كان يوم الأربعاء 22/2/2012.. يوما مشهودا في حياة مصر.. ولا أبالغ في القول إن الشعب انتظره وحلم به طوال ما يزيد علي ثلاثين عاما.. ليري بعينيه حكامه وجلاديه من وراء القضبان في مذلة وتخاذل .. بعد ان كانوا يعاملون الشعب العظيم.. بكل تكبر وتعال كمعاملة الأسياد للرعايا.. ولم يكونوا يتصورون أن شباب مصر وثواره قد عقدوا العزم والنية علي الإطاحة بهم، ووضعهم في المكانة التي يستحقونها. فإذا استعرضنا ما استطعنا ان يصل إلينا من وقائع الجلسة التي كان من المفترض ان تذاع علانية علي التليفزيون المصري. ليستكمل العالم أجمع رؤية شعب مصر العظيم وهو يحاسب جلاديه.. ولكن للأسف.. لم يتحقق هذا الطلب العظيم علي نفوسنا.. ونتمني تلافي هذا في جلسة النطق بالحكم القادمة!! ولقد كنا نحسب ان الرئيس المخلوع سينتهز هذه الفرصة التي سنحت ليبرر الدوافع والأسباب التي جعلته يصل بالبلاد إلي ما وصلت إليه من انحدار وتخلف.. وحتي لو كان دفاعا لا يستند إلي ما يؤيده.. ولكن حتي يأخذه مبرراً ليعتذر للشعب المصري.. ولكن المكابرة في الخطايا والجرائم التي ارتكبت .. والاستهانة بالشعب المصري.. مازالت كما هي!!! وما يبعث علي السخرية ان الرئيس المخلوع الذي حكم البلاد طوال ثلاثين عاما بالحديد والنار وحول الدولة الرائدة في إقليمها، وصاحبة المكانة الدولية الرفيعة إلي دولة بوليسية ويتسول باسمها.. ليزداد هو وأسرته ثراءً .. فالكرامة وعفة النفس معدومة. وعمل بصورة مستمرة علي التقليل من قيمة الشعب المصري وأن الشعب غير مؤهل للحياة الديمقراطية، والغريب ان مجموعة المرتزقة من رموز العهد البائد الفاسد كانوا يكررون نفس أقواله.. وهم لا يفقهون في السياسة والديمقراطية شيئا.. وكل ما أحسنوا عمله هو التخطيط لسرقة وطن بأكمله وحاولوا تجريف موارده.. بصورة لا تقدر عليها.. أعتي العصابات (المافيا). نعم ما بعث علي الاستغراب الممزوج بالسخرية أن في دفاع الرئيس المخلوع - ساق بيتا من الشعر من الأشعار التي تصف حب المرء لوطنه مهما حاق به من ظلم.. أليس هذا غريباً؟؟ والسؤال المطروح من ظلم من؟؟؟ هل الشعب المصري الذي صبر عليه وعلي عائلته وأذنابهم في كل ما ارتكبوه؟؟؟ حتي أوصلوا البلاد التي يعلم العالم أنها ما لديها من موارد كان يجب ان تكون في مصاف الدول ذات الدخل المرتفع والتي يتمتع أبناؤها برغد العيش وكرامة الحياة.. لا أن تصنف البلاد في الثلث الأخير من مقياس التنمية لدول العالم.. في حين تمتلك عصابة الحكم الفاسد الذي أسقط مليارات ومليارات من العملة الصعبة.. وينشر عنهم أنهم من أغني أغنياء العالم. في حين كانت تزداد نسبة المصريين الذين يعيشون في فقر، وفقر مدقع.. بصورة مستمرة حتي طالت ما يقرب من ثلاثة أرباع الشعب المصري!!! والسبب وراء التعجب حول بيت الشعر.. ان شعب مصر لم يسمع من الرئيس المخلوع طوال 30 عاما مضت.. أو من خلال خطبه بيتا واحدا من الشعر، أو مقولة مأثورة، أو حكمة متداولة.. فلقد عودنا دائما انه لم يكن يعي ما يقول.. ويعمد إلي تكرار ما يملي عليه.. والمثل علي ذلك في خطبه الأخيرة.. التي زادت الشعب غضبا.. وحنقا.. وتصحيحا علي ان الشعب يريد إسقاط النظام. كذلك فوجئنا بما حوته الجلسة الأخيرة من غرائب يغلفها الكذب والرؤي المهينة لشعب مصر العظيم.. عندما وقف وزير الداخلية الأسبق ليقول ما قام به أبناء مصر ليست ثورة ولا انتفاضة.. بل هي مؤامرة من الخارج شارك فيها حزب الله اللبناني، وحماس الفلسطيني وبدو سيناء!!! وكأن العصابة التي كانت حاكمة استكثرت علي الشعب المصري ما ناله من احترام وتقدير العالم علي ثورته الناصعة السلمية التي استحدثت تكنولوجيا العصر.. في إسقاط أعتي الأنظمة الفاشية والديكتاتورية التي كان اعتمادها الأول أنها بوليسية.. وكان وزير الداخلية الأسبق هو عمادها.. والذي يكفيه ذلا أنه كان المساند الأول (للتوريث).. وأن جهاز الأمن الذي كان يرأسه لما يقرب من عقدين من الزمن.. انهار في أيام.. وكأن العيب منه ومن سياساته!!!! (الكلمة الأخيرة) ما خرج عن المتهمين من دفاع في قضية القرن ينطبق عليه بدقة «سكتوا دهراً.. ونطقوا كفراً»!!!!