لو أنهم أرادوا الطعن فى مصداقية الكتب المقدسة، لما كان على أصحاب نبوءات «نهاية العالم» الكاذبة أن يفعلوا أكثر مما فعلوا عندما راحوا يفتشون فى تلك الكتب عن دليل يدعم وجهة نظرهم حول موعد النهاية أو قيام الساعة. تشترك الأديان الإبراهيمية الثلاثة «اليهودية، والمسيحية، والإسلام» فى الاعتقاد بوجود «يوم القيامة»، أو نهاية العالم الحالى وبدء حياة أخرى بعد الموت، ورغم ذلك لم يبق الأمر مقصورًا على رجال الدين فى محاولة التنبؤ بموعد القيامة، إذ دخل على الخط عدد كبير من أصحاب ما يسمى بالعلوم الزائفة محاولين إضفاء نوع من القداسة على وجهة نظرهم حول موعد نهاية العالم من خلال الربط بين تفسيراتهم وبعض النصوص فى الكتب المقدسة. 15 مرة حتى الآن على الأقل تنبأ فيها رجال فلك أو باحثون بانتهاء الحياة على الأرض غير أنها جميعاً ثبت زيفها، واللافت أن أصحاب هذه التنبوءات اتفقوا على طريقة واحدة لنهاية الحياة تقوم على اصطدام كوكب أو جسم فضائى بالأرض ليقضى على الحياة بها، مقرنين ذلك بظاهرتى كسوف الشمس وخسوف القمر. اللافت أن الهوس بتحديد موعد «يوم القيامة لم يكن مقصورًا على أصحاب دين بعينه وإنما انتشر بين المتطرفين من معتنقى الديانات الثلاثة. المفكر الإسلامى وعالم الفلك الأردنى عماد مجاهد تنبأ بظهور المهدى المنتظر يوم الاثنين 18/10/2032 مؤكداً أن العالم سينتهى بعد ظهور المهدي، والعلامات الكبرى ليوم القيامة وصرح أنه تنبأ بنهاية العالم من الأحاديث النبوية الصحيحة وتفسير بعض آيات القرآن الكريم واعتمد مجاهد فى تحديد هذا اليوم على قول أم سعيد الأخمسية إن ظهور المهدى سيكون ليلة المنتصف من شهر رجب حيث ينخسف القمر فى تلك الليلة وبدراسة الخسوفات القمرية التى ستشهدها سماء العالم فى الفترة الواقعة ما بين 2016 إلى 2050م تبين أن خسوفاً كلياً للقمر سيقع يوم الاثنين الموافق 18/10/2032 الموافق ليلة المنتصف من شهر رجب لعام 1454 هجرية. دخل رجال الدين اليهودى فى سياق إطلاق الفتاوى حول نهاية العالم كان آخرها الادعاء بأن إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا اخترق المجال الجوى اليابانى الأسبوع الماضى بمثابة إنذار بنهاية العالم. أصدر تلك الفتوى الحاخام «موشيه جريلاك»، رئيس مجلة «ميشباخا»، أى «الأسرة» اليهودية الدينية، الذى يتبعه عدد كبير فى أوساط الملتزمين دينياً. فألمح أنه من منظور الديانة اليهودية على الاضطراب المنبعث من «كوريا الشمالية»، هو جزء من عملية «الخلاص»، لأنه يولد المكون النهائى اللازم لجلب «المسيح»، وهو مكون «الخوف». وأضاف قائلاً: «عندما يهدد رجلان مجنونان العالم بالحرب النووية - المقصود رئيسى الولاياتالمتحدة، وكوريا الشمالية حسب تصريحاته - فإنه أمر يولد الخوف، هذا هو بالتأكيد وسيلة لإيقاظ الناس من انشغالهم بالعالم الدنيوي». النغمة التى تحدث بها جريلاك عن نهاية العالم ذائعة بين الحاخامات وتزداد حدتها مع كل حدث سياسى جديد. وبدايتها كانت منذ حوالى عام ونصف العام تقريباً، عندما