فى سابقة هى الأولى من نوعها اشترى قساوسة بعض الكنائس الأمريكية جميع التذاكر وتقدر بأربعة ملايين تذكرة. فى ثلاث عشرة قاعة سينمائية - بشكل مبدئى - والتى سوف تعرض فيلم «ابن الرب». فى الثامن والعشرين من فبراير المقبل. إعجاب الكنيسة بالفيلم الذى يقدم القصة كما جاءت فى الكتاب المقدس حرفيا. دفعهم للاستيلاء على قاعات العرض لتوزيعها على مريدى الكنائس لحثهم على مشاهدة الفيلم. ويلخص اهتمام الكنيسة غير المسبوق بالفيلم التصريح الذى أطلقه «بريان ويلز» أحد رجال الكنيسة وقال فيه: «لقد قامت كنيستنا بشراء جميع تذاكر قاعات عرض الفيلم فى اليوم الأول لعرضه. وإذا جاء أى شخص فى هذا اليوم لمشاهدة فيلم آخر سوف يكون تعيس الحظ.. لأننا لدينا عدة تذاكر إضافية لمن سوف يجيئون إلى السينما فى هذا اليوم». وفى تصريح آخر لأحد كبار القساوسة فى كاليفورنيا قال «لقد شاهدت جميع الأفلام التى قدمت عن السيد المسيح. وقد تجاوزت الخمسين فيلما ولكن «ابن الإله» هو الأفضل على الإطلاق.. نحن سعداء بعودة المسيح إلى الشاشة وسوف نملأ قاعات العرض». جدير بالذكر أن معظم هذه التذاكر مقدم من عدد من رجال الأعمال كتبرع للكنيسة.
بالإضافة إلى التذاكر المجانية المقدمة لحضور الفيلم والتى سوف تتجاوز الأربعة ملايين تذكرة. هناك دراسة سوف يتم توزيعها على المتفرجين تتناول حياة السيد المسيح وأيضا مجموعة من الملصقات الخاصة بالفيلم.
أما عن الدعاية التى سبقت الفيلم فقد كان أهمها فى حضور الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» عندما حضر منتجا الفيلم «مارك بورنيت» و«روما داونى»- التى تجسد شخصية السيدة العذراء فى الفيلم وقاما بالترويج للفيلم أثناء إفطار جماعى تحت اسم «الصلاة القومية» يحضره الرئيس مع مجموعة من رجال الدين والعلمانيين.
المفارقة هنا أن الفيلم كان من بين شخصياته شخصية الشيطان والممثل الذى قام بتمثيل دوره كان يحمل شبها كبيرا بينه وبين الرئيس «أوباما» مما أثار انتباه الإعلام وجعل بعض الصحف تنشر صورتين متجاورتين لكل من «أوباما» وشخصية الشيطان فى الفيلم.
منتجة الفيلم «روما داونى» من جانبها قالت إن الصور التى توضح شخصية الشيطان تم حذفها من الفيلم. وأضافت: «يسعدنى أن أخبركم أن الشيطان لم يعد له وجود فى الفيلم.. فهو عن المسيح ولا يوجد مجال لظهور شياطين هنا»!! وقالت أيضا إنها حريصة على تجنب مثل هذه المواقف. وأنه على الرغم من ظهور شخصية الشيطان فى الحلقات التليفزيونية فإننا شعرنا أن غيابها أفضل حتى لا نشعر أن شخصية المسيح يلازمها شيطان.
وفى محاولة أخرى للتبرير قالت «روما داونى» إن الممثل الذى أدى شخصية الشيطان هو الممثل المغربى الأصل «مهدى أوزانى» قد انتخب الرئيس «أوباما» فى إشارة إلى أنه من المحبين للرئيس الأمريكى.
يبدو أن هناك مخاوف تراود منتجة الفيلم فيما تتحدث عنه حتى تبرر حذف شخصية شبيه أوباما غير دقيق خاصة أن شخصية الشيطان ظهرت فى الحلقات التليفزيونية التى نقل عنها الفيلم درجة أن بعض المشاهد أخذت من الحلقات كما هى، ولكن شخصية الشيطان فى الحلقات لم تحمل هذا الشبه مع الرئيس «أوباما».
