أصبحت روابط الأولتراس تشكل لغزا كبيرا يصعب فهمه وتوقع ردود أفعالهم واستيعاب ما يريدونه بعد الأزمات التى كانوا طرفا فيها آخرها التى وقعت الأسبوع الماضى وبتناقض مثير. أولتراس أهلاوى حول أفراح الأهلى بعد الفوز الكاسح على الزمالك إلى أحزان لهجومه على نجوم الأهلى فى ملعب مختار التتش.. بينما تجمع أولتراس زملكاوى «الوايت نايتس» أمام النادى بميت عقبة للقصاص من مجلس الإدارة العباسى.
أولتراس أهلاوى وصل اندفاعه إلى التحرش بنجم الأهلى المخلص أحمد فتحى قبل سفر الفريق إلى جنوب أفريقيا ليتوج مشواره الناجح فى دورى المجموعات بعد أن انتزع بطاقة الصعود بجدارة فى حين واصل «الوايت نايتس» عنادهم للمطالبة بإسقاط المجلس الزملكاوى بعد إصدار بيانين شديدى اللهجة ضده والمطالبة بتشكيل مجلس ثورة لإنقاذ الفريق من المجلس الفاشل.
الوايت نايتس من جانبه لم يقتنع بمبررات الإدارة فى الجلسة الطارئة التى سبقت مظاهرات إسقاطها لمناقشة أسباب الهزيمة الثقيلة ،رغم أنها خرجت منطقية لضيق الوقت ولصعوبة إصدار القرارات التى تشفى غليل الجماهير الثائرة وفى مقدمتها إقالة المدير الفنى حلمى طولان وجهازه واستبعاد نجوم الفريق وعلى رأسهم الحارس عبدالواحد السيد والمهاجم الأليف جعفر المهزوم، والمدافع المسمسم فتح الله والباك اليمين «الأعرج» أحمد سمير ومعهم «طلبة» المقلب الكبير فهؤلاء هم أسباب الهزائم والنكسات المتكررة وضياع أحلام شعب الزمالك الصابر والمغلوب على أمره.
رغم شرعية مطالب «الوايتس نايتس» والذين عزفوا سيمفونية العطاء والوفاء فى مساندة نجوم فى كل مكان، رغم تخاذلهم المتكرر فى المواقف الحاسمة وسعيهم المسعور نحو حقوقهم والتفريط فى حقوق مشجعيهم وعشاقهم، فإن المشهد المؤسف الذى وقع الخميس الماضى وضعهم فى قفص الاتهام والمساءلة، وكأن الزمالك العريق موعود بالعذاب من عشاقه قبل منافسيه والمحصلة النهائية تقول إن الجميع مخطئون فى حقه وتشويه سمعته.
الوايتس نايتس نفذ صبره بعد مواصلة الإخفاقات ولبراعته فى تحويل الحلم إلى كابوس مزعج والمجلس قليل الحيلة تفسده دائما المصالح والعناد على مذبحة مصلحة الفريق حتى تحول الرئيس عباس إلى دبة تأكل صاحبها.
فالرجل «عباس» مخلص لناديه وترجم هذا العشق فى صورة أموال ضخمة ولكنها أفسدت الفريق حتى تحول إلى مدمنا للهزيمة وفى اجتماعه الأخير يبدو طالبا مهلة أخيرة للإصلاح، لكن لن يغفر له الجمهور تفريطه الساذج بنجم بحجم «عمرو زكى» بينما يعتمد الفريق على مهاجم «أكتع» والجلوس فى مقاعد المتفرجين شاهدا على هروب نجومه لأسباب مادية فى مقدمتهم الثلاثى الأفريقى سيسيه ورزاق وموندمو، ثم إبراهيم صلاح وصبرى رحيل وقبل كل هؤلاء المشاركة فى مذبحة نجمه العالمى «ميدو» وعدم استثماره لخدمة الفريق ومعه التفريط فى المخلصين حسام وإبراهيم حسن بعد إصرار «فييرا» على ترك الفريق ولأسباب إدارية أيضا رغم وصوله مع الفريق إلى أعلى درجات الجماعية والوعى الفنى والبدنى.
مشجعوا النادى كانوا يرون فى حسام حسن البديل المناسب لقيادة الفريق بعد هروب «فييرا» لكن الإدارة كانت تسير عكس طموحات الجماهير ولعل بعد مباراة الغد بإمهال فرصة أخيرة للمجلس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فلم يعد «طولان» رغم كفاءته هو الرجل المناسب لدى جماهير الزمالك فى حين أن رصيد الآتى أسمائهم قد نفد فى مقدمتهم عبدالواحد السيد وجعفر وسمير ولا أمل أو آمال فى استمرارهم المتخاذل والمخزى بعد أن امتلأت صدورهم بالطمع والمؤمرات عامًا بعد عام.
خطايا الإدارة والجماهير ضد الزمالك لن تستمر طويلا وقد حان وقت المحاسبة ومراجعة الأوراق عقب لقاء الغد مع الفريق الكنغولى.
فى المقابل لا يستحق نجوم الأهلى كل هذا التقدير من جماهيرهم الوفية ولن يكون الهجوم عليهم هو المقابل لإخلاصهم وكفاحهم.. فالأهلى رغم الظروف الصعبة نجح فى العبور من أزماته وكبواته سريعا، ويكفى أن نجوم الفريق بجدارة نجحوا فى استعادة الكبرياء بعد الهزيمة المفاجئة من الفريق الجنوب أفريقى بثلاثية وتحدى كل الصعاب من أجل إسعادهم.
روابط الألتراس البديعة لابد أن تعيد حساباتها من جديد لمواصلة إبداعتهم الجميلة التى أبهرت الجميع فى المدرجات بإخلاصهم غير المحدود فى حب ناديهم، فهم النغمة الجميلة فى المدرجات المصرية، فبعيدا عن المصالح والحسابات وإغراءات رجال السياسة، فإن مكانهم الحقيقى هو المدرجات لمواصلة سيمفونية العشق الرياضى لأنديتهم وتسجيل تابلوهاتهم الرائعة بعيدا عن التطرف والتخريب بعد أن كتبوا أروع صفحات النضال فى أصعب الأوقات التى مرت فى هذا الوطن الغالى.
مصر الغالية على أعتاب الخطوة الأخيرة لتحقيق الحلم المونديالى بعد أن نضجت الكرة المصرية.. والمطلوب تكاتف الجميع حول «مصر» واستعادة الفرحة الغائبة والاحتفال بصورة مصر بعد مكافحة الإرهاب والمتطرفين أعداء الوطن الحقيقى على أيدى جيشها العظيم ورجال أمنها الأبرار ومعهم خيرة شباب الوطن من روابط الألتراس.