ادعى العديد من الحاخامات، أن العام اليهودى «5776»، الذى بدأ 13 سبتمبر 2015، وانتهى فى يوم 2 أكتوبر 2016، مليء بأدلة لا تصدق من نبوءات كتابهم المقدس، عن نهاية الأيام، وظهور خمس دلائل، بأن هذا العام هو الأخير للبشرية، وبالطبع لم يحدث. سبق أن ادعى الحاخام «بينتشاس وينستون» الخبير فى أحداث نهاية الأيام، كما يصفه موقع «بيريكينج إسرائيل نيوز» الذى يهتم بالقضايا الدينية، أن قرارات الأممالمتحدة كلها التى تخص احتلال الأراضى الفلسطينية تمثل إشارة لنهاية العالم، مؤكداً أن «القدس» هى نقطة تلاقى الحرب الأخيرة. واستشهد لفتوى مريبة أشاعها حاخام بولندى شهير على مستوى العالم، يدعى الحاخام «يسرائيل مئير كاجان» منذ ما يقرب من 100 عام، بأن حرب يأجوج ومأجوج، والوحى من المسيح سيكون عام 2017. يذكر أن الحاخام «كاجان»، المعروف شعبياً باسم «شافيتز حاييم»، أدعى قبل وفاته أن حرب «يأجوج ومأجوج» ستكون بعد 72 عاماً من نهاية الحرب العالمية الثانية التى انتهت فى عام 1945، مشيراً إلى أن عام 2016 سيشهد كمية لا تصدق من الصراع فى العالم، ومحظوظ هو من سينجو من هذا. كما أعلن الحاخام مندل كسين، الذى يتبعه عدد كبير من الحاخامات فى الوقت الحالي، والذين يرددون العديد من فتاواه، أو يجتهدون فيها، فى محاضرة قام بها بعد أسبوعين من تصريحه، بأن العالم جاهز بنسبة 98 % لنهاية العالم، مدعياً خلاص بنى إسرائيل. بتتبع الفكرة سنجد أن آخرها كان ادعاء عالم الفيزياء الفلكية ديفيد ميد أن الكسوف الكلى الذى حدث للشمس فى شهر أغسطس الماضى هو إشارة واضحة لنهاية العالم وأن النهاية ستكون عن طريق اصطدام كوكب نيبيرو التى تطلق عليه وكالة ناسا الأمريكية اسم الكوكب «إكس» بكوكب الأرض بعد 30 يومًا من كسوف الشمس. واستند ميد فى تنبؤه إلى سفر أشعيا فى الكتاب المقدس والذى يحتوى على بعض الفقرات التى تتحدث عن الخطيئة والمعصية وعقاب أصحابها بالتدمير بعد نزول الظلام. لم يكن ديفيد ميد أول من استند إلى الكتاب المقدس لإعطاء هلوساته نوعًا من القدسية، بل كان الطبيب الفرنسى دوفونبرون هو أشهر من سخر تفسيراته للكتاب المقدس لخدمة نبوءاته الكاذبة ومن أشهر الكتب التى ألفها فى هذا المجال كتاب «نبوءات نوستراداموس» وقد تم طباعة هذا الكتاب عدة مرات عام 1938، 1939، 1940م، وتحدث عن تدمير الأرض على مرحلتين أولاهما مرور مذنب على مقربة من الأرض ينتج عنه سقوط عدد كبير من النيازك الجوية التى ستكون بمثابة انتقام السماء سوف تسقط على أماكن محددة على مقربة قوات الأسطول الروسى فى البحر المتوسط، والمرحلة الثانية طرد البابا من روما وتدمير عدة مدن كبيرة قد حدد نقطة انطلاق هذه الأحداث فى الشهر السابع من عام 1999م بحدوث كسوف كلى كبير للشمس متبوعاً بخسوف كلى للقمر. نهاية العالم 1666 استند بعض العلماء إلى ما أسموه لغز 666 سفر رؤيا يوحنا فى الكتاب المقدس ووصفوا العدد 666 بأنه علامة لنهاية العالم وموت كل الكائنات على وجه الأرض وهو الأمر الذى بث الرعب فى