وكأنها تحتفل بالعام الجديد على طريقتها الخاصة، استطاعت جماعة الإخوان وأخواتها من الجماعات الإرهابية الآثمة تنفيذ عملية دنيئة جديدة تضاف إلى سجلات تاريخها الحافل بالدماء والإرهاب والخسة، وقبل أن يرحل عام 2013 بأيام قليلة يقدمون للمصريين هديتهم الملطخة بالدماء وبمناسبة العام الجديد الذى يبدأ بقرار تاريخى باعتبار الإخوان جماعة إرهابية.. لم يكن المقصود به هو كسر أجهزة الأمن أو إرباك الدولة وخارطة الطريق فقط، وإنما بث الرعب فى قلوب المصريين لمنعهم من الخروج للتصويت فى الاستفتاء ، وتعمدت أيضًا إرهاب الأقباط لمنعهم من الاحتفال بأعياد الميلاد والذهاب إلى كنائسهم للصلاة.
أجهزة الأمن أعلنت أنها سوف تقوم بحماية جميع المنشآت الحيوية الأمنية منها والحكومية ولن تسمح بتكرار هذه العمليات الإرهابية القذرة، والتى زادت من إصرار أفراد الأمن على القيام بدورهم على أكمل وجه ومطاردة الإرهابيين والخارجين عن القانون وحماية منشآت الدولة ومواطنيها حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم المثابرة والقوية. مصادر أمنية رفيعة المستوى أكدت ل«روزاليوسف» أن أجهزة الأمن تتعقب تنظيم الإخوان والأذرع العسكرية التابعة له مثل أنصار بيت المقدس والتوحيد والجهاد وجماعة الفرقان فى جميع محافظات مصر، وأن أجهزة الأمن تسعى الآن لاصطياد كل التابعين لهذه الجماعات الجهادية. ويواصل مصدرنا بتأكيده أن جماعة الفرقان تجيد استخدام «الآر بى جى» فى عملياتها، وأكد المصدر أيضا أن أجهزة الأمن تقوم حاليا بمراجعة أوراق أكثر من 80 فلسطينيًا منحهم نظام الرئيس المعزول محمد مرسى جنسيات مصرية فى وقت قياسى رغم مخالفة ذلك لقرارات جامعة الدول العربية. وقامت أيضا أجهزة الأمن بمراجعة رخص الأسلحة التى حصل عليها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى عهد مرسى أيضا، وكذلك جميع رخص حمل السلاح بشكل عام التى تمت فى عهده، وتقوم أجهزة الأمن بعمليات مراجعة شاملة لجميع الشقق المفروشة فى جميع محافظات الجمهورية. وفى سياق متصل أكد اللواء أحمد حلمى مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن أنه تم تشكيل فريق من البحث الجنائى والأمن الوطنى وجميع الجهات الأمنية لتتبع خطوات الإرهابيين الذين نفذوا الجريمة البشعة أمام مديرية أمن الدقهلية وأن هناك مأموريات لفرق البحث والاطلاع فى كل مكان خاصة فى شمال سيناء لضبط الأسلحة والمتفجرات التى بحوزة الخارجين عن القانون. وعلمت روزاليوسف أيضا أن هناك تحقيقات موسعة داخل أجهزة الأمن لمعرفة التسريبات التى خرجت من مديرية الأمن بالدقهلية عن موعد الاجتماع الذى كان يعقد وقت وقوع الحادث، وعن إمكانية وجود تابعين لهذه الجماعات الإرهابية داخل مديرية الأمن أم أن وقوع الحادث فى هذا التوقيت كان مجرد صدفة بحتة. اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى يؤكد أن الإخوان أعلنوا صراحة أنهم سوف يقومون بتصعيد عملياتهم الإرهابية لإثارة البلبلة بين المواطنين بهدف تخويفهم من النزول إلى الاستفتاء، وكذلك أيضا لتخويف المسيحيين فى أعيادهم ظنا منهم أن ذلك قد يؤثر على المصريين ويمنعهم من الخروج من منازلهم وكأنهم لايعرفون المصريين