لنصارح أنفسنا ولو قليلا.. البيوت أسرار زى مبيقولوا، بس برضه مفيش دخان من غير نار.. ومعدلات الخيانة الزوجية فى ارتفاع مستمر، منذ سنوات بعيدة ناقش الزعيم عادل إمام فى فيلمه المثير للجدل - حينها - النوم فى العسل أزمة خطيرة وهى فشل الرجال فى إثبات رجولتهم أمام زوجاتهم، وسخرية الزوجة من زوجها اللى مبيعرفش! حينها قامت الدنيا ولم تقعد، وحتى الآن عند عرض الفيلم يتعمد الآباء تغيير محطة التلفاز أمام أبنائهم، ولكن لأن آفة حارتنا النسيان فإن الموضوعات العيب - من وجهة نظر المجتمع - نمت وتطورت إلى نوع آخر يزعج المتزوجين داخل علاقتهم الحميمة، بل يكاد يصبح سببا رئيسيا فى مشكلاتهم الحياتية.
قد يكون الموضوع المثار جريئا للدرجة التى جعلت الكثير من الأشخاص تأبى إثارته والخوض فى تفاصيله، ولكن لأن المشكلة ملموسة ويعيشها قطاع ليس بالقليل من الأزواج ولا يستطيعون الشكوى أو الحديث فيها نظرا لدرجة الخصوصية والحساسية الكبيرة التى يتمتع بها.
فالثقافة الراسخة والمتأصلة لدى الناس فى المجتمع هى من وضعت كليهما فى هذا الموقف المحرج وخاصة الأنثى فإن قامت بابتكار يقال عنها عديمة الأخلاق وإن لم تبتكر يقال عنها إنها باردة جنسيا وأصبح الرجل يمتنع وهو الراغب، بل إنه يتجه لإشباع رغبته الجنسية فى علاقات أخرى محرمة ويترك الحلال لمجرد «الكسوف والشك».
الأوضاع الجنسية المختلفة والتى يرجع الفضل فى تعلم جزء كبير منها إلى المجتمع الغربى والحاجة إلى الإشباع الجسدى أمر شديد الحساسية بين الزوجين، تخشى الزوجة أن تطلب من زوجها أمرا معينا حتى لا تتهم من قبل زوجها نفسه بأنها «قليلة الأدب» وهذا أضعف الإيمان، لأن هناك من تتهم بأن لها تجارب قبل الزواج ويصبح السؤال الأول «عرفتى الحاجات دى منين»؟!
وعلى الجانب الآخر يكاد يتمنى الزوج أن يفعل مع زوجته أمورا مختلفة، ولكنه يخشى من الرفض التام فيتعامل بمبدأ إيثار السلامة.. وربما هذا هو السبب الرئيسى فى الفتور الجنسى بين الزوجين.
وهذا ما يفسر ظهور الكثير من الصفحات الجنسية والهاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعى التى تدعو بعض الأفراد المتزوجين وغير المستمتعين بعلاقتهم الزوجية إلى عمل علاقات عبر الإنترنت من خلال الكاميرا والتليفون لإشباع رغباتهم.
ناقشنا الدكتورة أسماء حفظى خبيرة العلاقات الأسرية فى هذه الأزمة فقالت: «إن الجنس أصبح هوسا ومحور حياة الكثير وربما يدفع به إلى الاختيار الخاطئ نتيجة للمعايير التى اختار شريكه وفقا لها من نظرته للهدف من الزواج أو بمعنى أدق اختار الجسد على حساب الشخصية.
وأضافت: إن السبب الأكبر فى مطالب بعض الأزواج والزوجات بأمور جديدة أثناء العلاقة الحميمية يرجع إلى مشاهدة الأفلام الإباحية.
وعن الطريقة التى يجب أن يتعامل بها كلاهما إذا طلبت منه هذه الأفكار أكدت حفظى أنه يجب على الزوج إشعار زوجته بتقبل مصارحتها له بما ترغب حتى يفتح المجال لها أن تبوح برغباتها فيستطيع أن يتعامل معها بالشكل الأمثل.
ومن جانبها أكدت الدكتورة آمنة نصير أن الإسلام أولى العلاقة الحميمية بين الزوجين أهمية كبيرة، وبعضها مختلف فيه بين الفقهاء، وقد سلكنا مسلك التيسير ورفع الحرج دون ذكر الدليل خوفا من التطويل، ومعظم المستحدثات فى هذا الباب يكون من قبيل المباح الذى سكت عنه الشارع وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته. مشيرة إلى أن العلاقه الجنسية لا حدود لها مع التحفظ عما نهى الله عز وجل فيها.
