فى وقت كان يتساءل الأقباط قبل المسلمين عن دور الكنيسة فى عهد البابا الثورى «تواضروس الثانى» جاء بيان الكنيسة المساند لمواقف القوات المسلحة الأخيرة من أزمة أحداث الخصوص وحتى يوم 03 يونيو لتحسم التساؤلات مؤكدة أن الكنيسة لا تستطيع أن تمنع الأقباط من الخروج مع كل المصريين الذين «زهقوا» من ممارسات الإخوان، ولا يهمهم الاتهامات التى تطاردهم من المتأسلمين بأنهم وراء افتعال الاشتباكات كما قالوا عنهم فى أحداث الاتحادية.. الأقباط يقدرون الموقف ويلبون دعوات شركائهم المسلمين للخروج على الإخوان بلا أى خوف، ويقولون كأى مصرى ضد الإخوان «هى موتة ولا أكتر»!
«رفيق رسمى» - رئيس لجنة الإعلام بائتلاف أقباط مصر قال لنا: إن الائتلاف يشارك مع جميع القوى السياسية فى الفعاليات التى ستتم فى 30 يونيو سواء كان هناك اعتصام أو إنهاء للمظاهرات فى نفس اليوم، لافتا إلى أن أعضاء الائتلاف سيستمرون فى الاعتصام أمام قصر الاتحادية لحين رحيل مرسى. أما اتحاد شباب ماسبيرو فوضعوا على صفحتهم الرئيسية حديثا للبابا تواضروس تعليقا على منع الكنيسة نزول الأقباط يوم 30 يونيو الذى كان نصه: «إنه إذا منعتنا الكنيسة من النزول وهذا مستبعد.. فحب الوطن لن يمنعنا من النزول». الناشط القبطى «شريف رمزى» مؤسس حركة «أقباط بلا قيود» اعتبر مشاركة الأقباط فى تظاهرات 30 يونيو التى دعت لها حملة تمرد إلى جانب القوى الثورية والأحزاب السياسية المعارضة تأتى من منطلق وطنى وسعيا لتحقيق أهداف الثورة التى يحلم بها كل مصرى مخلص لبلاده. وأوضح «رمزى» أن التهديدات التى أطلقها بعض دعاة العنف والإرهاب لن تثنى الأقباط أو تدفعهم للتخاذل عن نصرة الحق ورفعة الوطن مهما كلفهم ذلك من تضحيات، وتعهدت الحركة أن تكون أولى خطواتها بعد نجاح الثورة هى الملاحقة القانونية لهؤلاء المتطرفين والمتاجرين باسم الدين والزج بهم فى غياهب السجون جزاء ما اقترفوه من جرائم فى حق الوطن وأبنائه. والحقيقة أن هذا لم يكن رأى النشطاء السياسيين الأقباط فقط، فيقول بيشوى عادل - 25 سنة -: أنا نازل ومش عارف راجع ولا مش راجع، المهم بلدى ترجع، موضحا: كل مرة آجى أنزل فيها مظاهرات أمى تتخانق معايا عشان منزلش، المرة دى هى اللى جايبالى اليافطة اللى هنزل بيها وقررت أنها تعلق عجلة كاوتش فى البلكونة معلقا: حزب الكنبة قرر يثور. ويشير بيشوى إلي أن الهوس الدينى يستطيع أن يحولك من ناسك لناسف وهذا فى الجانبين الإسلامى والمسيحى، فكما نرفض التطرف الإسلامى نرفض التطرف المسيحى أيضا لأن مصرنا وطن وسطى غير متطرف. ويؤكد «مارك ممدوح» - 26 سنة - أن الموضوع لا علاقة له الآن بمسيحى أو مسلم، بل أصبح يتلخص فى هل أنت مصرى أم إخوانى قائلا: إحنا كلنا زهقنا، مين فينا لم يصبه الإحباط؟ كلنا فى مركب واحد. وأوضح: أنا نازل لأنى مصرى وهى ليست شعارات فارغة، ولكننا لدينا شعور قوى بأننا مستغلون من قبل الجماعة، مرسى بيبيع البلد وإحنا مش حاسين شوية حلايب ومرة سينا وأخيرا النيل هنروح فين بعد كده يا جدعان؟! أما «مادونا عاطف» - 28 عاما - فتقول: أنا باحمد ربنا إن أبويا مات قبل ما يشوف اللى بيحصل فى البلد ده، موضحة: أبويا كان من مصابى حرب أكتوبر لم ينشئنا أبدا على مسلم أو مسيحى وإنما حب البلد، وتشير إلى أنه إذا كان ربنا أعطاه عمرا الآن لكان مات كمدا وهو يرى الأرض التى ضحى من أجلها توزع على المرتزقة، وقالت: إننا لن نخاف من تهديدات التطرف فالاستشهاد جزء من عقيدتنا، ولكن لابد أن نفعل شيئا لأجل من هو قادم ولأجل مستقبلنا جميعا. مجدى شنودة- 40 عاما- يؤكد: لن نخاف ممن يريدون قتلنا، ولكن تعبنا من تكفيرنا، مشيرا إلى أنه الآن يتم تكفير كل المصريين وبالتالى أصبحت المعركة هى أكون أو لا أكون!