قضت إحدى المحاكم بتأييد حبس إسلام البحيرى بتهمة ازدراء الأديان لمدة سنة، فى الدعوى المقامة ضد الآراء الدينية التى طرحها البحيرى فى برنامجه التليفزيونى «مع إسلام»، باعتباره يبث أفكاراً شاذة تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة المجتهدين، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن. ما يحاول إثباته إسلام البحيرى أنه لم يعد مقبولاً اليوم الاستمرار فى الاعتماد على كتب التراث الإسلامى بما فيها من تناقضات، ولابد لنا إن أردنا التقدم والنهضة أن نبدأ بنقد كتب التراث، فمنها نشأت داعش، ومن فتاواها خرجت المذاهب المتناحرة وتناثرت الدماء. وبالبحث فى كتب المعتدلين ومصادرهم سنجد التكفير وأحكام الحرب ومعاملة أهل الكتاب هى نفسها التى تمارسها داعش، فالفكر الدينى وما يحتويه من فتاوى التكفير أنتج تطرفًا لن ينتهى إلا من خلال نقد الفكر الدينى ونقد مصادره التى تحرض على العنف والكراهية وقتل الآخر. ثم جاء حكم المحكمة على فاطمة ناعوت بعدما وصفت أضحية العيد بالمذبحة: «بعد برهة تساق ملايين الكائنات البريئة لأهوال مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم، كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتنحر أعناقها وتهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمناً لهذا الكابوس القدسى». فتقدم أحد المحامين بدعوى ضد ناعوت يتهمها بازدراء الأديان، وهى الدعوى التى حكم فيها على الكاتبة بالحبس 3 سنوات، وغرامة 20 ألف جنيه. والكاتبة معروفة بإثارتها للجدل بتصريحات متنوعة، منها التصريح على قرار رئيس جامعة القاهرة، بحظر عضوات هيئة التدريس من ارتداء النقاب داخل قاعات التدريس، فقالت: «أنا مع كشف الوجه فى التعامل الإنسانى من أجل تبادل الثقة» وأضافت: «أنا أعتبر الإخفاء الكامل كالتعرى الكامل، كلا الشخصين يرى نفسه سلعة ومادة للإغراء، والأفضل هو الحالة الوسط»، الأمر الذى أثار جدلاً كبيراً ضدها. ناعوت والبحيرى أسلوبهما يحتاج لمراجعة، ورغم اختلافى مع أفكارهما، إلا أن الفكر يتم الرد عليه بالفكر وليس بالسجن، ولن يحدث هذا إلا من خلال تقديم رؤية جديدة للوجه الصحيح للإسلام، بدلاً من الإنكار وتجاهل الحقيقة، ومحاربة كل من يفكر ويبحث ويجتهد.