فيلم «ابن الإله» يلتزم بقصة السيد المسيح كما وردت فى الكتاب المقدس.. فيبدأ مع ميلاده ويستمر ليقدم تعاليمه ثم صلبه وبعثه من جديد. وهو مأخوذ عن حلقات تلفزيونية بعنوان «الكتاب المقدس» وقدمت منذ فترة. والتزمت أحداثها وقصصها حرفيا كما وردت فى الكتاب المقدس. وحققت هذه الحلقات نجاحا هائلا عندما عرضت على قناة «هيستورى» وسجلت اعلى نسبة مشاهدة تجاوزت العشرة ملايين مشاهد. كما حقق بيعه على أسطونات الٔ•ٔ مبيعات هائلة.
الفيلم من إخراج «كريستوفر سبنسر» ومن بطولة «ديوجو مورجادو» فى شخصية السيد المسيح.
تم تجسيد شخصية السيد المسيح فى الأعمال الفنية فى البداية على خشبة المسرح وكان ذلك قبل ظهور السينما. وبعد ظهور السينما أخذت الأفلام فى تقديم المسيح منذ عام 1911 فى أفلام قصيرة وطويلة. حيث قدمت أكثر من ثلاثمائة مرة ما بين أعمال سينمائية وتليفزيونية.. ولكن كانت أهم الأفلام التى تناولت قصة السيد المسيح حوالى 28 فيلما أهمها على الإطلاق ثلاثة أفلام هى «أعظم القصص التى حكيت» عام 1965 والذى تشارك فى إخراجه كل من «ديفيد لين» و«جورج ستيفنز» و«جان نيجيولسكو».. وقدم شخصية السيد المسيح فى الفيلم «ماكس فون سيدو».. أما المخرج «مارتن سكوسيزى» فقد قدم فى عام 1988 فيلم «الإغواء الأخير للمسيح» والذى قدم فيه شخصية المسيح الممثل «ويليام دافوى». وقد أثار الفيلم جدلا كبيرا لأن الجزء الأخير تناول قصة خيالية لم ترد فى الكتاب المقدس عن نزول المسيح بعد صلبه وزواجه من مريم المجدلية. بعد أن ظهر له الشيطان فى صورة طفل جميل أقنعه بعمل ذلك. هذا الجزء أثار سخط وغضب الكثير من المسيحيين الذين عبروا عن استيائهم بتنظيم احتجاجات ومظاهرات أمام استوديوهات «يونيفرسال» بل إن أحدهم عرض شراء نيجاتيف الفيلم حتى يقوم بحرقه.. وقد اضطرت بعض دور العرض فى ذلك الوقت إلى وقف عرض الفيلم كما تم منع عرضه فى العديد من البلاد الأوروبية.
وبعد هذه الأزمة بسنوات وفى عام 2004 قدم النجم «ميل جبسون» فيلما من إخراجه بعنوان «آلام المسيح» وقد أدى شخصية السيد المسيح فى الفيلم النجم «جيم كافيزال».. الفيلم أشعل أزمة جديدة خاصة فى الأوساط اليهودية. حيث قدم الفيلم اليهود على أنهم السبب الرئيسى لصلب وتعذيب السيد المسيح.
كل الشواهد تقول إن عام 2014 هو عام ظهور الأنبياء على شاشة السينما.. فالبداية فى نهاية هذا الشهر مع فيلم «ابن الإله» عن السيد المسيح.بينما يعرض بعده باسابيع فيلم «نوح» إخراج «دارين أرنوفسكى» عن قصة النبى نوح الذى يؤدى دوره النجم «راسل كرو». ومن المفترض ان يشهد شهر مايو القادم عرض الفيلم الإيرانى «طفولة محمد» إخراج «مجيد مجيدى» عن طفولة وشباب سيدنا محمد (ص). وفى نهاية هذا العام وتحديدا فى شهر ديسمبر سوف يعرض فيلم «الخروج» إخراج «ريدلى سكوت» عن قصة النبى موسى والذى يؤدى دوره فى الفيلم النجم «كريستيان بال».