لن تمنح الولاياتالمتحدةالأمريكيةإيران مليارات الدولارات بعد الاتفاق النووى فقط، ولكنها أعطتها دور شرطى المنطقة، حيث إن عودة الأموال الإيرانية المجمدة ورفع العقوبات عن طهران ستزيد من التأثير فى مجريات الأحداث بالمنطقة التى تعيش حالة من الفوران منذ أحداث الربيع العربى، حيث أكد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أن بلاده لن تتخلى عن دورها فى سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين. كشف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، أن بلاده تسلمت منذ اتفاق جنيف المؤقت بين طهران ودول (5+1) فى نوفمبر 2013- نحو 12 مليار دولار فى دفعات شهرية، إضافة إلى كميات من الذهب، وهى الأموال الإيرانية المجمدة، وقال : (ستوجه هذه الأموال لرفع حجم الناتج المحلى وتوفير فرص العمل). التفاهم الأمريكى على دور مهم لطهران فى المنطقة أشار إليه تقرير لموقع (بى بى سى) فى قسمه الفارسى، حيث نقل عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وصف الاتفاق بأنه بداية (مسار جديد للعلاقات مع إيران) وهو الأمر الذى اتفق فيه معه نظيره الإيرانى حسن روحانى حيث وصف الاتفاق بأنه (صفحة جديدة). وأكدت هيئة الإذاعة والتليفزيون السويسرية فى تقرير نشرته فى أعقاب اتفاق جنيف المؤقت أن الاتفاق بين إيرانوأمريكا يأتى فى إطار صفقة إقليمية كبرى تلعب فيها الإدارة الإيرانية دور البطولة فى منطقة الشرق الأوسط بشكل معترف به دوليا وهو ما سيغير المنطقة خلال الفترة المقبلة بشكل كبير ويتيح لطهران التحرك بصورة أكثر وضوحا بدعم من واشنطن. تظهر بوضوح الرغبة الأمريكية فى التوصل لاتفاق مع إيران، حاجة أوباما إلى التحالف مع طهران لرسم خريطة جديدة للمنطقة، حيث بدأ اتصالات سرية مع وصول روحانى للحكم، حيث كشف مسئول أمريكى بارز عن أن جاك سوليفان، مستشار أمريكا لمفاوضات الملف النووى التقى سرا بعدد من المسئولين الإيرانيين فى سلطنة عمان لإجراء مباحثات بعيدا عن الإعلام وبعدها بفترة وجيزة أعلن وزير الخارجية العمانى عن دور بلاده فى إجراء مباحثات بين الطرفين. وفى تقرير للإذاعة الألمانية فى قسمها الفارسى أشارت إلى لقاءات «سوليفان» مع المسئولين الإيرانيين التى بدأت منذ 2012 أعربوا خلالها عن قدرتهم فى التوصل إلى تفاهمات تتيح آفاقًا جديدة لمستقبل أكثر وضوحا بين البلدين، لافتة إلى عدم وجود تلك الحالة العدائية التى يصدرها الطرفان، فالإدارة الأمريكية إن لم تكن راغبة فى الحوار لما وافقت على تلك المباحثات السرية. ونشر موقع مشرق نيوز الإخبارى الإيرانى تقريرا بعنوان «مجلس العلاقات الإيرانيةالأمريكية.. صداقة أم عداء؟ استند خلاله على تقرير بعنوان «اللوبى الإيرانى وتغيير وجه الشرق الأوسط» نشره مركز السياسات الأمنية الأمريكى يتناول العلاقة المقربة التى جمعت بين إدارة أوباما وبعض الإيرانيين الذين يعملون لدى المجلس القومى الإيرانى الأمريكى «NIAC» بواشنطن الذى يرأسه تريتا بارسى، الباحث الإيرانى الأمريكى ومؤلف الكتاب الشهير «التحالف الغادر إيران إسرائيل أمريكا» مضيفا أن التعاون السرى بين الطرفين يتم من خلال هذا المجلس وهو ما أثار الشكوك حول طبيعة العلاقات بين إدارة أوباما وإيران. ذكر الموقع أن المجلس الذى يسمى باللوبى الإيرانى هو همزة الوصل بين واشنطنوطهران يحمل على عاتقه حفظ المصالح الأمريكية الإسرائيلية داخل الإدارة الإيرانية. وأشار المركز الأمريكى إلى أن ويليام ميلر، السفير الأمريكى السابق فى إيران أيام حكم الشاه ذكر فى تصريح له أن أوباما أرسل عن طريقه رسالة سرية وقت الانتخابات الأمريكية عام 2008 يغازل فيها الإدارة الإيرانية، وأن أوباما أصر فى السنوات الأخيرة على حضور «ميلر» فى العديد من الجلسات التى تجمع بين الطرفين وتهدف للتطبيع. وأصر أوباما أيضا على إرسال رسائل ودية للشعب الإيرانى، حيث احتفل البيت الأبيض فى مارس الماضى «بعيد النيروز» ووجه خلاله كلمة للإيرانيين، كما تحرص وزارة الخارجية الأمريكية عبر صفحاتها الموجهة بالفارسية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك على التقارب مع الشعب الإيرانى من خلال استعراض سير أهم المسئولين فى الإدارة الأمريكية الذين ينحدرون من أصول فارسية، وتقديمها لخدمة تعلم اللغة الإنجليزية بالصوت والصورة مع توضيح بالفارسية، خاصة أن عدد المهاجرين الإيرانيين إلى أمريكا يبلغ مليونا و400 ألف مواطن.∎