت فيها قسوة الصحراء إلى قطع فنية يتهافت عليها الجميع، فهذا شال بدوى، وثوب مظرز بالخيوط الملونة، إلى جانب حقيبة نسائية وعدد من الإكسسوارات التى تتناسق فيها الألوان بدرجة فريدة، مشكلة تحفة فنية مشغولة بأصابع اليد. سناء القفاص رئيسة جمعية الحرف اليدوية فى العريش تقول إن الأسر المشاركة فى أعمال الحرف اليدوية، وصل عددها إلى 500 أسرة، بخلاف الفتيات اللاتى يعملن بالمشغل وعددهن 50 سيدة وفتاة، فضلا عن تدريب الفتيات وربات البيوت من خلال دورات مستمرة لتعليم التطريز والخياطة، للحافظ على التراث البدوى السيناوى. وأكدت سيناء أن الأعمال الإرهابية التى تشهدها سيناء لم ترعب النساء، بل يحرصن على التواجد بشكل يومى والعمل وتعليم الأعمال البدوية، فالمشغل لم يتوقف يوما عن العمل وتدريب، موضحة أنه رغم الصعوبات فإن النساء تعمل، وتعرض منتجاتها فى المعارض الداخلية المفتوحة بشكل دائم، والمشاركة فى جميع المعارض المحلية والدولية. وأوضحت سناء أن الأعمال اليدوية البدوية متميزة، وعليها إقبال خارج حدود شمال سيناء، فهى مطلوبة فى الدول العربية، والمحافظات المصرية الأخرى، وشاركنا بمنتجاتنا فى معرض مؤخرا بالأردن وكل من فرنسا وإسبانيا، بالإضافة إلى أننا نصدر للعديد من الدول، أبرزها اليابان وألمانيا وإيطاليا وهولندا، فالأجانب والعرب لديهم شغف بالأعمال اليدوية البدوية السيناوية. أما عايدة، من سكان بئر العبد ومسئولة عن مركز لتدريب الفتيات على الحرف اليدوية المختلفة، فأكدت أن الحرف اليدوية موجودة فى كل البيوت السيناوية، فإذا لم تستطيع المرأة الحضور إلى مراكز التدريب، يتم التوجه إليها وتقديم دعم لها من خلال توفير الأدوات المطلوبة فى العمل، ونعود إليها كل 15 يومًا لجمع المنتجات. وقالت إن الحرف اليدوية البدوية تتميز بالدقة والمهارة والألوان المبهجة التى تعبر عن التراث البدوى، وتستطيع كل سيدة العمل داخل منزلها وتوفير دخل شهرى لمساندة أسرتها فى مطالب الحياة، وتتنوع المشغولات بين الزى البدوى الأصلى للنساء والرجال، وملابس الأطفال، والشال البدوى، وغطاء الرأس. وأضافت شيماء، إحدى مدربات المشغولات اليدوية: أذهب إلى القاهرة مطلع كل شهر، لأقوم بضخ منتجاتنا للأسواق من خلال بعض المحلات الشهيرة بالحرف اليدوية، وأحضر معى الخيوط والمتطلبات الجديدة التى تكفى لشهر كامل حتى لا نتوقف كمخزون. وتابعت شيماء: تحرص الفتيات المقبلات على الزواج فى القبائل على شغل ثيابها البدوية بيدها بمساندة والدتها وجدتها الأكثر خبرة، لذلك تنتقل الفتيات إلى بيوت أزواجهن على خبرة كافية للعمل فى المنزل فى الحرف اليدوية. وأضافت أن الأمر لا يتوقف على الحرف اليدوية فى دعم الفتيات فى شمال سيناء فقط، بل من خلال مشروعات الحرف اليدوية تطلع الفتاة على الجديد فى جميع الحرف اليدوية ونحاول مزج الجديد بخيوطها، فضلا عن عرض المنتجات على صفحات التواصل الاجتماعى، موضحة أن أسعار المنتجات البدوية تبدأ من 15 جنيها. وأكدت الحاجة أمينة، من نساء القبائل البدوية فى شمال سيناء فى بئر البعد، أن المرأة السيناوية ناجحة وتقف بجوار الرجل فى التنمية، فتتوارث من جداتها المهارة فى العمل المنزلى، وحاليًا خرجت إلى الأماكن العامة للمشاركة فى مراكز الشباب المتنوعة، ونحن كنساء كبار نعلم بناتنا وحفيداتنا التراث ومعه حب الوطن، قبل الخروج من المنزل.