على أنغام محركات العصارات، تحولت العديد من قرى شمال سيناء إلى خلايا نحل تعمل ليل نهار، خلال هذه الأيام فى عصر «الزيتون» واستخلاص زيته، مرددين كلمات الشاعر الكبير محمود درويش «سنظل فى الزيتون خضرته.. وحول الأرض درعا»، مؤكدين أنه لن ترهبهم أفعال العناصر المتطرفة، ولن يتوقفوا عن العمل والبناء فى سيناء. «الزيتون» له طابع خاص عند أهالى سيناء، فهو من أهم المحاصيل التى يحتفلون بها وبموسمها السنوى منذ شهر سبتمبر حتى نهاية العام، ومعظم القرى توجد بها عصارات للزيتون، يحرص جميع الأهالى على المشاركة فى العمل، فما بين جنى الثمار من الأراضى الزراعية حتى عصره فكل فرد له دور، تشارك النساء والأطفال والرجال سويًا. مدينة «الجناين» تحولت إلى خلية نحل، حيث يعمل الجميع فى معصرة خيرات الزيتون الحديثة، يقول الحاج أحمد محمد، المسئول عن إدارة المعصرة، إن العمل يبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة حتى منتصف الليل، والمعصرة بها مهندسون متخصصون فى الجودة لمتابعة العمل، مشيرا إلى أن أمر المهنة يبدأ من الأرض، فمعظمنا نعمل فى الزراعة ونمتلك أراضٍ زراعية بالقرب من العصارات، فعلى سبيل المثال أنا وأشقائى نمتلك عشرة أفدنة للزيتون، وجميع المحصول يعود فى النهاية إلى المعصرة، والتى تعد مشروع الأسرة. يضيف الحاج أحمد: المهنة يعمل بها آلاف الشباب، والنساء تشارك فقط فى مرحلة جمع الثمار، وكل عام يزيد سعر الزيتون عن العام الذى يسبقه، حيث وصل سعر كيلو الزيتون إلى 8 جنيهات هذا العام، ويصل إلى 70 جنيهًا للكيلو من الزيت، مشيرا إلى أن موسم الحصاد والتصنيع يستمر حتى نهاية شهر يناير. سلمان سعد مهندس يشرف على عملية تصنيع الزيتون أكد أن أبناء سيناء يحرصون على موسم الزيتون لذلك يطورون من أنفسهم، بعد دخول الماكينات الحديثة لعصر الثمار، عكس الماضى كان يتم العصر بالحجر الضخم. وأوضح «سلمان» أن سيناء تنتج ما يقرب من 40 ألف طن زيتون، و6 آلاف طن زيت من الزيتون، ويتم تصديره إلى كل بلاد العالم بأيادى مصرية من سيناء، وأن كل من يحضر إلى سيناء يحرص على شراء الزيتون أو زيته منها لفوائده الكثيرة، والتى منها خفض الإصابة بالقلب وخفض الكوليسترول فى الدم، تحسين نسبة السكر فى الدم، يساعد على الهضم والعصر من خلال الأطعمة. أما الحاج صلاح مسئول عن معصرة زيتون فى بئر العبد فيؤكد أن أشجار الزيتون تزيد مساحتها عامًا بعد عام على أراضى شمال سيناء، وأصبحت تشكل محصولا قوميا للمحافظة الصحراوية، ونتيجة لغزارة الإنتاج زادت معاصر الزيتون لاستخراج الزيت، وبيعه فى الأسواق، واستورد أصحاب الأعمال ماكينات حديثة. وتتنوع أصناف الزيتون المزروعة فى سيناء، ما بين الزيتون المخصص للعصر، والزيتون المخصص للتخليل بأصنافه وأحجامه المختلفة، وتعد منطقة القسيمة بوسط سيناء الأكثر شهرة فى صناعة وإنتاج زيت الزيتون. راضى كمال، أحد مزارعى الزيتون، يتشارك مع أبنائه الخمسة فى عملية جنى ثمار الزيتون يوميا خلال الموسم الذى يبدأ من منتصف شهر سبتمبر، يؤكد أن العشرات من الشاحنات تخرج من سيناء يوميا محملة بالزيتون وزيوته ويتم توريدها إلى العديد من محافظات مصر. وأضاف «راضى» أحد العمال الذى وقف ب«كراكة» ضخمة خارج معصرة الرضوان بالعريش، أن بواقى عملية العصر للزيتون وهى مادة سوداء تشبه الرمال تستخدم فى العلف، لما تحتويه من مواد بروتينية هامة تستخدم كغذاء للمواشى.