157 محجرًا فى مصر تتعرض للإهمال، من الممكن أن تكون سببا فى تحول مصر اقتصاديا، فالجيولوجيا بصفة عامة مهملة ولا أحد يهتم بها، والدليل على ذلك أن «أبو الهول» حارس الآثار المصرية آيل للسقوط ولا أحد مهتم، وكل ما يفعله الأثريون العمل على ترميم أبوالهول من الخارج فقط رغم ما يتعرض له من تآكل بسبب مياه الصرف فى المناطق المجاورة، «روزاليوسف» أجرت حوارًا مع الجيولوجى محمد الجزار للتعرف أكثر على الوضع. ما وضع المحاجر الآن؟ - من المفترض أن المحاجر القديمة لا تقل قيمة عن الآثار الفرعونية التى حينما يضبط شخص وفى حوزته قطعة أثرية تتم محاسبته قانونيا. وميزة القدماء المصريين أنهم لم يكونوا يذهبون لبناء هرم إلا بعد التأكد أن المحجر موجود بجوار الهرم والوحيد الذى خالف ذلك هو خوفو فهو الذى أتى بالجرانيت من أسوان. أما خفرع فقد كسى هرمه بنوع آخر من الصخور، لدينا الآن 85 ٪ من الصخور الرسوبية من نحو الحجر الجيرى والحجر الرملي. كيف نحدد أماكن هذه المحاجر؟ - لدى الخرائط الخاصة بأماكن هذه المحاجر والمناجم وهى موجودة فى مصلحة الأحوال الجيولوجية، ولكن لا يوجد أى تنسيق بين هيئة الأبحاث الجيولوجية وبين وزارة الآثار والسياحة، وقد زرت هرم أبورواش وهو مأخوذ كله والمحجر الموجود بجواره لا يوجد أى اهتمام به وهناك هرم آخر اسمه هرم «السعودية» موجود فى العياط ومهمل تماما، وهناك هرم «الليشت» وكل هذه المحاجر لا بد أن يكون هناك اهتمام بها. لماذا لا يوجد اهتمام؟ - أبو الهول معرض للانهيار الآن وحاولنا مرارا وتكرارا أن نتدخل لإنقاذه ولا أحد يستجيب فهو يتساقط حاليا، وكل ما يتم الآن هو ترميم للشكل فقط، ولكن هو يتآكل، والمشكلة أن صرف المناطق المحيطة به تأكله من داخله. والحقيقة، أبو الهول يعانى اضطرابات من الداخل والكل يعمل على تحسين مظهره الخارجى فقط ومياه الصرف تأكل صخوره من الداخل. كم عدد المحاجر المهملة؟ - 157 محجرًا تتركز فى منطقة وادى النيل، وهناك عدد قليل من المحاجر داخل الصحراء الغربية ومتنوعة ما بين الحجر الرملى أو الحجر الجيرى والذى استعمله القدماء المصريون بالإضافة إلى الرخام. كيف يمكن الحفاظ على هذه المحاجر؟ - لا بد أن تعامل معاملة الآثار، ويكفى أن الأجانب عندما يأتون إلى مصر يأخذون الحجارة التى نلقيها نحن فى الشارع ومنهم من يذهب إلى منطقة الجيزة ليأخذ من الحجارة التى بنى بها الهرم وهو حجر غير موجود إلا فى منطقة الجيزة. وهذه المحاجر لدينا مواقعها وإحداثياتها وعلى وزارة الآثار ووزارة السياحة وضع حراسة، وعلى مصلحة الأبحاث الجيولوجية أن تعطى مواصفات الحجارة، وعلى الأقل يؤخذ منها عينات وتوضع فى متحف جيولوجى وتوضع مع الآثار التى صنعت من هذه الحجارة. كيف تدار هذه المحاجر؟ - المشكلة أنه تم إسناد إدارة المحاجر إلى المحليات التى ليس لديها أى معلومات عن المحاجر وتاريخها وهل أخذ منه القدماء المصريون أم لا. هناك نوعية من الحجر الجيرى اسمه حجر طباشيرى موجود فى أبورواش سمك الطبقة 68 مترًا هذه النوعية تستعمل لترشيح الكحوليات فى أوروبا وهنا نحن لا نهتم بها نهائيا. هل يحرص الأجانب على أخذ الأحجار من هنا؟ - الأجانب غاضبون من أننا نهمل هذه المحاجر ويقولون إننا لا نهتم بها، لأننا لا نعرف قيمتها ويقولون إننا لا نستخدمها إلا فى أعمال الخرسانة ولدينا الكثير من الأحجار الكريمة تكون ملقاة فى الشوارع وهى فى الأصل أحجار كريمة. ونوع من الكوارتز التى يصنع منها الزجاج لدينا منه كميات كبيرة من الممكن أن تحقق أرباحًا اقتصادية عالية جدا. وهناك الحجرة التى تصنع منها بودرة التلج ومعجون الأسنان ولا نهتم. ما اقتراحاتك؟ - كنت قد طلبت فى مقال لى بضرورة معرفة رؤساء الدول جيولوجيا لأنه لا غنى عنها وحتى يعرفوا كيف يطورون من بلادهم وقيمة ما لديهم من ثروات. والحقيقة أننا نهمل الجيولوجيا وهى أهم شيء منذ اكتشف الأمريكان مكان بن لادن عن طريق معرفة نوعية الصخور التى ظهرت فى «الفيديوهات» التى كان يسجلها وهو ما يمكن أن نفعله مع الجماعات الإرهابية فى سيناء بأن نعرف أماكنهم من نوعية الصخور. أبرز المحاجر؟ - الموجود بجوار هرم أبورواش، ومنجم أم طيور وهو منجم ذهب قديم على بعد 20 كيلو من حدود السودان، والحقيقة أنه ليس به دهب ولكن لا بد من التعامل معه كأثر ولا يوجد فى مصر ذهب غير دهب الوديان لأن النيل يسير على 9 مواقع بها ذهب. ويجب تحويل المحاجر إلى أماكن أثرية وأن تكون تابعة لهيئة الأبحاث الجيولوجية وليس المحليات وهذه المحاجر لا تقل قيمة عما قدمه القدماء المصريون فهم أول من قدم خريطة جيولوجية فى العالم. وما أستغربه أن يكون كل ذلك تابعًا لوزارة البترول والتعدين فلا يمكن أن يتبع كل هذا جانب التعدين فقط، ولكن يجب أن تكون هيئة مستقلة هى هيئة المساحة الجيولوجية وكان لدينا أول مصلحة أبحاث جيولوجية فى أفريقيا والشرق الأوسط والرابعة على مستوى العالم. المحافظة التى تنصح بالتوجه إليها جيولوجيا؟ - الوادى الجديد بكل تأكيد فمساحتها كبيرة وغنية بالثروات الطبيعية وليس بها نسبة سكانية عالية سوى 320 ألفًا فقط.