فضيحة مدوية لخمس فتيات من مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ظهرت فى برنامج «صبايا الخير» لريهام سعيد، فى الحلقة الشهيرة عن «الجن والعفاريت» وليست هذه الحلقة هى الوحيدة التى تتعرض لسهام النقد، خصوصًا أن ريهام مهووسة بال«شو» الإعلامى فى برنامجها. ونتساءل: فى أى حلقة من حلقات برنامجها «صبايا الخير» صدقت ريهام سعيد؟.. الإجابة: لم نعهدها صادقة، ففى حلقتها عن المس من الشيطان، والتى نالت بسببها وابلاً من الاتهامات بالدجل والشعوذة، خصوصًا أن الفتيات الخمس اللاتى أحضرتهن ريهام، وادعت أنهن يعانين من المس الشيطانى، قيل إنهن يمثلن رواية اتفقن فيها مع ريهام ليحبكن دورهن الذى رسمته لهن ريهام، وقيل أيضًا إنهن مرضى نفسيون، وفى جميع الأحوال تعرضت الفتيات الخمس للفضيحة والازدراء من أهلهن فى محافظة الغربية، وتعرضت ريهام، أو لنقل استكملت تعرضها للاتهام بالكذب والتدليس على المشاهدين. لم تكتف ريهام فى هذه الحلقة المثيرة للجدل بالاستعانة بفتيات مقابل المال، كما قيل، وإنما أحضرت شخصًا من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، يدّعى أنه يحرق الجن، فضلاً عن جلبها لطفل صغير ليظهر معها فى الحلقة، رغم أن هذا الطفل نفسه ظهر فى حلقة أخرى بالزى نفسه، مع اختلاف الاسم والظروف التى روجتها عنه ريهام! ومغرمة هى بالكذب والتدليس على المشاهدين، لدرجة أنها من الممكن أن تتفق مع بعض «الكومبارس» ليمثلوا أنهم معتادو الإجرام فى مجال تجارة المخدرات والأعضاء البشرية، وحتى «تحبك» ريهام دورها جيدًا، تحاول إقناع مشاهديها أنها يجب أن تتخفى فى ملابس لا تظهر شخصيتها الحقيقية، لتستطيع اقتحام أوكار المخدرات، ومع ذلك يجمع الكثيرون أن هؤلاء ليسوا تجارًا للمخدرات، بل أشخاص اتفقت معهم مقابل حصولهم على الأموال، لتصنع لنا وجبة دسمة من الكذب والتضليل. ومن المنطقى أن تواجه ريهام سعيد سيلاً من الملاحقات على الفيسبوك، أشهر مواقع التواصل الاجتماعى حاليًا، يتهمها فى تلك الملاحقات شباب وفتيات بالكذب الفاجر، ولأن ريهام لديها صفحتان على الفيسبوك، صفحة تخصها، وأخرى مخصصة لبرنامجها «صبايا الخير»، فإن الهجوم عليها يأتيها من خلال الصفحتين، رغم أنها كانت تتوقع أن تجد مدحًا لها ولبرنامجها، خصوصًا أن صفحتها الخاصة بها 5 ملايين متابع، وصفحة «صبايا الخير» يتابعها 2 مليون شخص، ومعظم متابعى صفحة البرنامج من أولئك الأشخاص الذين يتعرضون للظلم، ولديهم مشاكلهم الخاصة، ويحتاجون إلى الخدمات الاجتماعية والطبية. ومن بين الردود التى تصل لريهام على صفحات الفيسبوك: «أنتِ بتتاجرى بالغلابة وبمشاكل الناس.. اتقى الله».. و«لازم نكذب على الناس علشان نكبر شعبيتنا ونجمع فلوس أكتر.. كل ده فانى.. وستحاسبى عليه». وفى تعليق آخر يكتبه أحد زائرى صفحة ريهام، يوجه رسالة إلى متابعى برنامج «صبايا الخير» ويقول: «لماذا لم تعرض ريهام كيف تم علاج الفتاة الصغرى بطة فى حلقة الجن بمصر؟»، و«هل توجد نار من غير دخان؟، الطرحة اللى اتحرقت هى نفس الطرحة اللى كانت على البنت لما كانت النار ماسكة فيها». ويتساءل أيضًا متابعو صفحة ريهام فى سخرية «لماذا فشل جميع المعالجين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 20 ونجح الشيخ علاء فقط؟ هل قرآن الشيخ علاء غير أى قرآن؟