فى حوار تليفزيونى قال الكاتب د.يوسف زيدان إن صلاح الدين الأيوبى واحد من أحقر الشخصيات فى التاريخ الإنسانى، فقد قام بحرق مكتبة القصر الكبير، وارتكب جريمة إنسانية ضد الفاطميين عندما عزل الذكور عن الإناث حتى يقطع نسلهم. وطبقاً لابن خلدون، فإن صلاح الدين أحرق مكتبة الحكمة فى القاهرة بعد إسقاطه للفاطميين، لأنها كانت مكتبة شيعية عقائدياً وفكرياً. أما تصفيته للأسرة الفاطمية، فهذا ما كان يفعله الحكام عبر العصور بتصفيتهم للعائلات الحاكمة السابقة، فعلها العباسيون بتصفيتهم للأمويين، وفعلها محمد على بتصفيته للمماليك، حيث وصفه الإمام محمد عبده بالوحشية، لكنه لم يصفه بالحقارة. وخلال الحروب الصليبية 1096-1291م، كان العنف الدموى شائعاً، ومع ذلك اختلف صلاح الدين عن القادة وقتها بمعاملته الحسنة للمهزوم، حتى كتب عنه المستشرق الفرنسى «ألبير شاندور» كتاب: «صلاح الدين الأيوبى.. البطل الأنقى فى الإسلام». واعتبر المؤرخ الإنجليزى أميروتو أن: «أكبر حدث فى تاريخ الحروب الصليبية هو ظهور صلاح الدين، باعتباره من رعاة العلوم والمعارف، ومثالاً طيباً فى الوفاء بالعهد، ومناقضاً للحكام الصليبيين الذين كانوا همجاً وبرابرة». وقال المؤرخ الإنجليزى مالكوم كاميرون: «صلاح الدين لا يقل عن نابليون فى الجدارة لقيادة العالم الشرقي». ومن التناقضات أن زيدان ينتقد سيرة صلاح الدين مع أنه سخر ممن ينتقد سيرته الشخصية، وقام بتجهيل من حاول نقد صحيح البخارى، مع أنه رفض حادثتى الإسراء والمعراج المذكورتين فيه. وفى 2010 كتب مقال: «الناصر أحمد مظهر»، فقال: «لم يكن صلاح الدين هو ذلك البطل الذى تم الترويج له»، وقال أيضاً: «من أراد أن يرى صورة سينمائية، أقرب إلى الواقع التاريخى، فعليه بأن يشاهد فيلم مملكة السماء». استشهد بفيلم وهو القائل: «إن التاريخ فى المخطوطات وليس فى الأفلام»، والفيلم للمخرج الإنجليزى «ريدلى سكوت» 2005 ومرجعيته مصادر غربية، ويظهر فيه صلاح الدين ليس مثالياً كفيلم الناصر صلاح الدين، ولكنه ليس حقيراً كما صوره يوسف زيدان، فالتشكيك ليس مهنة، والتشويه ليس هدفاً للباحث، والنقد يتم بمنهج علمى موضوعى وليس بالشتائم.