لعب الشعب المصرى دورا يشهد له التاريخ، إنه أبهر العالم بالتفافه حول مؤسسات الوطن وحمايتها من محاولات الخيانة والعمالة التى أرادت النيل من صلابتها للإيقاع بمصر، مؤسسات وشعب عريق لا تقوى على قهره مخططات الإرهاب والتطرف الجبان، وكم أفتخر بهذا الشعب وانتمائى لهذا الوطن الذى لا تظهر حقيقته إلا فى الشدائد، أتصور مشهداً حضاريا يترقبه العالم كله يومى 14 و15 يناير الجارى يظهر فيه المصريون عظمتهم وتصديهم للإرهاب الأسود من خلال الاستفتاء على الدستور والذى سيعلن خروج الجماعة الإرهابية من المجتمع المصرى، إذ نلفظهم جميعا، معا تتشابك أيدينا شعبا وشرطة وجيشا كى تعلو أصواتنا بنعم رافضين العنف والتطرف والفساد. وهنا أسطر امتنانى لدور غير مسبوق لرجال الشرطة الذين قاموا بملحمة تاريخية يشهد عليها الله والوطن، وسيعلم تفاصيلها مواطنو مصر بعد القضاء على خفافيش الظلام الإرهابى، وأهنئ مصر برجالها الصامدين وقد عاهدوا الله والشعب للوصول بالوطن إلى بر الأمان يتوقون إلى لحظة الانتصار.. وبينما كنت أعتزم كتابة مقالى هذا عن تعاقد الإرهابى هشام قنديل مع إحدى شركات التنظيم الدولى التى تعمل فى مجال الكروت الذكية للحصول على بيانات المواطنين المصريين بكل فئاتهم لتوزيع البنزين من خلال قاعدة بيانات دقيقة تأكدت أن جهاز الأمن الوطنى والمخابرات العامة صدوا عن مصر هذه الكارثة التى تعد تهديدا لأمن مصر القومى.. أوقفوا قصة خيانة جديدة للتنظيم الإرهابى لتتضح لى الصورة جلية عن سبب استهداف فوضى يناير فى بداية أحداثها البغيضة لجهاز الأمن الوطنى ورجاله المصريين حتى النخاع فهم معنيون بإبراز كل المعلومات عن جماعة التنظيم الإرهابى فهم يعرفون عنه أكثر مما يعلم التنظيم عن نفسه، لذا خطط منظمى أحداث يناير 2011 لشق الصف أولا بين الشعب والشرطة وتبينت سبب محاولتهم تشويه جهاز المخابرات العامة الذى عزف سيمفونية عشق للوطن مع أمن الدولة، ولا شك أنهما يمثلان صمام أمان الوطن.. أبدأ من اليوم تقديم التهانى للشرطة المصرية.. لأنه سيبقى دوما شهر يناير يحمل قصص بسالة رجال لا يخشون الإرهاب لأنهم الأقوى بإيمانهم بالله والوطن، لن يتمكن عدو أو خائن من الإيقاع به، ولو دفعوا الثمن حياتهم ولو عاشوا خلف الأضواء يعملون فى صمت.. كما أهنئهم على تخطى مرحلة أمنية حرجة أدوها بحرفية شديدة فى تأمين الكنائس والحرص على سلامة الإخوة المسيحيين للتمتع بأعيادهم وسط تهديدات التطرف والإرهاب! غير أنى أخشى عليهم من حجم ضبط النفس الذى يتحلون به أمام ما علمته من صديقة تعيش بالقرب من مدينة الطلبة فى جامعة الأزهر والتى أخبرتنى أن طلبة الإخوان يطلقون أعيرة نارية من سلاح آلى سريع الطلقات من سطح مسجد الجامعة ما يسبب مخاوف لها وأسرتها، وهنا أوجه سؤالى إلى رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى وأتصور أنه يستعذب حجم الإرهاب الذى يعانيه المحيطون بجامعة الأزهر والتى أصبحت مرتعا للجماعة الإرهابية، فمن أين يأتى رئيس مجلس وزراء مصر بهدوئه الجم مع وجود أسلحة نارية داخل حرم الجامعات المصرية؟! ولن أسأل عن رد فعل الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى فى كوالالمبور لأنه بالطبع لا يعنيه جامعات مصر ولا أظنه يدرك أنه وزير تعليم عالى فى مصر، وإلا كنا شهدنا تحركه نحو جريمة تدور أحداثها فى أماكن تلقى العلم هو المسئول الأول عنها! وإلى أن يعلن دكتور حسام عيسى عن موقفه وما إذا كان يوافق على انتهاك حرمات جامعات مصر! أسأل دكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر عن كيفية دخول السلاح الآلى وأسلحة أخرى، وهل مداخل ومخارج وأسوار الجامعة مؤمنة بشكل كاف؟! هل يعد أساتذة الجامعة آلهة منزهين عن تفتيش سياراتهم فى الدخول والخروج رغم حالة الحرب التى تمر بها البلاد؟! من أدخل السلاح الآلى إلى الحرم الجامعى؟ وكيف تدخل مواد تحضير المولوتوف الذى يندفع من داخل أسوار الجامعة؟! ولم يبقى العبد على المدينة الجامعية مفتوحة رغم أنها أصبحت وكرا للإرهاب؟! لم لا يتم قطع الكهرباء والمياه عن وكر الإرهاب داخل الجامعة؟! وليخبرونا متى نطالب الشرطة المصرية الدخول للتعامل مع الهدف والإرهاب داخل الجامعة العريقة؟! لك الله يا مصر.