جيدا. ويضيف: يجب أن تتحرك أجهزة الدولة بسرعة وتلقى القبض على كل قيادات الإخوان المتواجدين خارج السجون فورا مع ضرورة وضع خطة محكمة لتأمين المبانى والمنشآت الشرطية والحكومية المهمة والتى تبدأ بوضع كاميرات مراقبة ومعدات للحماية من المتفجرات بالإضافة إلى المتابعة المستمرة عن طريق غرفة عمليات متطورة لرصد حركة السيارات وأن يكون المكان المخصص لوقوف السيارات على بعد 50 مترًا من المؤسسات والمبانى سواء الشرطية أو المهمة، خاصة أن الإرهاب الأسود بدأ فى استخدام أنواع جديدة من المتفجرات. وأكد أن الداخلية يقع على عاتقها الجانب الأكبر فى تلقى الصدمات من تلك الجماعات، لذلك يجب عليها وضع خطط استباقية لمنع وقوع مثل هذه الحوادث عن طريق جهاز الأمن الوطنى الذى يجب أن يعود كما كان فى الماضى بكفاءة جهاز مباحث أمن الدولة من خلال إلقاء القبض على كل من يثبت من بعيد أو قريب أنه على صلة بتلك الجماعة الإرهابية وباقى الجماعات الجهادية. اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمنى أكد أن ما حدث من عمليات تفجير دنيئة لمديرية أمن الدقهلية لم تكن مفاجئة بالنسبة إليه وأنه توقع حدوث ذلك لأن هذه الجماعات تلقت فى الأيام الأخيرة العديد من الصفات والضربات الأمنية تحديدًا من الجيش المصرى الذى استطاع القضاء بنسبة كبيرة على أوكار الجماعات الجهادية وضبط العديد من قياداتها فى سيناء وباقى المحافظات وكان من الطبيعى أن تقوم هذه الجماعات بطريقة أو بأخرى بالرد على ما حدث معهم بعملية إرهابية كبرى. وأضاف البسيونى أن منفذى العملية الأخيرة استطاعوا التسلل إلى الدقهلية بعد هروبهم من سيناء بسبب الملاحظات الأمنية المتكررة لهم وقاموا بتأجير إحدى الشقق المفروشة فى المنصورة لفترة ثم قاموا بتنفيذ العملية الإرهابية الأخيرة ولذلك يجب أن يقوم المسئولون فى المحافظات المختلفة بحصر الشقق المفروشة ووضعها تحت المراقبة جيدًا مع ضرورة تجهيز سيارات الشرطة بأجهزة حديثة للكشف عن المتفجرات عن بعد، ورغم أن هذه الأجهزة ستكلف الدولة كثيرًا إلا أنها ستساعد فى إحكام السيطرة على كل العمليات الإرهابية المتوقع حدوثها وستنقذ أرواح أبرياء كثيرين بدلا من أن يقعوا ضحايا للإرهاب الأسود. وأكد البسيونى أن العمليات الإرهابية التى نفذت مؤخرًا لها أبعاد أخرى أعمق بكثير من كونها مجرد عمليات تفجيرية عادية، وأن المقصود من هذه العمليات هو التأكيد على وجود جماعة الإخوان وقدرتها على التأثير وأيضًا إرهاب المواطنين حتى لا يذهبوا للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء القادم حتى لا يخرجوا إلى الكنائس للاحتفال بأعيادهم، إلا أن ذلك لن يرهب المصريين ولن يعطل خارطة الطريق أو يعود بالدولة إلى الوراء لأن الإرهاب الذى تمارسه الجماعة هذه الفترة لن يكون بأى حال من الأحوال مثلما حدث فى تسعينيات القرن الماضى ومع ذلك استطاعت الدولة والشعب القضاء على الإرهاب فى تلك الفترة وخلعه من جذوره، وأضاف أيضًا أن قرار اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية سوف يساعد الأمن كثيرًا فى تصفية وملاحقة أعضاء الجماعة فى كل مكان وأن هذا القرار تأخر كثيرًا وكان لابد من إصداره بعد ثورة 30 يونيو.∎