، تقدرى تقولى لنا يا ريهام ليه الجن مس البنات بس، ولم يمس والدتهن ولا أخواتهن الصغار؟». ريهام سعيد يتهمها البعض أيضًا بأنها تقدم حالة سلبية للمجتمع، من شأنها أن تضر بأفراده، ففى الحلقة التى تعرضت فيها للزواج والطلاق، أحبطت ريهام مشاهديها، كما تقول إحدى الفتيات فى رسالة لها على صفحة الفيسبوك لبرنامج «صبايا الخير»، تضيف الفتاة إن ريهام صورت للمشاهدين أن كل الرجال مجرمون ويضربون زوجاتهم، وتقول إن ما تقدمه هذه المذيعة مجرد فبركة إعلامية كى ترهق المشاهدين معها وتحبطهم فقط، وهى نشرت الجريمة بأفكارها فى الشارع المصرى. ∎ الشيزلونج والملحدة! حتى السيدة الملحدة التى استضافتها ريهام سعيد، للحديث معها عن الإيمان بوجود الله والرسول من عدمه، وطردتها فى آخر الحلقة بعد أن حدث بينهما شد وجذب، لم تسلم هذه السيدة من السهام التى توجه لريهام، وقيل إن المذيعة اتفقت معها لتظهر أمام المشاهدين، وتقول ما قالته عن الإلحاد والإيمان، وتظهر فى نهاية الحلقة ريهام سعيد بأنها بطلة تدافع عن الدين الإسلامى، بطردها لهذه الملحدة! وما يستفز المشاهدين الذين يتابعون برنامجها أنها أحيانًا تظهر لتقدم برنامجها وهى نائمة على «الشيزلونج» وتضع قدميها فى وجه المشاهدين! ∎ بنات الخير ولم يعدم متابعو ومتابعات ريهام على صفحات الفيسبوك من اختراع كل ما هو جديد، يستغلونه ل«التريقة» على ريهام وبرنامجها، فاخترعوا ما أسموه ب«مهرجان بنات الخير»، وهو عبارة عن أغنية ينتقدون فيها ما تقدمه ريهام سعيد، وتقول كلماتها: «اطلع مش طالع.. اطلع مش طالع.. يا ريهام قولى الحق.. العفريت هيطلع ولا لأ.. فى بنات الخير الأمر خطير.. حوارات وأفلام زى الأساطير.. الكل يتنّح للقنوات.. شباب ورجال وبنات.. أفكار أحلام أوقات.. برنامج شلّح واجرى تقديم الست ريهام». ∎ إحنا آسفين يا ريهام وقدّم بعض الشباب رسائل صوتية إلى ريهام عن طريق اليوتيوب بعنوان «إحنا آسفين يا ريهام»، قالوا فيها «كلنا آسفين يا ريهام بس سيبينا نعيش لأننا خايفين تجيبى دكتور نفسانى يعالجنا أو شيخ يطلع الجن». ∎ نرجسية! يقول مصطفى مرزوق، متخصص فى تحليل لغة الجسد، إن لغة الجسد لريهام سعيد مقدمة برنامج «صبايا الخير» تؤكد أنها شخصية نرجسية ومغرورة، وتعشق التهويل فى الأحداث، وأضاف أنها مهووسة، تبالغ فى شرح مجهودها الإعلامى عن طريق برنامجها الذى يقدم العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية، ويشير مرزوق إلى أن ريهام تعشق الأضواء وتتحدث عن نفسها كثيرًا، وتميل إلى الجرأة فى تقديمها المادة الإعلامية. ∎ مش عيب! ومن جهتها، تقول نهاد الكيلانى، استشارى التنمية البشرية، إن ريهام تحب «الشو الإعلامى» والشهرة، وإحداث نوع من الإثارة، مضيفة: ما حدث فى حلقة الجن أن ريهام تعترف بنفسها أن «مش عيب يبقى فيه شخص يريد أن يلفت النظر إليه». وتضيف الكيلانى: ريهام تتخفى تحت رداء أنها تظهر الحقيقة للشارع المصرى، إنها تهوى «الشو الإعلامى» ونحن فى مصر لدينا قلق بعد ثورة 25 يناير، وجاهزون لتلقى المفاجآت، وإن كنا نفاجأ بأشياء غير متوقعة، وهذا ما تلعب عليه ريهام سعيد مثل ما فعلته فى حلقتها عن «الجن». ∎ جهل وأساطير فيما يرى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن تناول البرامج الإعلامية لقضية الجان وغيرها من الأمور التى يدخل فيها الدين وتثير الجدل، على شاشات التليفزيون مثل برنامج ريهام سعيد، ما هو إلا استمرار للجهل، حيث تسود الخرافات والأساطير. وأشار إلى أن مقياس أى تقدم فى المجتمع هو عدم انشغاله بالغيبيات، وانصرافه عن ذلك، وقال: ربانا القرآن الكريم على منهج «ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً». وأضاف كريمة أن الشرع أمرنا بالمعرفة والأخذ بالأسباب وتنمية الملكات الفكرية العقلية لبناء المجتمع. وقال: الإغراق فى الروحانيات والوجدانيات وما وراء عالم الغيب، دلالة على التخلف المعرفى، والترويج لهذا يتنافى مع التشريع الإسلامى، فقد حرّم الإسلام الكهانة، وهى الذهاب إلى مدعى علم الغيب، والسحرة والعرافين، ومن يقرأون الفنجان أو «الكوتشينة والودع». ويضيف الدكتور كريمة: رغم أننا نؤمن بوجود عالم الجن والملائكة، لكننا لم نؤمر بالتعامل معه، لأن لهم خصوصياتهم.∎