حفظت الصورة الجميلة التى خرجت به «أوبرا عايدة» ماء وجه الابداع المصرى فى الاحتفالية التاريخية لحفر قناة السويس وكانت مسك ختام أهم اللحظات التاريخية فى ألفية مصر الجديدة. الشكل الراقى الذى شاهده كل المصريين والعالم لأوبرا عايدة ينسب لدار الأوبرا المصرية ورئيستها د.إيناس عبدالدايم التى كانت على مستوى الحدث الكبير واعتبرت نفسها فى مهمة قومية لمصر أمام العالم وتقديم الأوبرا العالمية فى الهواء الطلق لتكشف لشعوب العالم روعة الإبداع المصرى وتفضح فى الوقت نفسه تخاذل كبار النجوم وأصحاب الشعبية الضخمة. أتحدث هنا عن أسماء كبيرة أمثال عمرو دياب وشيرين عبدالوهاب وأنغام وآمال ماهر وتامر حسنى الذين اكتفوا بالمشاهدة والاستمتاع بملحمة لم تستطع عقولهم القاصرة الاحتفاء بها حتى لتخليد أنفسهم فى تاريخ مصر مثلما فعل نجوم زمن الفن الجميل أمثال سيدة الغناء أم كلثوم وعندليب الغناء عبدالحليم حافظ وشادية ووردة حتى صباح وعليا الذين يحتفظ الشعب بما قدموه من أعمال وطنية مازالت تعيش مع الأحداث، ربما لم يتعلم مشاهير هذا الجيل من دروس هؤلاء العظماء واكتفوا فقط بما حققوه من أموال وأرصدة بنكية، والدخول فى مشروعات استثمارية لاستغلال الشهرة الزائفة التى حققوها بدون عناء. دار الأوبرا ردت اعتبار الفن المصرى بتقديم أوبرا عايدة بإبداع مصرى بمصاحبة التينور الإيطالى العالمى أنطونيو تشيريانو الذى قدم دور رادميس» إلى جانب الوصلة الساحرة للموسيقار الكبير عمر خيرت التى أبهرتنا على مدار 40 دقيقة بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفونى وأوركسترا أوبرا القاهرة إلى جانب الفقرة الثانية من الأوبرا الشهيرة التى تحمل عنوان «مشهد النصر» وهو يلخص الحالة التى نعيشها مع افتتاح قناة السويس الجديدة وأبدع فيها نجوم أوبرا القاهرة السوبرانوا إيمان مصطفى فى دور عايدة والباجى باربيتون رضا الوكيل فى دور رامفيس والميتزو سوبرانو جولى رادميس والباريتون مصطفى محمد فى دور أموناصرو. والأروع بعد انتهاء فقرة النصر هو غناء أبطال أوبرا عايدة السلام الوطنى «بلادى بلادى.. لكى حبى فؤادى» بإحساس صادق . وكالعادة أبدع الشاعر أيمن بهجت قمر والموسيقار عمرو مصطفى والموزع توما فى أوبريت أجيال للثلاثى كارمن سليمان وأحمد جمال ومحمد شاهين فى الحفل الافتتاحى. هؤلاء كتبوا تاريخًا جديدًا لمشوارهم الفنى.. أما دار الأوبرا فقد أثبتت دورها القومى والإبداعى وتأكيد دورها الراسخ.∎