اتهم عبدالسلام الدهبلى البرلمانى اليمنى عن حزب المؤتمر الشعبى القوى السياسية فى الداخل بالتسبب فى صعود الحوثيين للإمساك بمقاليد الحكم فى وقت قياسى والسيطرة على صنعاء. وقال: إن الشعب اليمنى منقسم بين ضعيف يؤمن بالأشخاص أو الأحزاب دون التفكير فى الوطن، فيؤيد الضربات الخارجية وانتشار الميليشيات، وبين حر يؤمن بالمبادئ ويرفض سلاسل التبعية والاستعباد ولو كانت من ذهب أو فضة فيرفض كل ذلك. وعلى الجانب الآخر لاقت الضربات الجوية التى يشنها التحالف بقيادة السعودية تأييدا كبيرا من اليمنيين الذين يعيشون فى مصر، واعتبروها ضرورة فرضتها الظروف لإضعاف الحوثيين وإرغامهم على اللجوء إلى الحوار والقبول بالشرعية المتمثلة فى عودة الرئيس عبدربه منصور رئيسا للبلاد. وعبر بعض اليمنيين عن تخوفهم أن تقضى الهجمات على ما تبقى من الجيش، وتخلف آلاف من الضحايا المدنيين، وأكدوا أنها لن تستطيع أن تغير شيئا على أرض الواقع وستدخل اليمن حربا أهلية طاحنة. ويقول عبد السلام الدهبلى البرلمانى اليمنى أن الحوثيين استخدموا المكر والحيلة للسيطرة على العاصمة ومناطق أخرى، وأنهم عبأوا المناطق الزيدية فى الشمال، وأثاروا النعرات المذهبية فالتف الناس حولهم. وأشار إلى أن الحوثى أوهم الرئيس هادى أن معركتهم للتخلص من بعض مراكز النفوذ المستعصية عليه فدعمه، وبعد أن أنهى مهمته وكسب الحوثيون الالتفاف الشعبى الواسع، واستقالة الرئيس هادى وحل البرلمان انطلقوا إلى رحاب واسعة. وذكر أن الحوثيين خدعوا المجتمع الدولى بتعاملهم مع حزب الإصلاح (الإخوان)، وهو ما دفع الإخوان للتخلى عن جناحهم القبلى والعسكرى والعقائدى واعتبار الحوثيين شركاء فى مكافحة الإرهاب فقدموا الدعم اللوجستى والمشاركة معهم أحيانا، وتوفير الغطاء الذى مكنهم من استبدال مخرجات الحوار باتفاق السلم ونزع سلاح الجيش بدلا من نزع سلاح الميليشيات. واتهم البرلمانى اليمنى الدول الراعية للمبادرة الخليجية بترك الميليشيات تعبث وتنهب، وهى تستكمل ضرباتها بإضعاف وتدمير ما تبقى من قوات الجيش وعتاده وعدته ليصبح الشعب لقمة سهلة للخارجين على القانون فانتهكوا السيادة الوطنية واستهدفوا الجيش. وأوضح فضل السلمى المقيم بمصر أنه يؤيد الضربات الجوية ويطالب بتركيزها فى المناطق التى يتواجد فيها مسلحو الحوثى، لافتا إلى أن الضربات تستهدف الجيش ومعسكراته. وأشار إلى أن الضربات أحدثت بعض اللبس عند اليمنيين، حيث استهدفت قوات الاحتياط فى مأرب وهى قوات معروف أنها ضد عبدالله صالح والحوثيين، مما أدى إلى اعتراض الكثير من اليمنيين الرافضين للحوثيين. وشكك فى تمكن الضربات الجوية من تحقيق هدفها وإجبار الحوثيين على الاستسلام والجلوس إلى المفاوضات. وأكد أنه لن يستطيع السيطرة على الحوثيين إلا اليمنيون أنفسهم، لذا لابد أن تقوم السعودية بدعم القوى المناوئة لهم. وشدد على ضرورة التدخل البرى فى اليمن خاصة أن الحوثيين فى طريقهم إلى السيطرة على الجنوب بالكامل بعد أن وصلوا إلى عدن. ويضيف عمر أحمد عاطف (طالب بطب القاهرة) أن الحركة الحزبية فى اليمن منقسمة إلى ثلاث فرق: الأولى الأحزاب المدنية وكلها شبابية تسعى إلى إقامة دولة مدنية على أساس المواطنة والمساواة بين جميع اليمنيين. أما الثانية حزب التجمع والإصلاح ويمثل جماعة الإخوان المسلمين الموالى