واصل الدب الروسى جهوده فى الحشد للحرب على الإرهاب وتنظيم داعش والجماعات الموالية له فى سوريا، بينما يتراجع العم سام عن سياسته المتخبطة لحل تلك الأزمة، وتؤكد التقارير العالمية عودة الاتصالات الأمريكية مع موسكو بعد ضغوط دولية أشادت بتدابير الرئيس فلاديمير بوتين التى تتسم بالحزم فى مكافحة الإرهابيين مقابل تردد نظيره الأمريكى باراك أوباما. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى عودة المباحثات بين آشتون كارتر وسيرجى شويجو وزيرى دفاع الولاياتالمتحدةوروسيا التى انقطعت منذ نحو 18 شهرا لمناقشة التنسيق بين قوات التحالف الغربى الذى تقوده أمريكا وبين القوات الروسية المتواجدة حاليا فى سوريا، وذلك لتجنب حدوث أى مواجهات عرضية بين القوات الروسية والغربية فى الحرب على تنظيم داعش. والمفاجأة فقد بدأ الجيش الصينى فى التحرك العسكرى جنبا إلى جنب مع القوات الروسية حيث تتوافق الرؤى السياسية بين بكينوموسكو خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط الساخنة، وتدعم الصين الأسد، حيث استخدمت «الفيتو» مع روسيا أكثر من مرة لتعطيل قرارات أممية يمكن أن تؤثر على الوضع العسكرى للنظام السورى أو تهدد وجوده. وكشفت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن هناك تراجعا كبيرا داخل الإدارة الأمريكية بالنسبة للوضع فى سوريا حيث ألمح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بتعديل فكرة واشنطن عن رحيل الأسد، مشيرا إلى أن وجوده سيكون مهما فى الحرب على داعش والتخلص من الإرهابيين فى سوريا. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن روسيا ربما تنشر قوات برية عسكرية داخل سوريا وفى منطقة الجولان مطلع عام 2016 الأمر الذى يؤدى إلى تغيير خريطة الصراع فى المنطقة الساخنة. فيما أكدت صحيفة «بيلد إم زونتاج» الألمانية أن محادثات بشأن سوريا أجراها وفد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مع جهاز الاستخبارات الخارجية الروسى فى موسكو، مضيفة أن واشنطن تعتزم الدخول فى تعاون استخبارى مع روسيا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وحسب التقرير فإن الولاياتالمتحدة مستعدة لتزويد روسيا بما تجمعه أجهزة المخابرات الأمريكية من معلومات لمساندة مكافحة داعش، مشيرة إلى أن ازدياد عدد مقاتلى التنظيمات الإرهابية وتدفق اللاجئين من سوريا يدفعا واشنطن إلى التعاون مع موسكو. وتؤكد صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن واشنطن تبحث عن نقاط مشتركة مع روسيا بشأن التعاون العسكرى فى سوريا، وأن المحادثات العسكرية مع روسيا قد تساعد فى تحديد بعض الخيارات الخلافية المتاحة عند دراسة الخطوة التالية فى سوريا، وأن التركيز الحالى سيكون حول القضاء على داعش والتوصل إلى تسوية سياسية فيما يتعلق بسوريا، فيما لم يتم الكشف عن ما إذا ستقوم كل من واشنطنوموسكو بعمل عسكرى مشترك فى سوريا معا أم لا. وكشف موقع «روسيا اليوم» أن موسكو تخطط لعمليات وإجراءات ستغير من الوضع فى سوريا بدرجة كبيرة بحسب ما قاله وليد المعلم وزير الخارجية السورى الذى قال إن مشاركة روسيا فى مكافحة تنظيم داعش وجبهة النصرة أمر أساسى وهو ما سيوقف المؤامرة الكبرى على سوريا. وأوضح المعلم أن واشنطن بدأت تفهم الرسالة الروسية، ولذلك هرعوا للتنسيق والتعاون مع روسيا، مضيفا أن التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة يسجل عدد طلعات جوية دون أن يؤثر على الأرض بسبب انعدام التنسيق بين هذا التحالف والحكومة السورية، ومازال تدفق الإرهابيين عبر الحدود التركية كما هو، ومازال تسليح الإرهابيين يتم بشكل منتظم وكذلك التمويل اللوجيستى والمالى والعسكرى والتدريبات مستمرة. الدول الغربية حولت مسارها فى الاتفاق مع أمريكا، وبدأت تصب اهتمامها وتأييد الجهود الروسية، وكان وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند قد صرح أن حكومة بلاده راضية عن تقديم تنازلات أمام روسيا لحل الأزمة السورية، وأضاف نظيره النمساوى سيباستيان كورتس أن الحرب ضد الإرهاب لها الأولوية القصوي، وبالتالى هناك حاجة إلى تضافر الجهود بشكل برجماتى يقضى بإشراك الأسد فى الحرب على الإرهاب.