الفساد يحرق 200 محول كهرباء

خلال ثلاثة أشهر احترق ما يزيد على 200 محول نتيجة إهمال الصيانة، وينعكس ذلك على انقطاع الكهرباء بشكل مستمر ولساعات طويلة ودون محاسبة القيادات عن الخسائر التى تصل إلى عشرات الملايين من الجنيهات، فالوزارة أصبحت عزبة وليست شركة أو مؤسسة تتبع الدولة، ومن يعارض من العاملين يكون الفصل كما حدث مع الكثيرين.
«الشيطان يكمن فى التفاصيل»، فعندما تقع الجريمة نبحث عن المستفيد، وفى بلدنا المحروسة يفوتنا الاهتمام بهذه التفاصيل لصنع الصورة العامة لأركان الجريمة، خاصة عندما تكون عن تبديد ملايين الجنيهات بالوثائق.
مصدر بوزارة الكهرباء قال ل«روزاليوسف»: إن التبرير الذى تطلقه الوزارة كلما احترق محول كهربائى والمتمثل فى زيادة الأحمال مبرر واه غير قابل للتصديق، لأن المحولات لا تحترق فى الصيف فقط، ولكن فى الشتاء أيضا.
وأضاف المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه أن السبب الرئيسى لاحتراق المحولات يرجع إلى إهمال أعمال الصيانة وعدم وجود دراسات موضوعية حول نسب التحميل على كل محول، كما أن احتكار شركات بعينها توريد المحولات إلى الشركة القابضة لكهرباء مصر، يطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت هناك شبكة مصالح وفساد تتحكم فى الوزارة، ويديرها من وراء ستار أشخاص مستفيدون بعينهم واستنكر المصدر ذاته إسناد معظم عمليات التوريد إلى شركة «الماكو» التى دخلت حسب تعبيره موسوعة الأرقام القياسية فى «المحولات المعطوبة» مشيرا إلى أن الشركة عينت عددا من المسئولين السابقين فى وزارة الكهرباء فى وظائف قيادية، وهو الأمر الذى يطرح ذات السؤال حول شبكة الفساد.
وقال: إن تقارير فنية انتقدت تقاعس شركة توزيع كهرباء جنوب الدلتا عن أداء واجباها ومحاسبة المسئولين عن «مهزلة احتراق المحولات، موضحا أن شماعة الإهمال تعلق على الفور على صغار الموظفين، حتى ينجو كبار المسئولين بأعناقهم من غضب رئيس الوزراء أو رئاسة الجمهورية التى تشعر بعدم الارتياح من الأوضاع المتردية فى الوزارة ذات التماس المباشر بالمواطنين.
وأوضح أن أبرز أسباب احتراق المحولات يرجع إلى ارتفاع الجهد وسقوط الموصلات العادية على الأرض والخلل الذى يصيب القواطع الكهربائية ونقص زيت المحول وارتفاع درجة حرارة المحول، ووجود إجهادات ميكانيكية على المحولات ويأتى سوء الأحوال الجوية فى ذيل قائمة أسباب احتراق المحولات.
وتكشف التقارير الفنية عن أسباب احتراق المحولات أن غياب الصيانة يسبب تكرار الحالات، ومنها ما حدث لمحول عزبة الجبالى ذى القدرة (63 ك.ف.أ) التابع لشركة بجاتى فرع كهرباء شبين الكوم بقطاع كهرباء المنوفية من نوع «الماكو» وأرجعت التقارير أسباب الاحتراق إلى انهيار القاطع العمومى مما أدى إلى حدوث قصر على المحول واشتعال لوحة الجهد المنخفض وانهيار عوازل الجهد المتوسط والمنخفض بالمحول، كما أن نسبة تحميل المحول حسب قياسات الفرع بسجل الأحمال «64٪»، بينما بعد احتراق المحول مباشرة تم قياسها فوجدت «108٪»، مما يعطى تأكيدا على أن القياسات التى قام بها الفرع غير حقيقية وإهمال المتابعة بدقة لقياس الأحمال، وهذا سبب آخر لاحتراق المحول «زيادة الأحمال»، بالإضافة إلى عدم اتزان الأحمال، ومع ذلك تم استبدال المحول بآخر بنفس قدرة المحول المحترق، مما أوجب على مدير عام الجودة فى هذا الوقت التنبيه بأن هذا المحول الجديد سيحترق لأن القدرة لم تتغير، وهذا بديهى جدا.
