رغم أن المفترض أن يكون "الرأي العام اليمني" هو الأكثر اهتمامًا بما يحدث هناك، إلا أنه الوحيد المستبعد من التغطية الإعلامية العربية، للعمليات العسكرية "عاصفة الحزم"، التي شنتها 10 دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية، مستهدفة معاقل جماعة الحوثيين، لمحاولة استعادة "اليمن" من يد جماعة الحوثيين التي انقلبت على نظام الحكم، بعد سيطرة ميليشياتهم المسلحة على العديد من الأماكن في البلاد. أوضح المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أن جماعة الحوثيون أدركت منذ اللحظة الأولى لتمردهم، أهمية السيطرة على وسائل الإعلام، لتكتمل لهم عملية السيطرة على اليمن، حيث أكد عبدالملك الحوثي، أن كثير من وسائل الإعلام والإعلاميين، يتحركون في الاتجاه المضاد لشعبنا اليمني العظيم وثورته المباركة بوضوح وبأساليب كثيرة. وأضاف المركز، أن "الحوثي" خاطب الشعب اليمني، من خلال إطلاق أو امتلاك قنوات تليفزيونية وصحف، والسيطرة على القنوات والصحف الخاضعة للحكومة أو إسكاتها، إذ يسيطر الحوثيون بمساعدة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على الجزء الأكبر من الساحة الإعلامية اليمنية، فيمتلكون قنوات "المسيرة، الساحات، صنعاء" ويسيطرون على قنوات الفضائية اليمنية "عدن، سبأ، الإيمان"، وتنضم إليهم القنوات التابعة لعلي عبدالله صالح وهي "اليمن اليوم، أزال، العقيق" إضافة إلى قناة "سهيل" التابعة للشيخ القبلي حميد الأحمر المحسوب على حزب الإصلاح. ويضاف إلى كل تلك القنوات، القنوات الإيرانية مثل "العالم" وقناة حزب الله "المنار" الداعمة بشكل أو بآخر للحوثي، كما احتلوا مقر تلفزيون اليمن، المحطة اليمنية الرسمية في سبتمبر الماضي. وعلى مستوى الصحافة، يمتلك تحالف "الحوثي - صالح"، أهم 4 صحف شعبية في اليمن، وهي "اليمن اليوم، الشارع، الأولى، المسيرة"، أما صحيفة "أخبار اليوم" الشهيرة والمنافسة لهم، احتلوا مقرها وأغلقوها كما احتلوا موقع صحيفة "الثورة". وفي الوقت الذي نجح فيه تحالف "الحوثي - صالح" بالاستحواذ على الساحة الإعلامية اليمنية بشكل شبه كامل، أشار المركز الإقليمي للدراسات الاسترايجية، إلى الخطة التي يجب أن ينتهجها الإعلام العربي لمخاطبة الرأي العام اليمني وتوضيح ما يحدث له، وهي كالتالي: أولًا: تطوير خطاب إعلامي عبر القنوات الإقليمية العربية يستهدف الرأي العام اليمني، لإقناعه بأهمية العملية العسكرية في حماية اليمن ووحدته، وأن الهدف الحقيقي من تلك العملية هو استهداف الحوثيين فقط وليس الشعب اليمني. ثانيًا: حرمان الحوثيين من منصاتهم الإعلامية ولو بشكل مؤقت، تمامًا كما حدث في الحالة المصرية، حينما تم إغلاق القنوات التابعة لجماعة "الإخوان" في 3 يوليو 2013. ثالثًا: توفير مساحات إعلامية للإعلاميين والمحللين اليمنيين للتواصل مع الرأي العام اليمني، إضافة إلى التفكير في ضرورة تأمين وسائل الإعلام اليمنية والإعلاميين اليمنيين المناهضين للتمرد الحوثي. رابعًا: تكثيف نشر الفيديوهات والصور التي تظهر استهداف العملية للمقار الأمنية الاستراتيجية للحوثيين فقط دون استهداف المدنيين، حيث أن الحوثي وجماعته سيعتمدون خلال فترة العمليات العسكرية، على إظهار الصور والفيديوهات التي تبرز أن العملية العسكرية تستهدف المدنيين، في محاولة للتأثير على الرأي العام.