تعيش المكسيك مؤخرًا حالة رعب خوفًا من تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية المكسيكية المقرر إجراؤها العام المقبل، عبر سرقة المعلومات أو حملات جذب للرأى العام أو بشرائها الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي، وتستند هذه المخاوف على تاريخ روسيا الحافل باختراق انتخابات سابقة. «روسيا» أصبحت من أكثر الدول التى تشن هجمات إلكترونية على العمليات الانتخابية فى العالم مثلما حدث فى انتخابات الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفى ألمانيا وأوكرانيا والنمسا وفرنسا وفنلندا وهولندا، ومؤخرًا فى الاستفتاء على انفصال كتالونيا. وفقًا لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI ) ووكالة الأمن القومى (NSA) فإن الحكومة الروسية تدخلت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى جرت فى نوفمبر 2016 ب3 طرق من بينها سرقة وقرصنة المعلومات من خادم الأجهزة الإلكترونية فى الحزب الديمقراطى ونشرها لرسائل خاصة لتشويه سمعة الحزب والمرشحة هيلارى كلينتون، بالإضافة إلى فتح الأبواب أمام الحملات الدعائية المضادة من جانب قناة «روسيا اليوم»، وهى القناة التى يرعاها الكرملين، إلى جانب شراء الإعلانات، والاستخدام الشاسع للإنترنت والترول، وهو شخص يساهم بتعليقات وكلام مثير للجدل، كما أن هناك اعتمادا على الروبوتات ويب، وهى برامج تقوم بمهام تلقائية ومركبة على الإنترنت بكثافة وكأنه روبوت، على «فيس بوك وتويتر» لإرسال رسائل إلى شرائح محددة من الناخبين. قد تلجأ روسيا إلى الأمر ذاته مع المكسيك؛ لأنه من الناحية الجيوسياسية، المكسيك هدف مهم للذين يسعون إلى التأثير على مصالح الولاياتالمتحدة، فرغم تصريح وزير الخارجية الروسى «سيرجى لافروف» أن الحكومة الروسية لن تتدخل فى الانتخابات المكسيكية الرئاسية 2018؛ فإنه وقعت بالفعل حالات اختراق، حيث أبلغ المركز الوطنى للانتخابات فى المكسيك INE عن نشاط غير عادى من خوادم - سيرفرات فى روسيا ضد الموقع الرسمى للمركز الخاص بالتصويت فى الخارج على الإنترنت، بالإضافة إلى وجود فرع لقناة «روسيا اليوم» فى المكسيك، التى تدعم الأنظمة المناهضة للولايات المتحدة. وفى الوقت نفسه تخطط المكسيك لتجنب قرصنة الروس، ففى السابق كان المكسيكيون يتعايشون مع الأخبار الوهمية، والبلطجة الإلكترونية وسرقة المعلومات والتأثير على النتائج خلال الانتخابات بينما فى العام المقبل سيكون لديهم سلاح ذو حدين وهو الذكاء الاصطناعي. ويحذر «Vyacheslav Polonski» عالم الشبكات بجامعة أوكسفورد والرئيس التنفيذى لشركة Avantgarde Analyt ics لعلوم البيانات أنه من أكبر المميزات لأنظمة الذكاء الاصطناعى (AI) هو أنها تساعد على جمع ومعالجة وتفسير قواعد البيانات الكبيرة التى يصعب على الإنسان القيام بها، لهذا السبب فإنها أداة لا تقدر بثمن عندما يتعلق الأمر بضرب أهداف عن طريق الدعاية الانتخابية لأنها بمساعدة البيانات الكبيرة يمكن للحملة إقناع فرد على أساس سلوكه، واستخدام الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا الحوسبة المعرفية ليس بسر فقد كان لها دور مهم فى مختلف العمليات الانتخابية الحكومية فى جميع أنحاء العالم حيث اعترفت عدة شركات تسويقية باستخدام قواعد بيانات كبيرة فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة التى استطاعت بمساعدة التكنولوجيا المناسبة تحديد وإقناع الناخبين بتقنيات الاستهداف الجزئى كما استخدمت بريطانيا شيئا مماثلًا فى بريكسيت. وأضاف: «فى المكسيك، استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى ليس معروفًا على نطاق واسع، حيث يتم استخدام هذه التكنولوجيا فى إطار الشركات كأفضل وسيلة للوصول إلى عملاء محتملين، أما الانتخابات الرئاسية المكسيكية المقبلة فسيكون لها أيضًا تطبيقات فى القطاع السياسي».