جاء مع الفنان الراحل أحمد زكى من محافظة الشرقية، كان من أبرز أصدقائه خارج الوسط الفنى رافقه فى بداية مشواره الفنى ومعاناة الفقر واللحظات الأخيرة من حياته وشاركه فى أول عمل فنى وهو مسرحية «مدرسة المشاغبين»، برر امتناعه عن زيارته أثناء مرضه بعدم رغبته فى رؤيته فى هذه الحالة السيئة وقال عنه: زكى يمثل لأنه يحب التمثيل، ليس من أجل الجوائز أو الظهور، ولذلك فهو لم يهتم بحضور المهرجانات والتكريمات. «روزاليوسف» التقت سامى نوار، مستشار وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية وأحد أقرب أصدقاء الفنان الراحل. ∎ فى البداية كيف تعرفت على الفنان أحمد زكى؟ - أحمد كان صديقى وتعرفت عليه قبل التحاقى بمعهد التمثيل، وكان زميلا لابن عمتى فى فرقة الشرقية المسرحية وتقابلنا فى مسرحية مدرسة المشاغبين، حيث كنت أعمل راقصا، ومن هنا توطدت علاقتى به وأصبحنا صديقين فكنت طالبا بمعهد التربية الرياضية بالهرم وكان هو طالبا بمعهد الفنون المسرحية وكنت أستأجر شقة بالقرب من مسرح الحرية بميدان التحرير، وكان أحمد زكى يقيم معى بالشقة نظرا لأنه لم يكن يمتلك مكانا للمبيت وما زاد من صداقتنا هو انتماؤنا لمحافظة واحدة. ∎ ماذا عن دوره فى مسرحية «مدرسة المشاغبين»؟ - لم يكن يحتك بأحد من طاقم العمل فكان يؤدى أدواره ويعود إلى غرفته ولم يكن يستقبل أحدا من أصدقائه فى مكان عمله، ورغم أن دوره فى المسرحية كان هامشيا فإنه كان سعيدا للغاية به وكان يجود فيه، وكان دائم التحدث مع هادى الجيار دون طاقم العمل بأكمله. ∎ ما أبرز المواقف التى تعرض لها زكى أثناء عرض المسرحية؟ - هناك موقفان الأول عندما حضرت الفنانة سعاد حسنى كواليس مسرحية «مدرسة المشاغبين»، وكان أحمد سعيد جدا بوجودها وكان يرغب بشدة فى أن يتحدث معها ويلتقط معها صورة تذكارية وحققت له ذلك. والثانى أثناء استعدادهم لعرض المسرحية فى السودان، وكان على خلاف مع أحد إداريى فريق «المتحدين»، ورفض الذهاب إلى هناك وحل مكانه الفنان محمود الجندى لم يكن معروفا، وأثناء وجودنا هناك دعا أحد المسئولين السودانيين الفنان عادل إمام إلى مأدبة غداء وأصر عادل امام على أن يحضر طاقم عمل المسرحية كاملا، وأثناء تناول الغداء اشترى يونس شلبى مجلة اسمها الموعد وقد تناولت تفاصيل مشكلة بين الفنانة نادية الجندى وأحمد زكى أثناء تصويرهما فيلم «الباطنية» بعناوين بارزة، وكان الحديث كله دائرا عن أحمد زكى وتدخل عادل إمام وقال: أحمد زكى سيكون أحسن ممثل فى مصر. ∎ ما حقيقة زيارة عبدالحليم حافظ للمسرح وتجاهله أحمد زكى؟ - عبدالحليم حافظ كان يزور عادل إمام دائما أثناء العرض لأنه كان نجما فى ذلك الوقت دون باقى طاقم العمل، بل كان يصطحبه معه فى بعض الأوقات بعد انتهاء العرض ويغادران سويا. ∎ ما أبرز المواقف الإنسانية التى لمستها فيه؟ - كرم وسخاء أحمد زكى كان يفوق كرم الشراقوة المعروف عنهم ذلك، وكان حريصا على عمل الخير وتقديم المساعدات للناس دون النظر لقيمتها. ∎ ما الفترات الصعبة التى مر بها زكى خلال مشواره الفنى؟ - أصعب الفترات التى مر بها هى فترة «مدرسة المشاغبين»، حيث مرارة الفقر والتجاهل من بعض زملاء العمل وكان آخر ما يكترث به هو الطعام والشراب، وما زاد من صعوبة تلك الأحداث هو أنه لا يشتكى مما يحدث له وكان كتوما وكان لا يهمه سوى التمثيل والنوم من التعب. ∎ هل كان يتحدث عن الفنانين الكبار؟ - حضرت معه تصوير فيلم «الراقصة والطبال»، وبعد انتهاء التصوير اصطحبنى إلى أحد الفنادق الشهيرة وتحدث معى عن بعض الأمور الفنية وبعض الفنانين ومن ضمنهم الفنان عادل أدهم، وقال لى إن عادل أدهم فنان لن يتكرر، وكان يحب دائما أن يتعلم منه ويستمتع بنصائحه. ∎ ما هواياته وكيف كان يقضى أوقات فراغه؟ - أحمد كان انطوائيا فى أغلب أوقاته وكان يفضل الاستماع إلى الأغانى خاصة أغانى عبدالحليم وأم كلثوم، وأغلب أوقات فراغه كان يقضيها فى السهرات الليلية. ∎ هل كان يتحدث معك فى الأمور الفنية؟ - نعم كنا نتقابل دائما على كافيتريا فى نادى الزمالك، وكان يتجمع عندها أغلب نجوم الفن، وكان يتحدث معى بأسف عن أن بعض أصدقائه يتحدثون عن دور من المفترض أنه سيجسده فى فيلم اسمه «إرهابى فى بيتنا» الذى شارك فيه عادل إمام، بعد ذلك باسم «الإرهابى»، وعن غيرة عادل إمام منه وأخذ دوره فى الفيلم. وقلت له: لا تقلق ولا تسمع لما يقال ونصحته بالتركيز فى عمله فقط وذكرته بالإشادة التى تلقاها من عادل إمام عندما قال: إنه سيكون أفضل ممثل فى مصر أثناء عرض «مدرسة المشاغبين» وقلت له: «عادل إمام ممثل كبير ولن يحتاج أن يأخذ فيلما منك». ∎ ولماذا أدى عادل إمام الدور بدلا من أحمد زكى فى الفيلم؟ - الحقيقة أن أحمد كان لديه العديد من السيناريوهات وكان يقضى أغلب وقته فى التصوير وتأخر الفيلم كثيرا بسبب انشغال أحمد زكى فأعطى مؤلف الفيلم نسخة منه لعادل إمام. وسبب اعتراض أحمد زكى على أداء عادل إمام للفيلم بدلا منه هو أنه لم يخبره بذلك، والحقيقة أن عادل إمام لم يكن يعرف أن أحمد زكى كان مرشحا للقيام بدوره فى الفيلم. ∎ متى شعرت بأن أحمد زكى أصبح نجما ولن يتعرض لصعوبات الماضى؟ - بداية من فيلم «الباطنية» و«الأيام» حينها بدأت أراه يشق طريقه نحو النجومية، وكان حديث الصحف والمجلات. ∎ لماذا كان دائم التواجد فى الفنادق؟ - بسبب كرهه للروتين وللنظام وعدم رغبته فى إضاعة وقته بترتيب غرف النوم أو القيام بالأعمال المنزلية كالطهو ويعتبر الإهمال أهم الأسباب التى أدت إلى تمكن المرض منه فلم يكن يهتم بصحته جيدا. ∎ هل كان يتعامل مع زملائه بطبيعة الشخصيات التى يمثلها فمن المعروف عنه تقمص الشخصيات خارج إطار العمل؟ - كان يتعامل معى بطبيعته، فمن غير المعقول أن يتعامل معى بشخصية ضابط شرطة مثلا، ولكن كانت تظهر هذه الشخصيات مع زملاء الفن أو بعض الأشخاص غير المقربين منه. ∎ على الرغم من شهرته الواسعة وما وصل له من نجومية إلا أنه لم يظهر عليه الثراء؟ - أحمد كان من كارهى الأموال ولم يكن يهتم بأرصدته فى البنوك وكان المال بالنسبة له وسيلة وليس غاية. ∎ هل كان يأخذ رأى المقربين منه فى أعماله؟ - بالتأكيد، فغالبية أحاديثه تكون عن أعماله وفى إحدى المرات كان يجلس معى فى كافيتريا نادى الزمالك وأخرج صورة من جيبه وسألنى عن صاحب هذه الصورة فأخبرته بأنها للرئيس جمال عبدالناصر فطالبنى بتدقيق النظر فيها وأخبرنى بأنها له وأنه سيجسد دور الرئيس جمال عبدالناصر من خلال فيلم «ناصر 65» وأنه كان يرغب فى التأكد من جودة الماكياج ودرجة التشابه مع عبدالناصر. ∎ هل تغيرت طباعه بعد نجوميته؟ - لا، وغير صحيح ما يقال عنه إنه مغرور، فمنذ بداياته وهو لم يتغير، فالعناد وعزة النفس هما أبرز طباعه، وقد اختلف مع أحد إداريى الفرقة اثناء عرض مسرحية «مدرسة المشاغبين» وقال: إنه لن يعود للفرقة مرة أخرى إلا كبطل، وهذا ما حدث فى مسرحية «العيال كبرت». ∎ هل الفنان محمد رمضان هو خليفة أحمد زكى؟ - أحمد زكى لن يتكرر وقد قيل عن أكثر من ممثل إنه سيكون خليفة أحمد زكى وليس محمد رمضان فقط، وهى اجتهادات من هؤلاء الممثلين فقط فى تقليد طريقة أدائه.∎