قلوب الأوروبيين المسيحيين كلما اقترب عام 1666 كما كان لوباء عام 1599 الذى مات بسببه أعداد كبيرة من الأوروبيين أثر نفسى سيئ على مشاعرهم وأيضاً الحرائق المتفرقة عام 1666 فى العاصمة الإنجليزية لندن والتى تسببت فى تدمير أكثر من 13 ألف مبنى وعشرات الآلاف من المنازل على واستمرت قرابة 7 أيام ولكن لم يمت فيها سوى 10 أشخاص فقط. نهاية العالم 1844 تنبأ المعمدان وليام ميلر بمجيء المسيح وادعى أن نبوءته هى تفسير دقيق لسفر دانيال فى الكتاب المقدس وإن يسوع المسيح سيعود إلى المجيء الثانى الذى طال انتظاره وأن الأرض ستغرق فى وقت ما بين 21 مارس 1843 و 21 مارس 1844 وتسببت خرافته حول عودة المسيح إلى أن أنصاره الذين وصل عددهم إلى 100 ألف شخص والذين صدقوا نبوءته قاموا بحمل أمتعتهم وصعدوا إلى الجبل فى انتظار نهاية العالم وعندما كذبت نبوءته قام ميلر بتغيير التاريخ إلى 22 أكتوبر، وعندما مر اليوم بدون حدوث شيء عاد أتباعه الأوفياء لتغيير التواريخ أكثر من أربع مرات. نهاية العالم 1988 تنبأ الكاتب الأمريكى هال ليندسى فى كتابه الأكثر مبيعًا فى سبعينيات القرن الماضى بنهاية العالم بأنها ستكون 31 ديسمبر 1988 واستند فى تنبؤه على الأحداث الدائرة فى ذلك الوقت من حروب نووية وتوطين اليهود فى فلسطين وانتشار الشيوعية وبعد مرور 1988 قام بتعديل التاريخ إلى التسعينيات ثم إلى بداية القرن الجديد. نهاية العالم 1994 هارولد كامبينغ العالم الإنجليزى صاحب أكبر عدد تصريحات خاطئة عن نهاية العالم وحساب يوم القيامة باليوم والشهر والساعة وكانت أول توقعاته الكاذبة عام 1994، حيث بنى توقعاته على حساب التواريخ والأرقام الموجودة فى الكتاب المقدس وأكد فى تصريحاته إنه متأكد بنسبة 100% أن حساباته كانت سليمة. لكن العالم لم ينته فى مارس 1994 ثم قام بتغيير التاريخ ليكون 31 مارس 1995، وصرح بعدها أنه لم ييأس من الحسابات وسوف يحاول مراراً وتكراراً هذا لا يزعجه أبداً، وكانت آخر توقعاته الفاشلة أن العالم سينتهى السبت 21 مايو 2011. نهاية العالم من 1995 ل 2003 تنبأت نانسى ليدر وهى مبرمجة كمبيوتر ومصممة موقع «زيتا توك» «zeta talk» بنهاية العالم عن طريق اصطدام الكواكب عام 1995 من قبل اصطدام الكواكب وادعت أنها قادرة على الاتصال الروحى واستقبال رسائل من العوالم الأخرى من نظام زيتا ريتيكيولى النجمى وذلك عبر نسيج فى دماغها، تقول نانسى أيضاً بأنه تم اصطفاؤها لتحذير بنى البشر من أن هذا الكائن سيخترق النظام الشمسى فى مايو 2003 ثم تراجعت إلى حدود 2010 فيما أكدت أن هناك انهيارًا قطبيًا سوف يدمر معظم البشرية وأن هناك تصادمًا سيحدث قريباً بعد 7 أو 8 أعوام. نهاية العالم 2012 كوكب نيبيرو أو الكوكب إكس ارتبط بنبوءة حضارة المايا التى توقع أبناؤها بانتهاء العالم يوم 21 ديسمبر 2012 عن طريق اصطدام بيبيرو بالأرض وهى النبوءة التى يقول العلماء عنها أنها لم تكن موجودة من الأساس وأنها مجرد شائعة وإعلانات لفيلم سينمائى ولكنها أثارت ضجة كبيرة وقتها.