للعالم حميد الأحمر واللواء على محسن الأحمر. الفرقة الثالثة المؤتمر العام الشعبى الذى يتبع على عبدالله صالح وابنه، أما الحوثيون فيدينون بالولاء إلى عبدالملك الحوثى والإمام الخمينى فى إيران. وأوضح أن الجيش اليمنى انقسم بين ثلاث فرق وأصبح ميليشيات حيث إن هناك ألوية موالية لعلى عبدالله صالح، وألوية موالية لعبدالملك الحوثى، إضافة إلى ألوية موالية للإخوان، بينما الأحزاب المدنية لا يتبعها أحد فى الجيش. ويقول أسامة أبو طالب (رسام كاريكاتير وصحفى يمنى مقيم فى مصر): إن هناك أمرين بالنسبة لضربات التحالف، الأول أن هذه الضربات إذا كانت دقيقة ومركزة بحيث تستهدف الأهداف الحوثية فهى جيدة، أما الأمر الثانى فهى الأضرار التى تخلفها الضربات على المدنيين فإنها تعطى انطباعا سلبيا. وأشار إلى أنه يؤيد هذه الضربات طالما تحقق الأهداف المتمثلة فى إضعاف الحوثيين وأن التحالف لصالح اليمن لتخليصهم من الزحف الهمجى للحوثيين المدعوم من إيران لإيقاف ما أسماه المهزلة والمشروع الإيرانى الشيعى فى المنطقة. وأوضح أن التحالف المصرى السعودى يستند إلى أن هناك مصلحة للجانبين فى هذه الحرب، فبالنسبة للمصلحة السعودية أن سيطرة الحوثيين على اليمن تعد تهديدا كبيرا للنظام السعودى الوهابى خاصة أن الحوثيين موطنهم الأساسى صعدة بشمال اليمن بمحازاة الحدود السعودية مباشرة، بما يعنى تخوفا كبيرا من المد الشيعى فى الأراضى السعودية. أما بالنسبة للمصلحة المصرية فى الانضمام لهذا التحالف فتأتى نتيجة القلق من سيطرة المشروع الإيرانى على اليمن وبالتالى السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجى بالنسبة للملاحة عبر قناة السويس. وأشار إلى أن الرئيس عبدربه منصور فقد ثقة كثير من المواطنين فى اليمن بعد فشله فى منع الحوثيين من التمدد والسيطرة على العاصمة إلا أنه لا يزال الخيار الوحيد للقضاء على الحوثيين ملمحا أن سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء كانت بمثابة الكارثة. وأشار إلى التدخل البرى فى اليمن كارثة نظرا للتضاريس والجغرافيا اليمنية المعقدة قائلا: الحرب البرية ستكون حيوانية وستؤدى إلى وقوع خسائر كبيرة من الجانبين. وذكر صديق الدهبلى أنه ضد أى تدخل فى اليمن سواء كان عربيا أو أجنبيا، حيث إنه كانت هناك حلول أخرى يجب أن يتم اللجوء إليها، منها الضغط السياسى والاقتصادى لإرغام الحوثيين إلى العودة لطاولة الحوار ورفض عمليات القصف لأنها مدمرة للبلاد، وليس للحوثيين فقط، وسيدخل البلاد فى أزمة طويلة بما يخلف ضحايا كثر بسبب انتشار الأسلحة بين القبائل مشيرا إلى أنه نفسه لديه سلاحين وكل الشعب اليمنى لديه هذه الثقافة. وأكد أنه كان قد انتخب الرئيس عبدربه منصور ولكن هذا الرئيس هو من عرقل كل الحلول السلمية عندما تحالف فى البداية مع جماعة الإخوان، ثم انقلب عليهم وتحالف بعدها مع الحوثيين لتدمير الإخوان، وبهذه السياسة دمر نفسه وأدخل البلاد فى صراع. وأوضح عبده أحمد عبيد من مدينة تعز أنه مؤيد للهجمات متمنيا أن تؤدى إلى حسم الأمور بسرعة لإعادة الشرعية. وطالب هانى عبدالفتاح الحكومة المصرية بالوقوف بجانب الشعب اليمنى فى محنته الحالية كما عهد اليمن بمصر، لافتا إلى ضرورة فتح الأبواب وإلغاء القرار الخاص بفرض تأشيرة على من يريد من اليمن أن يزور مصر.∎