اعتمدت وكالة الاستخبارات الأمريكية مؤخرًا على استخدام آليات الذكاء الاصطناعى فى مرحلة متطورة جديدة من عمليات التجسس، تجمع خلالها المعلومات وتراقب وتطلع على كل الأحداث فى جميع أنحاء العالم. «دون ميريكس» مسئولة التطوير التكنولوچى بوكالة الاستخبارات الأمريكية، قالت إن الوكالة لديها 137 مشروع ذكاء اصطناعى مختلفًا والكثير من هذه المشاريع مع المطورين فى وادى السيليكون silicon valley . وتتراوح هذه المشاريع بدءًا من محاولة التنبؤ بالأحداث المستقبلية المهمة من خلال إيجاد علاقات متبادلة فى تحويل البيانات وغيرها من الأدلة إلى امتلاك أجهزة كمبيوتر تحدد الأشياء والأفراد فى الفيديوهات التى يمكن أن تلفت انتباه محللى الاستخبارات. وصرح مسئولون فى وكالات تجسس أخرى منها الاستخبارات العسكرية أنهم يسعون إلى إيجاد حلول تستند على الذكاء الاصطناعى لتحويل «تيرابايت» من البيانات الرقمية التى يحصلون عليها يوميًا إلى معلومات استخباراتية جديرة بالثقة يمكن استخدامها فى مجال السياسة وميدان المعركة. للذكاء الاصطناعى وظائف واسعة النطاق من أسلحة الحروب إلى القدرة على إعادة بناء أنظمة الكمبيوتر والبرامج التى أسقطتها هجمات القراصنة، وذكر «جوزيف جارتين» مدير مدرسة كينت التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن الجديد هو حجم وسرعة جمع البيانات من وسائل التواصل الاجتماعى، بينما عملت وكالة الأمن القومى NSA على تطوير نظام ذكاء اصطناعى مصمم للتعرف على ما يفكر فيه الناس. وقال «زروبرت كارديلو» مدير وكالة الاستخبارات الجغرافية إن هدفه ميكنة 75 % من مهام المحللين مع الاعتماد بشكل كبير على عمليات الذكاء الاصطناعى، حيث تزداد حجم البيانات التى يمكن جمعها أضعافًا مضاعفة مع التقدم المحرز فى تكنولوجيا جمع المعلومات عن طريق الأقمار الصناعية. روسيا لديها اهتمامات عالية بالذكاء الاصطناعى «AI» والدليل على ذلك ما صرح به الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قائلاً: إن الذكاء الاصطناعى هو المستقبل ليس فقط بالنسبة لروسيا، لكن للبشرية كلها، فإن من يسيطر على الذكاء الاصطناعى يحكم العالم. الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت أوقفت التعامل مع شركة كاسبرسكى، بعد أن أبلغ ضباط المخابرات الإسرائيلية وكالة الأمن القومى الأمريكية NSA أن قراصنة الحكومة الروسية كانوا يستخدمون «كاسبرسكى » فى الوصول إلى مسح صارم لبرامج الحكومة الأمريكية السرية وإرسال النتائج إلى أنظمة الاستخبارات الروسية. فى يوليو الماضى، أصدر مجلس الدولة الصينى استراتيجية مفصلة تهدف إلى جعل البلاد المنافس الأول ومركز الابتكار العالمى فى مجال الذكاء الاصطناعى بحلول 2030. وفى نفس السياق، ذكر «أنطونى مولن» مدير الأبحاث فى شركة Gartner الأمريكية أن الذكاء الاصطناعى AI سباق بين الصينوالولاياتالمتحدة، فالصين تمتلك كل المقومات التى تجعلها تتقدم أولاً بما فى ذلك التمويل الحكومى وعدد السكان الهائل والمجتمع البحثى الحيوى، وكل هذا يدعو إلى التساؤل فى سباق الذكاء الاصطناعى القادم هل تستطيع الصين التغلب على الولاياتالمتحدة؟ تختلف روسيا عن الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين فى تطوير واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، لكنها عملت على توسيع استثماراتها الخاصة من خلال برنامج التحديث العسكرى الذى بدأ فى 2008، حيث وضعت اللجنة الصناعية العسكرية الحكومية هدفا لجعل 30 % من المعدات العسكرية الروبوتية بحلول 2025. فى إسبانيا، تعاقدت المخابرات الإسبانية CNI التى يرأسها «فليزسان رولدان» مع شركة ing Team Hack الإيطالية على شراء برامج تجسس مطورة تعتبر هذه البرامج قادرة على إصابة أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة واختراق الكثير من البيانات، بالإضافة إلى أدوات مراقبة، فى المقابل دفع CNI مبلغ 3.4 مليون يورو. المكسيك أنفقت أكثر من 100 مليون بيزو لشراء برامج التجسس وأدوات المراقبة لتعقب مواطنيها من Hacking Team كما اشترى الجيش المكسيكى سوفت وير، بالتعاون مع 12 مدينة مكسيكية، قادر على التجسس على المواطنين بواسطة أجهزة الكمبيوتر والتليفونات المحمولة للحصول على معلومات شخصية، هذا إلى جانب عرض شركات دولية مثل NSO الإسرائيلية وFinfisher البريطانية المتخصصة فى اعتراض الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر خدماتها على 12 مدينة مكسيكية على الأقل. أجهزة الاستخبارات فى فنزويلا وسعت قدراتها التقنية إلى حد كبير للتجسس على المواطنين وذكرت مصادر استخباراتية أن النظام فى كراكاس أنفق الملايين من الدولارات فى السنوات الأخيرة للتجسس إلكترونيا على مواطنيه الذين يعارضون العملية الثورية باستخدام التكنولوجيا الروسية والإيطالية والشركات الكوبية المرتبطة بكلية علوم الحاسوب فى كوبا.