لم يكن أحد فى العالم كله يتوقع أن يقوم هذا الشعب العظيم بثورتين متعاقبتين خلال عامين فقط، والغريب فى الأمر أننا تخلصنا خلالهما من أعتى الأنظمة البوليسية والإخوانية فى الشرق الأوسط، بل فى العالم أجمع وهذا دليل قاطع على أن الشعب المصرى لا يجبر ولا يستطيع أى نظام أيًا ما كان على قهره وظلمه طيلة حياته.. يمكن للشعب المصرى أن يصبر على الظلم ويسكت فترة، ولكنه عندما ينتفض لن يقف أحد فى وجهه لا حاكم ظالم ولا فساد ولا قهر ولا أقوى الأنظمة تستطيع قهر إرادة أمة بحجم مصر بتاريخها العريق ووحدة شعبها الأبى وعظمة شبابه الجسور وقوة نسائه العظيمات وصلابة مؤسساته القادرة على الوقوف إلى جانب هذا الشعب العظيم وقت المحن، كما فعلت مؤسسة القوات المسلحة المصرية فى هذه الثورة العظيمة وأخذت بيد الشباب صانعى الفرحة وأصحاب المبادرة دائما وأبدا لنصرة شعبهم ونهوض أمتهم ولا أظن أن هناك من يستطيع أن يأتى مرة أخرى رئيسا على شعب مصر دون إرادة وموافقة ورضاه.. وأقول للإخوان الذين حاولوا سرقة فرحة هذا الشعب فى الثورة الأولى فثار عليهم فى الموجة الثانية: أفيقوا من سباتكم فما أنتم إلا جزء صغير جدا لا يكاد يٌذكر أمام حشود هذا الشعب العظيم، وأنصحهم أن يعودوا إلى صوابهم وأن يحاولوا تعلم الإسلام الصحيح من الشعب المصرى العظيم.