كما أكدت نصير أن سبب هذه المشكلة يرجع إلى أن الكثير من الأزواج وخاصة الإناث يدعون الفضيلة أو البساطة أو الجهل للجنس ولا يعرفون أن الجنس فيها جانب كبير من الفطرة والصدق وكذلك لا تحتاج إلى مشاهدة الأفلام الإباحية لاستحداث أفكار أو للحصول على قدر أكبر من المتعة، وأن الرجل لابد أن تكون له المبادرة وعلى علم بما تريده زوجته وأن يتحدث معها كثيرا فى هذا الشأن.
ورغم الدعوة الى الحرية داخل العلاقة الحميمة إلا أنه وبين الحين والآخر تخرج علينا فتاوى دينية كفيلة بإضحاك الغرب علينا فقد نشرت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية، حيث الصحيفة الشعبية ذات الانتشار الواسع أن أحد مشايخ المسلمين -لم تسمه- فى أوروبا قد أطلق فتوى تحرم على النساء والفتيات ملامسة الخضروات والفاكهة التى تتخذ شكل العضو الذكرى للرجل بدعوى أن هذا المنتج ربما يؤدى إلى إثارتهن أو إغوائهن!
وأضافت الصحيفة البريطانية أن هذا الشيخ المجهول أطلق دعوته عبر موقع السنوى الإخبارى والتى قال فيها: إنه يجب على النساء عدم ملامسة الخيار أو فاكهة الموز لأنها قد توحى إليهن بأفكار جنسية تسهم فى إغوائهن على - تكمل الصحيفة بقولها،-إنه فى حالة إذا أرادت سيدة أو فتاة تناول أى من هذه المنتجات التى تتخذ شكلا ذكوريا فإن على طرف ثالث أن يعد هذا الطعام عبر تقطيعه لأجزاء صغيرة تبعده عن شكله الأصلى المثير للفتن. الفتوى العجيبة لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى وجوب تقطيع هذه الخضروات أو هذه الفاكهة إلى قطعتين أو أكثر قبل الاحتفاظ بها فى المنزل كى لا ترى المرأة مظهر هذه الخضروات الرجولى!
الفتوى بالطبع أثارت حفيظة المسلمين عبر العالم على الإنترنت، الذين رفضوا هذا الكلام الغريب الذى أفتى به شيخ مجهول الهوية، وأوضحوا أن مثل هذه الافتراءات العجيبة لا تجوز فى وقت يحارب فيه مسلمو أوروبا من أجل وقف حملات التشويه ضد الدين الحنيف.
أما الدكتور رشاد حسن خليل، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر السابق، فأكد فى الفتوى التى صدرت بداية عام 2006 أنه لا يجوز شرعاً للزوجين التجرد التام من الملابس أثناء الجماع والمعاشرة لأن هذا حرام شرعًا ويبطل عقد الزواج، وهو ما رفضته بشدة وقتها الدكتورة سعاد صالح، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وأكدت أنه يجوز شرعاً للزوجين فعل كل ما يؤدى إلى التقريب والتحبيب بينهما، وأنه لا يوجد حرام فى ذلك، إلا إتيان الزوجة فى الدبر أو أثناء فترة الحيض أو الإحرام فى الحج. وأوضحت، أن تعرى الزوجين بصورة تامة من الملابس «غير مستحب» وفقًا للآداب والإرشاد النبوى من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لا يعنى التحريم لأن فاعل الحرام «آثم» ومعاقب شرعًا، وهو ما لا ينطبق على التعرى الكامل للزوجين أثناء المعاشرة بينهما، مضيفة: للزوجين أن يأتيا كل ما يؤدى إلى الاستمتاع والتحبيب بينهما، واستشهدت بقول الله تعالى: «نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم»، ولم يكن الدكتور رشاد المنفرد بفتوى عدم جواز التجرد التام من الملابس أثناء الجماع والمعاشرة لأنه يبطل الزواج، فقد أفتى وفقا لقناة العربية الشيخ المعروف نفس الفتوى قائلا: فى بيان منسوب له: أيها الموحدون اعلموا أن خلع جميع الملابس أثناء ممارسة العلاقات الزوجية يبطل عقد الزواج. فلا تتشبهوا بالكفار.
وبموجب هذه الفتوى فإن كل من خلع ملابسه أمام زوجته عليه أن يتزوجها من جديد لأنها بحكم الطالق.