فاطمة ناعوت واحدة ممن أثاروا الجدل بتصريحاتها الجريئة عن الفتاوى الإسلامية، التي قادتها في نهاية المطاف إلى محكمة جنح الخليفة في القاهرة وحكم بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان. جاء حكم المحكمة على خلفية إحدى التصريحات المثيرة من "ناعوت" في آواخر العام الماضي، بعدما وصفت في إحدى منشوراتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أضحية العيد بالمذبحة التي تقام في أعياد المسلمين. فكتبت "فاطمة" آنذاك قائلة: "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهوال مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم، كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي". وعلى إثر ذلك، هاجمها الداعية مظهر شاهين، بقوله أن تلك الفتوى هي أبشع ما صدر منها حيث أنها صورت الله بأنه يحب الدماء ويدعوا إليها، كما تقدم أحد المحاميين بدعوى ضد ناعوت يتهمها بازدراء الأديان، وهي الدعوى التي حُكم فيها على الكاتبة بالحبس 3 سنوات، وغرامة 20 ألف جنيه. وعلقت "ناعوت" على الحكم قائلة: "شكرًا قضاء مصر الطيبة، شكرًا أحفاد ماعت ربة العدل". وأضافت في تدوينة لها عبر صفحتها على موقع "فيس بوك": "شكرًا لثورتين عظيمتين وضعتا مصر على طريق التنوير، وشكرًا لمن يرفعون ضدنا قضايا ويتهموننا بازدراء الدين وهم يخطئون في كتابة اسم لفظ الجلالة". واختتمت تدوينتها قائلة: "ثلاث سنوات سجن وغرامة مالية مقابل بوست على فيس بوك، شكرًا للجميع". وعُرفت الكاتبة الصحفية بجرأتها وإثارتها للجدل بتصريحات متنوعة، فلم يكن حديثها عن "مذبحة عيد الأضحى"، هو التصريح الأول الذي يثير الرأي العام ضدها، فقد سبق لها وشبهت المنتقبة بالعارية. جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لها مع الإعلامية أنجي أنور ببرنامج "مساء جديد" المذاع على قناة "تن" الأسبوع الماضي، حيث علقت على حكم محكمة القضاء الإداري، الذي صدق على قرار الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، بحظر عضوات هيئة التدريس من ارتداء النقاب داخل قاعات التدريس، مؤكدة أن المنتقبة والعارية سواء. فقالت: "أنا مع كشف الوجه في التعامل الإنساني، من يريد أن يتخفى فليتخفى في منزله، لكن يتعامل مع الجمهور في المدارس والمناطق الحكومية بوجهه من أجل تبادل الثقة". وتابعت أنها تؤيد تونس؛ لأن تونس تمنع الحجاب؛ ولأن الإنسان الطبيعي يثق في نفسه وفي الآخر، ولا يعتبر نفسه سلعة. وأضافت: "أنا اعتبر الإخفاء الكامل كالتعري الكامل، كلا الشخصين يرى نفسه سلعة ومادة للإغراء، فالتي تتخفى تمامًا والتي تتعرى تمامًا تجد في نفسها مادة للإغراء، والأفضل هو الحالة الوسط"، موضحة أن الحالة الوسيطة للإنسان أن يترك نوعه الجنسي في المنزل ويخرج للشارع وسط المواطنين بلا نوع وإنما يخرج كإنسان عادي. وفي يونيو 2014، خرجت ناعوت بتصريح مثير للجدل كعادتها، أدعت فيه هذه المرة أن كل الأنبياء لديهم أخطاء ماعدا السيد المسيح، وأثارت به غضب الرأي العام تجاهها، حيث قالت في كلمة لها بكنيسة الشهيدين "سرجيوس وواخس" آنذاك، أن كل الأنبياء أخطأوا ونخسهم الشيطان إلا السيد المسيح وأمه مريم. وقالت في مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي: "السيد المسيح وأمه البتول البشريان الوحيدان اللذان لم يقعا في أخطاء وتبع الشيطان"، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا ضدها. كما كانت "ناعوت" مرشحة في انتخابات مجلس النواب التي انتهت بتشكيل المجلس الحالي، عن دائرتي مصر الجديدة والنزهة، ولكنها خسرت في جولة الإعادة أمام أربع مرشحين آخرين، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق تصريح جديد هاجمت فيه مجلس النواب قبل انعقاده. فعقب الخسارة أكدت "ناعوت" أن ما حدث في الانتخابات البرلمانية هو "دعارة انتخابية"، والبرلمان سيكون ساحة لممارستها على مرآى ومسمع الجميع، قائلة: "أنا نجوت بنفسي بعيدًا عن دنيا قبح المصالح، والشر المجاني"، الأمر الذي أغضب الكثيرون بسبب مهاجمتها للبرلمان قبل أن يبدأ في ذلك الوقت.