أما محول الشورى «قدرة 800 ك. ف. أ» بقرية الدلجمون فرع كهرباء كفر الزيات بقطاع كهرباء الغربية من النوع «الماكو»، فقد أرجعت أسباب احتراقه إلى أن المحول غير صالح للتشغيل لوجود اختلاف فى قراءات مقاومات الجهد المتوسط وانهيار عزل ملفات الجهد المنخفض، حيث أكد التقرير أن هذا المحول المحترق جديد وتم تركيبه منذ «60 يوما» فقط ضمن سلسلة إحلال محولات بدلا من محول قدرة «500 ك. ف. أ»، والأنكى من ذلك أنه جديد أيضا بعد انتهاء أعمال الصيانة عليه ولم يتم أخذ عينة من الزيت المحول لاختبارها.
وأرجعت التقارير بخصوص محول المدرسة «قدرة 800 ك. ف. أ» بقرية أبوسنيطة فرع كهرباء الباجور بقطاع كهرباء المنوفية من النوع «الماكو»، أسباب احتراقه إلى زيادة أحمال المحول وحدوث قصر قريب من المحول تسبب فى احتراق كامل لكابينة الجهد المنخفض نتج عنه قصر، مما أدى إلى تعطل المحول عن العمل.
∎ محول الكوبرى رقم 1 «قدرة 200 ك. ف. أ» بقرية كفر طنبدى فرع كهرباء شبين الكوم بقطاع كهرباء المنوفية من النوع «الماكو»، يرجع سبب احتراقه لزيادة أحمال المحول إلى «112٪» وعدم اتزان الأحمال، وانتهى التقرير بتوقيع م/ رمضان بخيت، رئيس الشركة فى هذا الوقت وحاليا رئيس كهرباء توزيع البحيرة، ونائبه فى هذا الوقت ويتضح من التأشيرة أنها تسدد خانات فقط لتستيف الأوراق فى حالة فتح هذا الملف للتحقيق، وكالعادة فإن الموظف الصغير يقدم ككبش فداء لإهمال المسئول الكبير لأعمال الإحلالات لسلسلة المحولات وأعمال المتابعة والصيانة، وأصبح لدى قيادات الكهرباء شماعة أخرى لتعليق فسادهم عليها وهى الأعمال التخريبية من خلال مجهولين، وفى الأساس لا تأتى تلك الأعمال التخريبية إلا إذا أهمل المسئول عن الصيانة والمتابعة والحرص على مقدرات شبكة الكهرباء.
∎ وتتمثل أسباب احتراق محول المساكن «قدرة 500 ك. ف. أ» بقرية قويسنا البلد، من النوع «الماكو»، في زيادة تحميل وجهد كسر الزيت 19 ك. ف وزيادة درجة الحرارة على دخول وخروج السورتيهات للمحول.
∎ محول أبوعيش «قدرة 200 ك. ف. أ» من النوع «الماكو»، أسباب احتراقه زيادة نسبة التحميل للمحول حتى وصلت إلى 132٪ فضلا عن أن المحول ذاته تعطل مرة أخرى،وتم استبداله بآخر قدرة «200 ك. ف. أ».
∎ واحتراق السبيل قدرة «300 ك. ف. أ» من النوع «الماكو»، احترق بسبب اختلاف قراءة ملفات الجهد المتوسط وانهيار عزل ملفات الجهد المنخفض.
∎ محول وسط البلد قدرة «200 ك. ف. أ» المحترق بقرية ميت عافية التابع لكهرباء شبين الكوم من النوع «الماكو» وترجع أسباب احتراقه إلى انهيار كابل منخفض خروج سورتيه وسط البلد نتيجة لزيادة أحمال المحول وعدم اتزانها.
ويعود احتراق محول الجمعية الشرعية قدرة «300 ك. ف. أ» بمركز أشمون التابع لكهرباء أشمون من النوع «الماكو»، إلي عيب صناعة، حيث إنه كان لايزال فى فترة الضمان.∎