عيب الخواجات أنهم باردون جداً.. وعواطفهم ليست حارة.. والدليل أنهم لا يغنون لبلادهم أغانى وطنية من النوع الذى نعرفه فى بلادنا.. فلا يقف مطرب فرنسى لامع مثل جونى هوليداى.. يتلوى من فرط الحب ويغنى بحبك يافرنسا.. ومع هذا يكرمونه ويعدونه من الأبطال القوميين.. وفرقة البيتلز بجلالة قدرها لم تغن يوماً بريطانيا هى أمى.. ومع هذا منحتهم ملكة بريطانيا وسام الفارس فتحولوا إلى طبقة اللوردات والسادة!! الخواجات عواطفهم باردة إذن.. وفى مسألة حب الأوطان يعبرون عن مشاعرهم بطريقة غريبة.. بالفعل وليس بالقول.. ومع أنهم لا يغنون لبلادهم لكنهم يعملون خمسة أيام فى الأسبوع.. وفى اليوم ثمانى ساعات.. والإجازات ممنوعة.. والعطلات السنوية محدودة محدودة!. فى سويسرا.. يذهب العاطل عن العمل للطبيب النفسى يعالجه من شعوره بأنه زائد على الحاجة.. وأنه غير مساهم فى الإنتاج العام.. والسويسرى هو الأوروبى الوحيد الذى يرفض تخفيض ساعات العمل إلى 40 ساعة أسبوعياً.. ويصر على العمل 42 ساعة.. والمرأة السويسرية ترفض الخروج على المعاش فى سن الثانية والستين وتناضل من أجل الخروج فى الخامسة والستين! أسوة بالرجال!. وتستغرب كثيراً.. لأنهم يستمتعون بالوفرة وبمستوى المعيشة الأعلى فى العالم.. ومع هذا فإن الإجازات «القومية» لاتزيد على عشرة أيام سنوياً واضحة ومحددة.. العيد القومى وكام يوم فى الكريسماس وأعياد الربيع وخلاص.. عشرة أيام لا تزيد ولا تنقص!! عكس الحال فى بلادنا السعيدة الفرحانة بشبابها.. والإجازات عندنا رسمياً شهر ونصف الشهر فى السنة.. أجازة العيد الصغير والعيد الكبير.. وأجازات الموالد والمناسبات القومية والوطنية وأجازات الكريسماس وشم النسيم وعيد تحرير أكتوبر وأجازة العاشر من رمضان.. ناهيك عن الأجازة غير الرسمية التى نأخذها فى رمضان ودياً.. بشهادة معدلات الشغل والإنتاج!! ومع أننا من الرواد فى استنباط الأجازات القومية.. والدينية.. إلا أننا نحب الوطن بدليل الأناشيد والأغانى الوطنية.. وعندنا بلا فخر وفر فى الصنف.. يمكن أن نصدره ونحقق العملة الصعبة المرجوة.. وعندنا بفضل الله مطربون متخصصون فى الصنف الوطنى.. وهناك مطرب اسمه أحمد ثروت لا يغنى سوى فى بيوت المسئولين والحكام.. يغنى الأناشيد والأغانى فى حب مصر.. وقد حقق بفضل التخصص الوطنى ثورة هائلة.. غير الأراضى والعزب والقصور فى طريق مصر إسكندرية.! مطرب آخر.. تهرب من التجنيد وزور فى الأوراق الرسمية.. لكنه يحب مصر وقد دخل السجن ليغادره مشاركاً فى احتفالات أكتوبر يغنى للأبطال والجنود الذين حاربوا وشرفوا الوطن.! لعله من المفيد أن نخفف قليلاً من حب مصر.. وأن نحول شهوتنا للغناء الوطنى للشغل والإنتاج.. عسى أن نصحح الرقم القياسى المسجل باسم المصرى بخصوص ال «37» دقيقة عمل يومياً وباقى اليوم نوم فى العسل!. أحسن حل لمواجهة الخواجات أن نعلمهم الغناء.. أن نصدر إليهم فرحتنا ببلادنا.. لعلنا نصيبهم بالعدوى.. فيتوقفون عن الشغل ويتفرغون للأناشيد الوطنية.. فيتدهور إنتاجهم ويتضاعف إنتاجنا.. فنتفوق وننطلق ونغنى ساعتها بجد.. المصريين أهمه!.