أثار تقرير عن " الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبى " فى ذكرى وفاته العديد من الانتقادات ، حيث ذكر التقرير أن صلاح الدين الأيوبى استولى على أموال الأزهر، ورفض تحرير فلسطين، وأحرق مكتبات الفاطميين ، ووزع ممتلكات الدولة على ورثته ، الأمر الذى اعتبره البعض تشويها لصورة صلاح الدين فى ذكراه . حيث عرضت صحيفة " المصرى اليوم " فى تقريرها نظرة نقدية للناصر صلاح الدين الذي حارب الفرنجة، وحرر القدس من أيدي الصليبيين، وأسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز . و استشهدت الصحيفة بعدد من الكتب و المؤرخين فى نقدها ، و منها كتاب "صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين" للكاتب حسن الأمين ، التى ذكرت من خلاله إن "صلاح الدين عقب انتصاره في معركة حطين، وتحرير القدس، رفض طلب الخليفة الناصر، بإرسال جيشه، للمشاركة في تحرير فلسطين كاملة، ونشر الرسائل التي بعثها الناصر إلى صلاح الدين" نقلا عن كتاب "الأصفهاني". و ذكر كتاب " "خطط المقريزي" ، أن "السلطان صلاح الدين استولى على ما بالجامع الأزهر من فضة قدر ثمنها ب5 آلاف درهم، ثم استولى على كل ما وقعت عليه يداه من فضة في بقية المساجد وبقي المسجد الأزهر معطلا لا تقام فيه صلاة الجمعة مائة عام، ولا تلقى فيه دروس العلم من باب أولى حتى أعادها الملك الظاهر بيبرس" . من جانبه ذكر الدكتور حسين مؤنس، وهو أستاذ التاريخ في جامعة القاهرة، حول هذا الشأن: "تنازل صلاح الدين للصليبيين عن جزء من الساحل يمتد من صور إلى حيفا، رغم أنه كان في حالة عظيمة من الانتصار والقوة والتقدم". و عن الفاطميين قال أستاذ التاريخ محمود إسماعيل "الأيوبي حرق كتب الفاطميين، وتحديدا مكتبة "دار الحكمة" التي كانت تحوى عشرات الوثائق والمخطوطات الهامة التي كان من شأنها أن تؤرخ بشكل أفضل لتاريخهم، ونجح في محو هذا التاريخ تماما من أذهان المصريين". بالإضافة إلى اتهام وزير صلاح الدين الأيوبي "قراقوش" بهدم بعض الأهرام؛ واستخدام حجارتها لبناء قلعة القاهرة وأسوار عكا وقناطرها الخيرية . و رد علي ذلك الباحث سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية من قبل قائلا : ليس من العدل اتهام صلاح الدين الأيوبي بأنه هادم لعدد من أهرامات الحضارة المصرية القديمة دون النظر لطبيعة المرحلة التاريخية، وذلك لبناء سور لحماية القاهرة و بناء قلعته فقد كان هذا الفعل لا يعتبر جريمة في ذلك الزمن، و ذلك لأسباب عديدة منها أن الآثار بما فيها الأهرامات لم تكن تمثل قيمة اقتصادية كما في العصر الحديث. كما أنها لم تكن تحظى بالقيمة ثقافية المطلوبة أو مصدرا من مصادر التاريخ، وذلك بسبب عدم معرفتهم آنذاك باللغة المصرية القديمة المنقوشة على الأهرام، كما كان عصر صلاح الدين الأيوبي من العصور التي غلب عليها التقشف في النواحي الترفيه لتوجيه كافة موارد الدولة للجيش نظرا للمخاطر التي كانت تحاك بمصر فى ذلك الوقت.